صدى الزواقين وزان وجبالة

صدى الزواقين Echo de Zouakine
صدى الزواقين وزان وجبالة echo de zouakine ouezzane et jbala

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين وزان وجبالة

صدى الزواقين Echo de Zouakine
صدى الزواقين وزان وجبالة echo de zouakine ouezzane et jbala

صدى الزواقين وزان وجبالة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صدى الزواقين وزان وجبالة ذكريات تراث تقاليد تعارف ثقافة وترفيه


    حكم تسخير الجن في العلاج وغيره وحكم التعاون معهم والاستعانة بهم

    echo de zouakine
    echo de zouakine
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 785
    العمل/الترفيه : zouakine
    المزاج : الحمد لله
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 17/07/2008
    نقاط : 1501

    حكم تسخير الجن في العلاج وغيره وحكم التعاون معهم والاستعانة بهم  Empty حكم تسخير الجن في العلاج وغيره وحكم التعاون معهم والاستعانة بهم

    مُساهمة من طرف echo de zouakine الإثنين 18 أبريل 2011 - 13:25

    اغلب الناس يخلطون الامور في هذا الباب

    الاستعانة بالجن



    تعريف لكلمة الاستعاذة أو التعوذ -

    - قال ابن القيم في " تفسير المعوذتين " :
    ( معنى " أعوذ " ألتجئ وأعتصم وأتحرز وفي أصله قولان :
    أحدهما : أنه مأخوذ من الستر
    والثاني : أنه مأخوذ من لزوم المجاورة )
    ( تفسير المعوذتين لابن القيم – ص 16 )


    - قال محمد بن مفلح :
    ( الاستعاذة : استدعاء عصمة الله سبحانه من الشيطان )
    ( مصائب الإنسان – ص 7 )

    معنى الاستعانة يقول الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله هو :
    طلب المعونة فإن مصادر التلقي من الجآن هي في
    الحقيقة استعانة بالجان واستعمال لهم في أمور العلاج حيث أن المستعين بهم
    في بعض المغيبات مما يكون في عالمهم ولا يعلمها الناس هو مستخدم للجان شاء
    أم أبى ، والجان فيهم المسلمين وفيهم الكافرين وفيهم الفاسقين ، وإن الله
    سبحانه وتعالى جعل لنا ناموساً في هذا الكون حيث أخفى علينا أشكالهم
    وعالمهم لحكمة هو يعلمها جلّ في عُلاه ، وحيث إن الله سبحانه وتعالى أخفى
    علينا أمورهم فلا يمكن للبشر معرفة صدق ما يدعيه الجآن ، إلا ما كان له من
    أدلة وبراهين ،

    أخبرنا القرآن الكريم عن ذلك بقوله تعالى :
    ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) ،
    ( سورة الجن - الآية 6 )

    - أقوال أهل العلم في تفسير الآية الكريمة :

    - قال الطبري : ( قال حدثنا جرير ، عن منصور ، عن إبراهيم ، في قوله : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ )
    قال : كانوا في الجاهلية إذا نزلوا بالوادي قالوا : نعوذ بسيد هذا الوادي ،
    فيقول الجنيين : تتعوذون بنا ولا نملك لأنفسنا ضرا ولا نفعا ! ) ( جامع البيان في تأويل القرآن)

    - قال ابن كثير : (
    أي كنا نرى أن لنا فضلا على الإنس ، لأنهم كانوا يعوذون بنا إذا نزلوا
    واديا أو مكانا موحشا من البراري وغيرها ، كما كانت عادة العرب في جاهليتها
    يعوذون بعظيم ذلك المكان من الجان أن يصيبهم بشيء يسؤهم ، كما كان أحدهم
    يدخل بلاد أعدائه في جوار رجل كبير وذمامه وخفارته ، فلما رأت الجن أن
    الإنس يعوذون بهم من خوفهم منهم زاد وهم رهقا ، أي خوفا وإرهابا وذعرا حتى
    بقوا أشد منهم مخافة وأكثر تعوذا بهم

    كما قال قتادة ( فزاد وهم رهقا : أي إثما وازدادت الجن عليهم بذلك جراءة ، وقال الثوري عن منصور عن إبراهيم (فزاد وهم رهقا) : أي ازدادت الجن عليهم جراءة
    وقال السدي : كان الرجل يخرج بأهله فيأتي الأرض فينزلها فيقول : أعوذ بسيد هذا الوادي من الجن أن أضر أنا أو مالي أو ولدي أو ماشيتي
    قال قتادة : فإذا عذبهم من دون الله أرهقتهم الجن الأذى عند ذلك

    وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد بن يحيى بن سعيد القطان حدثنا وهب بن جرير حدثنا أبي حدثنا الزبير بن حرب عن عكرمة قال :
    كان الجن يفرقون من الإنس كما يفرق الإنس منهم أو
    أشد ، فكان الإنس إذا نزلوا واديا هرب الجن فيقول سيد القوم نعوذ بسيد أهل
    هذا الوادي

    فقال الجن : نراهم يفرقون منا كما نفرق منهم فدنوا من الإنس فأصابوهم بالخبل والجنون فذلك قول الله عز وجل :
    ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) أي إثما : وقال أبو العالية والربيع وزيد بن أسلم ( رهقا )أي خوفا
    وقال العوفي عن ابن عباس ( فزاد وهم رهقا ) أي إثما
    وكذا قال قتادة ، وقال مجاهد زاد الكفار طغيانا

