هدا بحث قام به أخى فى الله أبو سلمان ويحوي المناكحة بين الجن والانس فجزاه الله كل الخير
.................
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على خير خلق الله وعلى اله وصحبة ومن والاه اما بعد.
اخواني اقدم لكم هذا البحث الذي انتهيت منه في عرة شعبان لعام 1422 هـ
فأنا اكتبة لكم الان لعل الله يفيد من يقرأه وانا انتظر التعقيبات وكلام العارفين اسال الله ان يزيدنا من علمه
المناكحة بين الجن والانس والكلام عليها هنا في مقامين
الاول /// في بيان امكان ذلك ووقوعه
الثاني /// في بيان مشروعيتة
أما الاول
هل يمكن ان يقع النكاح بينهما ........على قولين :-
1- نكاح الالانسي للجنية وعكسة ممكن , قال الثعالبي (زعمو ان التناكح والتلاقح قد يقعان بين الانس والجن قال الله تعالى (وشاركهم في الاموال والاولاد) وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا جامع الرجل امراته ولم يسمي انطوى الشيطان الى احليلة فجامع معه )
وقال ابن عباس : إذا اتى الرجل
امراتة وهي حايض سبقة الشيطان اليها فحملت فجائت بالمخنث فالمخنثون اولاد
الجن "رواه ابن جرير ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن نكاح الجن :
وقول الفقهاء لاتجوز المناكحة بين الانس والجن.
وايضا كراهة من كرهه من التابعين دليل على امكانه لأن غير الممكن لايحكم عليه بجواز ولابعدمة في الشرع.
وقد قال بهذا الرأي جماعة من
العلماء منهم : مجاهد والأعمش ، وهو أحد الروايتين عن الحسن وقتادة ، وبه
قال جماعة من الحنابلة والحنفية ، والإمام مالك وغيرهم ( أنظر الأشباه
والنظائر لابن نجيم - 327 - 328 ، والفتاوى الحديثية للهيتمي - 68 - 69 ،
ومجموع فتاوى ابن تيمية - 19 / 39 ، وتفسير القرطبي 13 / 182 ، وآكام
المرجان في أحكام الجان - 66 ) .
-- قال شيخ الإسلام ابن تيمية -
رحمه الله - : ( وقد يتناكح الإنس والجن 000 وهذا كثير معروف ، وقد ذكر
العلماء ذلك وتكلموا عنه ، وكره أكثر العلماء مناكحة الجن 0 وهذا يكون وهو
كثير أو الأكثر عن بغض ومجازاة ) ( مجموع الفتاوى - 19 / 39 ).
ومن ادلة اصحاب هذا القول قوله تعالى (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) ( سورة الرحمن – الآية 56 ) واليكم اقوالهم في هذه الايه
-- قال الطبري : ( معقبا على قوله تعالى : ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) ( سورة الرحمن – الآية 56 ) وعني بالطمث هنا أنه لم يجامعهن إنس قبلهم ولا جان ) ( جامع البيان في تأويل القرآن - 27 / 87 ).
-- وذكر الطبري روايات على ذلك فقال : عن ابن عباس في قوله تعالى : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ )
يقول : لم يدمهن إنس ولا جان ،
وذكر نحو هذا عن علي بن أبي طالب وعكرمة ومجاهد ، وذكر رواية عن عاصم عن
أبي العالية تدل على إمكان وقوع النكاح بين الجن والإنس وفيها :
فإن قال قائل : وهل يجامع النساء الجن ؟ فيقال : لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ) ( جامع البيان في تأويل القرآن - 27 / 87 ، 88 ).
-- قال الألوسي : ( ونفي طمثهن عن
الإنس ظاهر ، وأما عن الجن فقال مجاهد والحسن : قد تجامع الجن نساء البشر
مع أزواجهن إذا لم يذكر الزوج اسم الله تعالى ، فنفى هنا جميع المجامعين ،
وقيل : لا حاجة إلى ذلك ، إذ يكفي في نفي الطمث عن الجن إمكانه منهم ، ولا
شك في إمكان جماع الجني إنسية ، بدون أن يكون مع زوجها غير الذاكر اسم الله
تعالى ) ( روح المعاني – 27 / 119 ).
-- قال ابن الجوزي في قوله تعالى : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) وفي الآية على أن الجني يغشى المرأة كالإنسي ) ( زاد المسير في علم التفسير - 8 / 122 ).