    وقال ابن أبي حاتم :
    حدثنا أبي حدثنا فروة بن المغراء الكندي حدثنا القاسم بن مالك - يعني
    المزني - عن عبد الرحمن ابن إسحاق عن أبيه عن كردم بن أبي السائب الأنصاري
    قال : خرجت مع أبي من المدينة في حاجة وذلك أول ما ذكر رسول الله - صلى الله تعالى عليه وعلى آله وسلم -
    بمكة فأوانا المبيت إلى راعي غنم ، فلما انتصف الليل جاء ذئب فأخذ حملا من
    الغنم ، فوثب الراعي ، فقال : يا عامر الوادي جارك ، فنادى مناد لا نراه
    يقول : يا سرحان أرسله فأتى الحمل يشتد حتى دخل في الغنم لم تصبه كدمة
    ،

    وأنزل الله تعالى على رسوله بمكة : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا) قال وروى عن عبيد بن عمير ومجاهد وأبي العالية والحسن وسعيد بن جبير وإبراهيم النخعي نحوه
    وقد يكون هذا الذئب الذي أخذ الحمل وهو ولد الشاة
    كان جنيا حتى يرهب الإنسي ويخاف منه ، ثم رده عليه لما استجار به ليضله
    ويهينه ويخرجه عن دينه والله تعالى أعلم )

    ( تفسير القرآن العظيم - 4 / 429 ، 430 )

    - قال القرطبي :
    والمراد به ما كانوا يفعلونه من قول الرجل إذا نزل بواد : أعوذ بسيد هذا
    الوادي من شر سفهاء قومه ، فيبيت في جواره حتى يصبح ، قاله الحسن وابن زيد
    وغيرهما

    قال مقاتل : كان أول من تعوذ بالجن قوم من أهل اليمن ، ثم من بني حنيفة ، ثم فشا ذلك في العرب ، فلما جاء الإسلام عازوا بالله وتركوهم
    وقال كردم بن أبي السائب :
    خرجت مع أبي إلى المدينة أول ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فأوانا
    المبيت إلى راعي غنم ، فلما أنتصف الليل جاء الذئب فحمل حملا من الغنم ،
    فقال الراعي : يا عامر الوادي ، ( أنا ) يقول القرطبي : الزيادة في الدر
    المنثور للسيوطي – جارك فنادى مناد يا سرحان أرسله ، فأتى الحمل يشتد

    وأنزل الله تعالى على رسوله بمكة : ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا ) أي زاد الجن الإنس ( رهقا ) أي خطيئة وإثما ،
    قاله ابن عباس ومجاهد وقتاده والرهق : الإثم في كلام العرب وغشيان المحارم ، ورجل رهق إذا كان كذلك ، ومنه قوله تعالى : ( ترهقهم ذلة )

    وقال الأعشى :
    لا شيء ينفعني من دون رؤيتهاهل يشفى وامق ما لم يصب رهقا
    يعني إثما وأضيفت الزيادة إلى الجن إذ كانوا سببا لها
    وقال مجاهد أيضا : ( فزاد وهم ) أي أن الإنس زادوا الجن طغيانا بهذا التعوذ ،
    حتى قالت الجن : سدنا الإنس والجن
    وقال قتادة أيضا وأبو العالية والربيع وابن زيد : ازداد الإنس بهذا فرقا وخوفا من الجن
    وقال سعيد بن جبير : كفرا ولا خفاء أن الاستعاذة بالجن دون الاستعاذة بالله كفر وشرك
    وقيل : لا يطلق لفظ الرجال على الجن ، فالمعنى : وأنه كان رجال من الإنس يعوذون من شر الجن برجال من الإنس ،
    وكان الرجل من الإنس يقول مثلا : أعوذ بحذيفة بن بدر من جن هذا الواديقال القشيري : وفي هذا تحكم إذ لا يبعد إطلاق لفظ الرجال على الجن )
    ( الجامع لأحكام القرآن - 19 / 10 ، 11 )

    - قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – في تفسير هذه الآية :
    ( كان الرجل من الإنس ينزل بالوادي ، والأودية مظان
    الجن ، فإنهم يكونون بالأودية أكثر مما يكونون بأعالي الأرض ، فكان الإنسي
    يقول : أعوذ بعظيم هذا الوادي من سفهائه ، فلما رأت الجن أن الإنس تستعيذ
    بها زاد طغيانهم وغيهم وبهذا يجيبون المعزم والراقي بأسمائهم وأسماء ملوكهم
    ، فإنه يقسم عليه بأسماء من يعظمونه ، فيحصل لهم بذلك من الرئاسة والشرف
    على الإنس ما يحملهم على أن يعطونهم بعض سؤلهم ، لا سيما وهم يعلمون أن
    الإنس أشرف منهم وأعظم قدرا ، فإذا خضعت الإنس لهم واستعاذت بهم ، كانت
    بمنزلة أكابر الناس إذا خضع لأصغرهم ليقضي له حاجته )

    ( إيضاح الدلالة في عموم الرسالة – 2 / 120 )

    يقول تعالى : (
    وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ
    اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ
    رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الذي
    أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلا مَا
    شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )

    ( سورة الأنعام – الآية 128 )


    أقوال أهل العلم في تفسير الآية الكريمة


    - قال الطبري : (
    ما قاله الإمام البغوي وزاد عليه وأما استمتاع الجن بالإنس ، فإنه كان
    فيما ذكر ، ما ينال الجن من الإنس من تعظيمهم إياهم في استعاذتهم بهم ،
    فيقولون : ( قد سدنا الجن والجن )

    ( تفسير الطبري - 5 / 343 )

    - قال البغوي : (
    قال الكلبي : استمتاع الإنس بالجن هو أن الرجل كان إذا سافر ونزل بأرض قفر
    وخاف على نفسه من الجن قال : أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه ، فيبيت
    في جوارهم وأما استمتاع الجن بالإنس : هو أنهم قالوا : قد سدنا الإنس مع
    الجن ، حتى عاذوا بنا فيزدادون شرفا في قومهم وعظما في أنفسهم ، وهذا كقوله
    تعالى:

    ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا )

    وقيل :
    استمتاع الإنس بالجن ما كانوا يلقون إليهم من الأراجيف والسحر والكهانة
    وتزيينهم لهم الأمور التي يهوونها ، وتسهيل سبيلها عليهم ، واستمتاع الجن
    بالإنس طاعة الإنس لهم فيما يزينون لهم من الضلالة والمعاصي

    قال محمد بن كعب : هو طاعة بعضهم بعضا وموافقة بعضهم لبعض )
    ( تفسير البغوي - 3 / 188 ) إياهم )



    echo de zouakine
    echo de zouakine
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 785
    العمل/الترفيه : zouakine
    المزاج : الحمد لله
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 17/07/2008
    نقاط : 1501

    حكم تسخير الجن في العلاج وغيره وحكم التعاون معهم والاستعانة بهم  Empty رد: حكم تسخير الجن في العلاج وغيره وحكم التعاون معهم والاستعانة بهم

    مُساهمة من طرف echo de zouakine الإثنين 18 أبريل 2011 - 13:26

    - قال ابن كثير :
    ( يقول تعالى : واذكر يا محمد فيما تقصه عليهم وتنذرهم به
    ( ويوم يحشرهم جميعا )

    يعني الجن وأولياءهم من الإنس الذين كانوا يعبدونهم في الدنيا ويعوذون بهم ويطيعونهم ويوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا
    (يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ )

    أي يقول : يا معشر الجن وسياق الكلام يدل على المحذوف ومعنى قوله :
    ( قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ ) أي من اغوائهم وإضلالهم

    كقوله تعالى : (
    أَلَمْ أَعْهَدْ إلَيْكُمْ يَابَنِىءادَمَ أَنْ لا تَعْبُدُوا
    الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنْ اعْبُدُونِى هَذَا
    صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ * وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا كَثِيرًا أَفَلَمْ
    تَكُونُوا تَعْقِلُونَ )
    ( سورة يسن – الآية 60 ، 62 )

    وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس :
    ( يَامَعْشَرَ الْجِنِّ قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ ) يعني أضللتم منهم كثيرا

    قال مجاهد والحسن وقتادة :
    ( وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنْ الإِنسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ )
    يعني أن
    أولياء الجن من الإنس قالوا مجيبين لله تعالى عن ذلك بهذا ، قال ابن أبي
    حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو الأشهب هوذة بن خليفة حدثنا عوف عن الحسن في هذه الآية قال : استكثرتم أهل النار يوم القيامة

    فقال أولياؤهم من الإنس : ربنا استمتع بعضنا ببعض ، قال الحسن وما كان استمتاع بعضهم ببعض إلا أن الجن أمرت وعملت الإنس

    وقال محمد بن كعب في قوله :
    ( رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ )
    قال : الصحابة في الدنيا وقال ابن جريج : كان
    الرجل في الجاهلية ينزل الأرض فيقول : أعوذ بكبير هذا الوادي فذلك
    استمتاعهم ، فاعتذروا به يوم القيامة – وأما استمتاع الجن بالإنس فإنه كان
    فيما ذكر ما ينال الجن من الإنس من تعظيمهم إياهم في استعانتهم بهم

    فيقولون : قد سدنا الإنس والجن ( وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا )


    قال السدي : يعني الموت
    ( قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ ) أي مأواكم ومنزلكم أنتم وإياهم وأولياؤكم ( خَالِدِينَ فِيهَا ) أي ماكثين فيها مكثا مخلدا إلا ما شاء الله يرجع معنى الاستثناء إلى البرزخ ،

    وقال بعضهم هذا رد إلى مدة الدنيا ،
    وقد روى ابن جرير وابن أبي حاتم
    في تفسير هذه الآية من طريق عبدالله بن صالح كاتب الليث حدثني معاوية بن
    صالح عن علي بن أبي حاتم بن أبي طلحة
    عن ابن عباس قال : ( قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلإ مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ )

    قال : إن هذه الآية آية لا ينبغي لأحـد أن يحكم على الله في خلقه ولا ينزلهم جنة ولا نارا ) ( تفسير القرآن العظيم - 2 / 167 ، 168 )