-- وقال صاحب كتاب غرائب وعجائب الجن الشبيلي
(هذا وقد سئل أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن مناكحة الجن ، فقال : ما
أرى بذلك بأسا في الدين ، ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل لها : من زوجك
؟ قالت : من الجن فيكثر الفساد في الإسلام) (ص 86)
2- القول الثاني
/ نكاح الانسي للجنية لايمكن وقوعة لاختلاف العنصر بين المتناكحين لان
الجن من عنصر النار والانسان من العناصر الاربعة فعنصر النار يمنع من ان
تكون النطفة الانسانية في رحم الجنية لما فيها من الرطوبة ثمة لشدة الحرارة
النيرانية ولو كان ذلك ممكنا لكان ظهر اثرة في حل النكاح بينهم . ويرد على
ذلك من وجوة
أ-
أنهم وان خلقوا من نار فليسوا باقين على عنصرهم الناري بل قد استحالوا عنه
بالاكل والشرب والتوالد والتناسل كما استحال بنو ادم عن عنصرهم الترابي
بذلك ولذلك اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه وجد برد لسان الشيطان على
يدة الذي عرض له في صلاته لما خنقه"الحديث رواه البخاري ولعابة دليل على
انه انتقل من العنصر الناري إذ لو كان باقيا على حاله فمن اين جاء هذا
البرد وكذلك ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن عدو الله تعالى ابليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي) وقوله ( رأيت يت ليلة اسري بي عفريتا من الجن يطلبني بشعلة من نار كلما التفت رايته)
وبيان الدلاله انهم لو كانوا باقين على عنصرهم الناري وانهم وانهم نار
محرقة لما احتاجوا الى ان ياتي الشيطان او العفريت بشعلة من نار ولكانت يد
الشيطان او اي عضو من اعضائة اذا مس ابن ادم احرقة كما يحرق الادمي النار
الحقيقية بمجرد المس قال القاضي أبو بكر :
ولسنا ننكر مع ذلك يعني أن الاصل
الذي خلقة من من النار أن يكثفهم الله تعالى ويغلظ اجسامهم ويخلق لهم
اعراضاتزيد على مافي النار فيخرجون عن كونهم نارا ويخلق لهم صورا واشكالا
مختلفة والله سبحانة وتعالى اعلم بالصواب واليه المرجع والمآب) انتهى
ب -
أنا لو سلمنا عدم امكان العلوق فلا يلزم عدم امكان الوطء في نفس الامر ,
ولايلزم من عدم امكان العلوق ايضا عدم امكان النكاح شرعا . فإن الصغيرة
والايسة والعقيمه لايتصور منهن علوق والرجل العقيم لايتصور منه اعلاق ومع
هذا فالنكاح لهن مشروع
ج -
قوله ( ولو كان ذلك ممكنا لكان اظهر اثرة في حل النكاح ) هذا غير لازم فإن
الشيء قد يكون ممكنا ويختلف لمانع , فإن المجوسيات والوثنيات العلوق فيهن
ممكن ولايحل نكاحهن وكذلك المحارم ومن يحرم من الرضاع والمانع من جواز
النكاح بين الانس والجن عند من منعه إما اختلاف الجنس عند بعضهم ,أو عدم
حصول المقصود من النكاح أو عدم حصول الاذن من الشرع في نكاحهم
الراجح في المسالة الاولى
الراجح هو القول بامكانية وقوع ذلك بين الجن والانس لامن جهة الجواز والحكم --
قال صاحب فتح الحق المبين : (
والذي نراه أن هذه المسألة نادرة الوقوع إن لم تكن ممتنعة ، وحتى لو وقعت
فقد تكون بغير اختيار ، وإلا لو فتح الباب لترتب عليه مفاسد عظيمة لا يعلم
مداها إلا الله ، فسد الباب من باب سد الذرائع ، وحسم باب الشر والفتنة 00
والله المستعان 0 وقد علق سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله - على
ذلك قائلا : " هذا هو الصواب ولا يجوز لأسباب كثيرة) ( فتح الحق المبين في
علاج الصرع والسحر والعين - ص 29 )
-- وفي إمكانية الجماع بين الإنس والجن من خلال هذا النوع يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : (
هذا ممكن في الرجال والنساء ، وذلك أن الجني قد يتشكل بصورة إنسان كامل
الأعضاء ولا مانع يمنعه من وطء الإنسية إلا بالتحصن بالذكر والدعاء
والأوراد المأثورة ، وقد يغلب على بعض النساء ولو استعاذت منه حيث يلابسها
ويخالطها ، ولا مانع أيضاً أن الجنية تظهر بصورة امرأة كاملة الأعضاء