    - قال القرطبي :- ( " قَدْ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنْ الإِنسِ )
    أي من الاستمتاع بالإنس ، فحذف المصدر المضاف إلى المفعول ، وحرف الجر

    يدل على ذلك قوله : ( رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ ) هذا
    يرد قول من قال : أن الجن هم الذين استمتعوا من الإنس ، لأن الإنس قبلوا
    منهم والصحيح أن كل واحد مستمتع بصاحبه والتقدير في العربية : استمتع بعضنا
    بعضا ، فاستمتاع الجن من الإنس أنهم تلذذوا بطاعة الإنس إياهم ، وتلذذ
    الإنس بقبولهم من الجن حتى زنوا وشربوا الخمور بإغواء الجن إياهم )

    ( الجامع لأحكام القرآن – 7 / 84 )

    - قال الشوكاني -:
    أما استمتاع الجن بالإنس فهو ما تقدم من تلذذهم باتباعهم لهم ، وأما
    استمتاع الإنس بالجن فحيث قبلوا منهم تحسين المعاصي فوقعوا فيها وتلذذوا
    بها ، فذلك هو استمتاعهم بالجن ،

    وقيل : استمتاع الإنس بالجن أنه كان إذا مر الرجل بواد في سفره وخاف على نفسه قال : أعوذ برب هذا الوادي من جميع ما أحذر ، يعني ربه من الجن ، ومنه قوله تعالى :
    ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا )

    وقيل :
    استمتاع الجن بالإنس أنهم كانوا يصدقونهم فيما يقولون من الأخبار الغيبية
    الباطلة ، واستمتاع الإنس بالجن أنهم كانوا يتلذذون بما يلقونه إليهم من
    الأكاذيب وينالون بذلك شيئا من حظوظ الدنيا كالكهان )

    ( فتح القدير - 2 / 234 )


    - قال شيخ الإسلام ابن تيمية في تفسير الآية


    [size=21]أنواع الاستمتاع


    1- الاستمتاع الجنسي : " الاستمتاع بالشيء " هو أن يتمتع به فينال به ما يطلبه ويريده ويهواه ، ويدخل في ذلك استمتاع الرجال بالنساء بعضهم ببعض كما قال : ( فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَأتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً )
    ( سورة النساء – الآية 24 )

    2- الاستمتاع بالاستخدام : ويدخل بالاستخدام أئمة الرئاسة كما يتمتع الملوك والسادة بجنودهم ومماليكهم ، ويدخل في ذلك الاستمتاع بالأموال كاللباس
    ومنه قوله : ( وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ )
    ( سورة البقرة – الآية 236 )
    وكان من السلف من يمتع المرأة
    بخادم فهي تستمتع بخدمته ، ومنهم من يمتع بكسوة أو نفقة ، ولهذا قال
    الفقهاء : أعلى المتعة خادم وأدناه كسوة تجزي فيها الصلاة

    3- الاستمتاع بالأمور الغيبية: قال
    شيخ الإسلام ومن استمتاع الإنس بالجن استخدامهم في الأخبار بالأمور
    الغائبة كما يخبر الكهان ، فإن في الإنس من له غرض في هذا لما يحصل به من
    الرئاسة والمال وغير ذلك )

    ( مجموع الفتاوى – 13 / 81 )


    أقوال أهل العلم وبعض الكتاب في الاستعانة


    - قال شيخ الإسلام ابن تيمية :

    [b]أ - فمن
    كان من الإنس يأمر الجن بما أمر الله به ورسوله من عبادة الله وحده وطاعة
    نبيه ، ويأمر الإنس بذلك ، فهذا من أفضل أولياء الله تعالى ، وهو في ذلك من
    خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم ونوابه .
    [/b]


    ب- ومن
    كان يستعمل الجن في أمور مباحة له ، فهو كمن استعمل الإنس في أمور مباحة
    له ، وهذا كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم في
    مباحات له ، فيكون بمنزلة الملوك الذين يفعلون مثل ذلك ، وهذا إذا قدر أنه
    من أولياء الله ، فغايته أن يكون في عموم أولياء الله مثل النبي الملك مع
    العبد الرسول : كسليمان ويوسف مع إبراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله
    وسلامه عليهم أجمعين

    ج - ومن
    كان يستعمل الجن فيما ينهى الله عنه ورسوله إما في الشرك ، وإما في قتل
    معصوم الدم أو في العدوان عليهم بغير القتل كتمريضه وإنسائه العلم وغير ذلك
    من الظلم ، وإما في فاحشة كجلب من يطلب الفاحشة ، فهذا قد استعان بهم على
    الإثم والعدوان ، ثم إن استعان بهم على الكفر فهو كافر ، وإن استعان بهم
    على المعاصي فهو عاص : إما فاسق وإما مذنب غير فاسق

    د - وإن
    لم يكن تام العلم بالشريعة فاستعان بهم فيما يظن أنه من الكرامات مثل أن
    يستعين بهم على الحج ، أو أن يطيروا به عند السماع البدعي ، أو أن يحملوه
    إلى عرفات ، ولا يحج الحج الشرعي الذي أمره الله به ورسوله ، وأن يحملوه من
    مدينة إلى مدينة ، ونحو ذلك فهذا مغرور قد مكروا به .