وتلابس الرجل حتى تثور شهوته ويحس بأنه يجامعها وينزل منه المني ويحس
بالإنزال ، وطريق التحصن من شرها التحفظ والدعاء والذكر واستعمال الأوراد
المأثورة والمحافظة على الأعمال الصالحة ، والبعد عن المحرمات ، والله أعلم
) ( القول المبين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين )
وقال – حفظه الله – : ( وقد ذكر
التناكح بين الإنس والجن بحيث أن الجن يظهرون بصورة بشر ويكلمون الإنسي
الذي يعشقونه ثم يعقدون له عقدا شرعيا على امرأة منهم ، ويدلونه على كيفية
الحصول عليها بندائها أو ضرب موضع معين بيده أو بعصا ونحوها ، فتخرج له
متمثلة في صورة امرأة من الإنس فيباشرها كما يباشر زوجته من البشر ، ويجد
لذلك لذة محسوسة ، ويحصل منه الإنزال المعروف ، ولا أدري هل يحصل التوالد
أم لا ، وهذا ما حكاه لنا من نثق به ، ولكن ذلك نادر ، وهكذا قد يخطفون
الأنثى من البشر وتغيب عندهم ويفتقدها أهلها وتتزوج منهم ويباشرها كما
يباشر الرجل امرأته وهكذا ، وقد حكى بعض النساء أنها تبتلى بشخص من الجن
يكلمها ويخلو بها ويجامعها قهرا كزوجها ولا يراه غيرها بحيث يختفي متى كان
هناك أحد من أهل البيت ، ولا شك أنه متى حصل الوطء المعروف من الرجل لامرأة
من الجن أو وطئ رجل منهم المرأة من الإنس حصلت الجنابة ووجب الغسل لوجود
سببين وهو الإيلاج الحقيقي والإنزال والله أعلم ) ( القول المبين في
مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين )
أما الثاني ///// في بيان مشروعيتة
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم
النهي عنه وروي عن جماعة من التابعين كراهته قال حرب الكرماني في مسائلة عن
احمد وإسحاق : حدثنا محمد بن يحيى القطيعي حدثنا بشر بن عمر حدثنا ابن
لهيعة عن يونس بن يزيد عن الزهري قال : نهى رسول الله عن نكاح الجن " وهو
مرسل وفيه ابن لهيعه.
قال الشبلي (حدثنا معاوية عن
الحجاج عن الحكم أنه كره نكاح الجن . وحدثنا ابراهيم بن عروة حدثني سليمان
بن قتيبة حدثني عقبة الروماني قال سألت قتادة عن تزويج الجن فكرهه ) ثم ساق
رحمه الله تعالى اقوال العلماء والسلف في عدم جواز المناكحة لاختلاف الجن)
عجائب وغرائب الجن للشبلي - ص92)
.................
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام الاتمان الاكملان على خير خلق الله وعلى اله وصحبة ومن والاه اما بعد.
اخواني اقدم لكم هذا البحث الذي انتهيت منه في عرة شعبان لعام 1422 هـ
فأنا اكتبة لكم الان لعل الله يفيد من يقرأه وانا انتظر التعقيبات وكلام العارفين اسال الله ان يزيدنا من علمه
المناكحة بين الجن والانس والكلام عليها هنا في مقامين
الاول /// في بيان امكان ذلك ووقوعه
الثاني /// في بيان مشروعيتة
أما الاول
هل يمكن ان يقع النكاح بينهما ........على قولين :-
1- نكاح الالانسي للجنية وعكسة ممكن , قال الثعالبي (زعمو ان التناكح والتلاقح قد يقعان بين الانس والجن قال الله تعالى (وشاركهم في الاموال والاولاد) وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا جامع الرجل امراته ولم يسمي انطوى الشيطان الى احليلة فجامع معه )
وقال ابن عباس : إذا اتى الرجل
امراتة وهي حايض سبقة الشيطان اليها فحملت فجائت بالمخنث فالمخنثون اولاد
الجن "رواه ابن جرير ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن نكاح الجن :
وقول الفقهاء لاتجوز المناكحة بين الانس والجن.
وايضا كراهة من كرهه من التابعين دليل على امكانه لأن غير الممكن لايحكم عليه بجواز ولابعدمة في الشرع.
وقد قال بهذا الرأي جماعة من
العلماء منهم : مجاهد والأعمش ، وهو أحد الروايتين عن الحسن وقتادة ، وبه
قال جماعة من الحنابلة والحنفية ، والإمام مالك وغيرهم ( أنظر الأشباه
والنظائر لابن نجيم - 327 - 328 ، والفتاوى الحديثية للهيتمي - 68 - 69 ،
ومجموع فتاوى ابن تيمية - 19 / 39 ، وتفسير القرطبي 13 / 182 ، وآكام
المرجان في أحكام الجان - 66 ) .