    ( مجموع الفتاوى – 11 / 307 )

    - سئل الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله - عن الاستعانة بالجن وقولهم :

    خذوه ، انفروا به الخ ، فقال في مجموع فتاويه : وهذه كلمات لا تجوز من ثلاثة أوجه مأخوذة من ظاهر هذه الألفاظ :
    إحداها ( محبة ضرر هذا المسلم المطلوب أخذه وشرب دمه

    الثاني( إنه طلب من الجن فيدخل في سؤال الغائبين الذي يشبه سؤال الأموات ، وفيه رائحة من روائح الشرك

    الثالث
    ( تخويف الحاضر المقول في حقه ذلك ، ولولا تغلب جانب التخويف مضافا إلى
    أنه قد لا يحب إصابة هذا الحاضر معه لألحق بالشركيات الحقيقية )

    ( فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم – 1 / 114 ، 115 )

    - سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز عن حكم استخدام الجن من المسلمين في العلاج إذا لزم الأمر ؟

    فأجاب – رحمه الله – : (
    لا ينبغي للمريض استخدام الجن في العلاج ولا يسألهم ، بل يسأل الأطباء
    المعروفين ، وأما اللجوء إلى الجن فلا لأنه وسيلة إلى عبادتهم وتصديقهم ،
    لأن في الجن من هو كافر ومن هو مسلم ومن هو مبتدع ، ولا تعرف أحوالهم فلا
    ينبغي الاعتماد عليهم ولا يسألون ، ولو تمثلوا لك ، بل عليك أن تسأل أهل
    العلم والطب من الإنس

    وقد ذم الله المشركين بقوله تعالى :
    ( وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنْ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنْ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا )
    ( سورة الجن – الآية 6 ) ،

    ولأنه وسيلة للاعتقاد فيهم والشرك ، وهو وسيلة لطلب النفع منهم والاستعانة بهم ، وذلك كله من الشرك )
    ( مجلة الدعوة – العدد 1602 ربيع الأول 1418 هـ - ص 34 )
    ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين )
    [/size]
    echo de zouakine
    echo de zouakine
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 785
    العمل/الترفيه : zouakine
    المزاج : الحمد لله
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 17/07/2008
    نقاط : 1501

    حكم تسخير الجن في العلاج وغيره وحكم التعاون معهم والاستعانة بهم  Empty رد: حكم تسخير الجن في العلاج وغيره وحكم التعاون معهم والاستعانة بهم

    مُساهمة من طرف echo de zouakine الإثنين 18 أبريل 2011 - 13:27

    -
    سئل فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين عن الحكم الشرعي
    للاستعانة بالجن في الكشف عن الجرائم والسرقات الخطيرة ونحو ذلك ؟

    فأجاب – حفظه الله – :


    ( لا شك أن في
    الجن مسلمون وصالحون ، ولا شك أنهم جميعا يروننا ونحن لا نراهم ، وأنهم
    يتكلمون وقد نسمع كلامهم وقد لا نسمعه ، فعلى هذا لا ينكر أنهم يخبرون بعض
    البشر بأشياء لا يعلمها الإنس لأنهم لخفتهم يقطعون المسافات الطويلة في زمن
    قصير ، وقد حكى الله عنهم قولهم :

    (
    وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَاءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَسًا شَدِيدًا
    وَشُهُبًا * وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ )
    ( سورة الجن – الآية 8 ، 9 ) ،

    ففي الإمكان أن يعلموا عن السارق ومكان الضالة ومجتمع أهل الإجرام ومكائد الأعداء وموضع ذخائرهم ونوعها ، ولكنهم لا يعلمون الغيب
    ( وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا ) ( سورة لقمان - الآية 34 ) ،

    فأما الاستعانة
    بهم فأرى أنه لا يجوز لأن في ذلك استخدام لهم وقد لا يخدمون إلا بتقرب
    إليهم واستضعاف لهم ، فأما إن تلبس أحدهم بإنسان وسألناه عن بعض ما لا
    نعلمه فلا مانع من اعتبار خبره ، مع أنه قد يظن ظنا ، وقد يتعمد الكذب أما
    إن تحقق من بعض الصالحين منهم خبر بواسطة بعض الصالحين من البشر فلا مانع
    من قبوله دون طلب ذلك من أحدهم وقد تواتر عن بعض الصالحين من الناس أن هناك
    من يوقظهم للصلاة آخر الليل ولا يرون أحدا وإنما هم من صالحي الجن والله
    أعلم )

    ( القول المعين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين )

    وقال أيضا : (
    لا أرى ذلك فإن المعتاد أن الجن إنما تخدم الإنس إذا أطاعوها ولا بد أن
    تكون الطاعة مشتملة على فعل محرم أو اقتراف ذنب فإن الجن غالبا لا يتعرضون
    للإنس إلا إذا تعرضوا لهم أو كانوا من الشياطين )

    ( الفتاوى الذهبية – جزء من فتوى – ص 198 )

    - قال الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ :
    ( والاستعانة بالجن الأصل فيها المنع
    ، وقد أجاز بعض العلماء أنه إذا عرض الجني أحيانا وهذه نادرة للمسلم في
    إبداء إعانة له فإن له أن يفعل ذلك وهذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه
    وسلم ولا صحابته ، وقد أدت الاستعانة بمن زعموا أنهم من مسلمين الجن من قبل
    بعض الراقين إلى فتن وشحناء ومشكلات بين الناس فيقول الراقي إن الجن يقول
    إن الحاسد أو العائن هو الزوجة الثانية أو السحر من قبل أهل الزوجة أو من
    فلان من الأقرباء وهكذا ، مما يؤدي إلى القطيعة والشحناء والشرور وهنا أمر
    نلفت إليه وهو أن عدالة الجن لا تعلم حتى لو كان قرينا للإنسان وهل الجن
    فيما يخبر به عدل أو غير عدل ، ولهذا ذكر علماء الحديث في كتب المصطلح أن
    رواية مسلمي الجن ضعيفة لأن الرواية في صحتها موقوفة على معرفة العدالة
    والثقة في الراوي وهذا لا سبيل للوصول إليه بالنسبة للجن فكيف يقبل من
    يقولون بأنهم مسلمي الجن إما فلان مسحور على يد فلان أو أنه محسود بعين
    فلان )

    ( مجلة الدعوة - صفحة 23 - باختصار - العدد 1683 من ذي القعدة 1419 هـ )

    قال الشيخ أبو بكر الجزائري في مقدمته لكتاب الأستاذ وحيد عبد السلام بالي في كتابه المنظوم " وقاية الإنسان من الجن والشيطان " :
    ( فقد أبطل به التصورات الخاطئة لفئة
    شبه ضالة نفت قديما وحديثا حلول الجان في الإنسان والتحدث على لسانه ،
    والإفصاح عن كنهه ومراده )

    ( وقاية الإنسان من الجن والشيطان – ص 5 )

    وقال – حفظه الله - : (
    تكلم الجان على لسان الشخص الذي يحل فيه ، ويتلبس به ، وإخباره بأمور لم
    يكن الإنسان المصاب به يعرفها ، حتى إن بعضهم ليتكلم بلغات لم يكن المصاب
    يعرف منها حرفاً واحداً )

    ( عقيدة المؤمن – ص 210 )

    8- قال مجدي محمد الشهاوي : (
    ولا شك أنه لا يوجد الآن بيننا من يستخدم الجن بالقرآن فقط ، دون سواه من
    العزائم والطلاسم المجهولة المعنى ، والتي نبهنا على ما فيها من الضلال ،
    ومن زعم أنه يستخدم الجن بالقرآن فقط - دون سواه - فهو كاذب مدلس مخادع )

    ( تحضير الأرواح وتسخير الجان بين الحقيقة والخرافة - ص 103 - 104 )

    أنقل كلاما
    لشيخ الإسلام – رحمه الله – يؤكد المفهوم الدقيق الذي عناه من سياق كلامه
    حيث نقل الشيخ محمد بن مفلح - رحمه الله – كلاما له ، يقول فيه :

    ( قال شيخ الإسلام تقي الدين ابن
    تيمية : رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن مستخدما الجن ، لكن دعاهم
    إلى الإيمان بالله ، وقرأ عليهم القرآن ، وبلغهم الرسالة ، وبايعهم كما فعل
    بالإنس ، والذي أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم أعظم مما أوتيه سليمان ،
    فإنه استعمل الجن والإنس في عبادة الله وحده وسعادتهم في الدنيا والآخرة ،
    لا لغرض يرجع إليه إلا ابتغاء وجه الله وطلب رضاه ) ( مصائب الإنسان – ص 156 )

    يقول الشيخ محمد بن محمد عبد الهادي في رده على هذه الشبهة :
    (( ذكر ابن تيمية في كتابه الفتاوى : فمن كان من
    الإنس يأمر الجن بما أمر الله به ورسوله من عبادة الله وحده وطاعة نبيه إلى
    أن يقول : فيكون بمنزلة الملوك اهـ

    فقد حمل البعض كلام ابن تيمية على تجويز وإباحة
    استعمال الجن في العلاجات وفي طلب الإخبار عن أمور مباحة كنوع المرض وعلاجه
    وكشف مفقود وغير ذلك, والحق أن هذا فهم غير صحيح فالإمام ابن تيمية ما ذكر
    هذه العبارات إلا للمقارنة بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان الذين يتحدث
    عنهم في كتابه

    والمتأمل لعباراته يجد أنه وضح وقيد هذا الاستعمـال
    بقوله : كأن يأمرهم بما يجب عليهم وينهاهم عما حرم عليهم ويستعملهم في
    مباحات لهم اهـ

    وشبه – رحمه الله – أولياء الرحمن الصالحين الذين يأتمر الجن بأمرهم بمنزلة الملوك ومثلهم بالنبي الملك مع العبد الرسول اهـ

    فالملوك الصالحون يأمرون بطاعة
    الله وينهون عن معصية الله وحيث إن ابن تيمية مثل لذلك فبماذا كان يأمر
    هؤلاء الأنبياء عليهم الصلاة والسلام الناس ؟ لا شك بأنهم كانوا يأمرون
    بعبادة الله وحده وينهون عن كل عمل يـؤدي إلى الشرك وصرف القلب عن الله
    وعدم التوكل عليه

    والمتأمل إلى نهج وعقيدة ابن تيمية يجد أنه أحرص
    الناس على تثبيت العقيدة في قلوب المسلمين وأشدهم تحذيراً من كل عمل يتنافى
    مع جانب التوحيد أو فيه شبهة شرك .

    فالإمام ابن تيمية
    – رحمه الله – لم يتطرق إلى إباحة استخدام الجن في العلاجات ولو جاز
    استخدامهم واستعمالهم في ذلك لاستشارهم النبي محمد صلى الله عليه وسلم
    عندما سحر كما ذكر قصة سحره عليه الصلاة والسلام الإمام البخاري في صحيحه
    ولم يستخدم الأوائل من المسلمين الجن في قضاياهم كالحروب التي دارت بينهم
    وبين المشركين ولا استعملوهم في علاج مرضاهم أم أننا أقوى عقيدة من أولئك
    الأولين فلا نقع في الشرك ؟

    فابن تيمية - رحمه
    الله - عندما أشار إلى استخدام الجن حسب زعم الزاعمين لم يقل يجوز أن
    تصاحب جنياً بإشارة معينة مثل رمزاً أو قراءة أو نحو ذلك فإذا حضر الجني
    طلبت منه ما تحتاج إليه من تشخيص داء أو معرفة دواء أو الاستدلال على مخفي

    ولكنه قصد والله أعلم أنك إذا
    قرأت على مصر وع فحضر الجني الصارع وتكلم على لسانه هنا عليك أن تأمره
    بالمعروف وتنهاه عن المنكر ولو سألته عن مباحات جاز لك ذلك وإن كان خلاف
    الأولى مع العلم بأن فيهم كذباً كثيراً فلا يصدقوا في كل ما يخبرون به ،
    ولو صح أنه كان يقصد جواز اتخاذ جني بطريقة ما كقراءة سورة معينه أو
    تسبيحات معينة

    فإن ذلك لا يجوز لمخالفـة ذلك لأفعال السلف الصالح
    وأن ابن تيمية - رحمه الله - ليس بحجة على الشرع بل الشرع حجة على الجميع
    والله أعلم

    ( كتاب عالج نفسك بنفسك – ص 35 – 36 )

    وقد اخترت
    باقات جميلة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تبين لمن أراد الحق
    أنه لا يقصد مشروعية الاستعانة بالجن ومن ذلك ما ذكره عمن تكون لهم خوارق
    عادات :

    - قال رحمه الله : (
    ولما كانت الخوارق كثيراً ما ينقص بها درجة الرجل، كان كثير من الصالحين
    يتوب من ذلك ويستغفر الله تعالى، كما يتوب من الذنوب كالزنى والسرقة وتعرض
    على بعضهم فيسأل الله زوالها، وكلهم يأمر المريد السالك ألا يقف عندها ولا
    يجعلها همته، ولا يتبجح بها، مع ظنهم أنها كرامات فكيف إذا كانت بالحقيقة
    من الشياطين تغويهم بها؟ أعرف من يخاطبه النبات بما فيها من المنافع وإنما
    يخاطبه الشيطان الذي دخل فيها، ومنهم من يخاطبه الحجر والشجر، وتقول:
    هنيئاً لك يا ولي الله، فيقرأ آية الكرسي فيذهب ذلك وأعرف من منهم يقصد صيد
    الطيور، فتخاطبه العصافير وغيرها وتقول : خذني حتى يأكلني الفقراء، ويكون
    الشيطان قد دخل فيها، كما يدخل في الإنسي، ويخاطبه بذلك ومنهم من يكون في
    البيت وهو مغلق فيرى نفسه خارجه وهو لم يفتح، وبالعكس، وكذلك في أبواب
    المدينة وتكون الجن قد أدخلته وأخرجته بسرعة، أو تريه أنواراً، وتحضر عنده
    من يطلبه، ويكون ذلك من الشياطين يتصورون بصورة صاحبه فإذا قرأ آية الكرسي
    مرة بعد مرة ذهب ذلك كله ) انتهى كلامه رحمه الله .
    echo de zouakine
    echo de zouakine
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 785
    العمل/الترفيه : zouakine
    المزاج : الحمد لله
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 17/07/2008
    نقاط : 1501

    حكم تسخير الجن في العلاج وغيره وحكم التعاون معهم والاستعانة بهم  Empty رد: حكم تسخير الجن في العلاج وغيره وحكم التعاون معهم والاستعانة بهم

    مُساهمة من طرف echo de zouakine الإثنين 18 أبريل 2011 - 13:27

    وقال
    فى موضع أخر والذين يستخدمون الجن في المباحات يشبه استخدام سليمان لكن
    أعطى ملكا لا ينبغي لأحد بعده وسخرت له الإنس والجن وهذا لم يحصل لغيره
    والنبي صلى الله عليه وسلم لما تفلت عليه العفريت ليقطع عليه صلاته قال
    فأخذته فزعته حتى سال لعابه على يدي وأردت أن أربطه إلى سارية من سواري
    المسجد ثم ذكرت دعوة أخي سليمان فأرسلته فلم يستخدم الجن لكن دعاهم إلى
    الإيمان بالله وقرأ عليهم القرآن وبلغهم الرسالة وبايعهم كما فعل بالإنس
    والذي أوتيه صلى الله عليه وسلم أعظم مما أوتيه سليمان فإنه استعمل الجن
    والإنس في عبادة الله وحده وسعادتهم في الدنيا والآخرة لا لغرض يرجع إليه
    إلا ابتغاء وجه الله وطلب مرضاته واختار أن يكون عبدا رسولا على أن يكون
    نبيا ملكا فداود وسليمان ويوسف أنبياء ملوك وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد رسل
    عبيد فهو أفضل كفضل السابقين المقربين على الأبرار أصحاب اليمين وكثير ممن
    يرى هذه العجائب الخارقة يعتقد أنها من كرامات الأولياء .

    فتاوى ابن تيمية ج13/ص89 .


    - وقال في موضع ثالث : وأما
    سؤال الجن وسؤال من يسألهم فهذا إن كان على وجه التصديق لهم في كل ما
    يخبرون به والتعظيم للمسئول فهو حرام ، كما ثبت في صحيح مسلم وغيره : عن
    معاوية بن الحكم السلمي قال : قلت : ( يا رسول الله اموراً كنا نصنعها في
    الجاهلية كنا نأتي الكهان قال : فلا تأتوا الكهان) .. وفي صحيح مسلم أيضاً
    عن عبيد الله عن نافع عن صفيه عن بعض أزواج النبي - صلى الله عليه وسلم - ،

    عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :
    ( من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين يوماً)

    ثم ذكر - رحمه الله -
    ضابطاً مهماً للتفريق بين الكرامة وخوارق العادات فذكر أن كرامات الأولياء
    لا بد أن يكون سببها الإيمان والتقوى، أما ما كان سببه الكفر والفسوق
    العصيان فهو من خوارق أعداء الله، لا من كرامات أولياء الله، ؟!.

    إن المواضع من كلام شيخ الإسلام التي
    قد يُفهم منها جواز الاستعانة بالجن المسلمين قد عارضها من كلامه ما يمنع
    الاستعانة مطلقاً منها قوله : ومن استمتاع الإنس بالجن استخدامهم في
    الإخبار بالأمور الغائبة كما يخبر الكهان ، فإن في الإنس من له غرض في هذا ،
    لما يحصل به من الرياسة والمال وغير ذلك ، ومنها قوله وأما سؤال الجن
    وسؤال من يسألهم فهذا إن كان على وجه التصديق لهم في كل ما يخبرون به
    والتعظيم للمسئول فهو حرام ،

    كما ثبت في صحيح مسلم وغيره : عن معاوية بن الحكم السلمي قال : قلت :
    ( يا رسول الله اموراً كنا نصنعها في الجاهلية كنا نأتي الكهان قال : فلا تأتوا الكهان ) .

    يعقب الشيخ سعيد عبد العظيم على كلام شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيقول

    ( هذا الكلام
    القيم لشيخ الإسلام – يدلك على كثرة المغرورين الذين مكرت بهم الجن في
    زماننا، نتيجة قلة العلم وبسط الجهل، ومن أمثلة ذلك هؤلاء الجهالة الذين
    ينادون الجني، وقد تعلقت قلوبهم بالجن – من دون الله – في جلب النفع ودفع
    الضر، ولبست عليهم الشياطين أمر دينهم ؛ فاختلطوا بالنساء وواقعوا ما حرم
    الله وشغلوا أنفسهم والدنيا من حولهم بالمحاورات والخزعبلات عن واجب
    العبودية والقيام بإضاعة الوقتفأين هذا الانحراف مما ذكره ابن تيمية في حكم
    استخدام الجن؟! لقد أساء البعض فهم نصوص الشريعة ، وبالتالي فلا غرابة في
    إساءة فهم كلام الأئمة ، يدلك على ذلك جحافل المعالجين ، الذين أهدروا
    معاني العقيدة والشريعة في علاجهم بزعم أن شيخ الإسلام ابن تيمية أجـاز
    استخدام الجن !! )

    ( الرقية النافعة للأمراض الشائعة – ص 41) .

    - لو ثبت ذلك عن شيخ الإسلام - رحمه الله -
    ، وتنزلنا أن كلامه يقتضي جواز مثل هذه الصور التي يفعلها البعض ، فإن
    العصمة للرسل عليهم السلام وماذا يضير الشيخ إذا كان اجتهاده في هذه
    المسألة مما له فيه أجر واحد حيث لم يصب فيه ؟! وماذا ينقص من قدره إذا
    تبين أنه أخطأ في هذه المسألة ، بل في مائة مثلها وقد أصاب في آلاف من
    المسائل ؟! .. وإذا اجتهد فأخطأ في هذه المسألة وهو من أئمة المجتهدين فله
    عذره ، وينطبق عليه ما ذكره هو - رحمه الله - في كتابه ( رفع الملام عن الأئمة الأعلام ) .

    إن سؤال الجن على
    وجه التصديق لهم لا يجوز ، ومن تأمل الاستعانة بهم وجدها أعظم من مجرد
    التصديق بل هي في الغالب متضمنة له مبنية عليه.

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 29 مارس 2024 - 16:10