-- قال شيخ الإسلام ابن تيمية -
رحمه الله - : ( وقد يتناكح الإنس والجن 000 وهذا كثير معروف ، وقد ذكر
العلماء ذلك وتكلموا عنه ، وكره أكثر العلماء مناكحة الجن 0 وهذا يكون وهو
كثير أو الأكثر عن بغض ومجازاة ) ( مجموع الفتاوى - 19 / 39 ).
ومن ادلة اصحاب هذا القول قوله تعالى (فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) ( سورة الرحمن – الآية 56 ) واليكم اقوالهم في هذه الايه
-- قال الطبري : ( معقبا على قوله تعالى : ( فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) ( سورة الرحمن – الآية 56 ) وعني بالطمث هنا أنه لم يجامعهن إنس قبلهم ولا جان ) ( جامع البيان في تأويل القرآن - 27 / 87 ).
-- وذكر الطبري روايات على ذلك فقال : عن ابن عباس في قوله تعالى : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ )
يقول : لم يدمهن إنس ولا جان ،
وذكر نحو هذا عن علي بن أبي طالب وعكرمة ومجاهد ، وذكر رواية عن عاصم عن
أبي العالية تدل على إمكان وقوع النكاح بين الجن والإنس وفيها :
فإن قال قائل : وهل يجامع النساء الجن ؟ فيقال : لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ) ( جامع البيان في تأويل القرآن - 27 / 87 ، 88 ).
-- قال الألوسي : ( ونفي طمثهن عن
الإنس ظاهر ، وأما عن الجن فقال مجاهد والحسن : قد تجامع الجن نساء البشر
مع أزواجهن إذا لم يذكر الزوج اسم الله تعالى ، فنفى هنا جميع المجامعين ،
وقيل : لا حاجة إلى ذلك ، إذ يكفي في نفي الطمث عن الجن إمكانه منهم ، ولا
شك في إمكان جماع الجني إنسية ، بدون أن يكون مع زوجها غير الذاكر اسم الله
تعالى ) ( روح المعاني – 27 / 119 ).
-- قال ابن الجوزي في قوله تعالى : ( لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلا جَانٌّ ) وفي الآية على أن الجني يغشى المرأة كالإنسي ) ( زاد المسير في علم التفسير - 8 / 122 ).
-- وقال صاحب كتاب غرائب وعجائب الجن الشبيلي
(هذا وقد سئل أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن مناكحة الجن ، فقال : ما
أرى بذلك بأسا في الدين ، ولكن أكره إذا وجدت امرأة حامل قيل لها : من زوجك
؟ قالت : من الجن فيكثر الفساد في الإسلام) (ص 86)
2- القول الثاني
/ نكاح الانسي للجنية لايمكن وقوعة لاختلاف العنصر بين المتناكحين لان
الجن من عنصر النار والانسان من العناصر الاربعة فعنصر النار يمنع من ان
تكون النطفة الانسانية في رحم الجنية لما فيها من الرطوبة ثمة لشدة الحرارة
النيرانية ولو كان ذلك ممكنا لكان ظهر اثرة في حل النكاح بينهم . ويرد على
ذلك من وجوة
أ-
أنهم وان خلقوا من نار فليسوا باقين على عنصرهم الناري بل قد استحالوا عنه
بالاكل والشرب والتوالد والتناسل كما استحال بنو ادم عن عنصرهم الترابي
بذلك ولذلك اخبر النبي صلى الله عليه وسلم انه وجد برد لسان الشيطان على
يدة الذي عرض له في صلاته لما خنقه"الحديث رواه البخاري ولعابة دليل على
انه انتقل من العنصر الناري إذ لو كان باقيا على حاله فمن اين جاء هذا
البرد وكذلك ايضا قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن عدو الله تعالى ابليس جاء بشهاب من نار ليجعله في وجهي) وقوله ( رأيت يت ليلة اسري بي عفريتا من الجن يطلبني بشعلة من نار كلما التفت رايته)
وبيان الدلاله انهم لو كانوا باقين على عنصرهم الناري وانهم وانهم نار
محرقة لما احتاجوا الى ان ياتي الشيطان او العفريت بشعلة من نار ولكانت يد
الشيطان او اي عضو من اعضائة اذا مس ابن ادم احرقة كما يحرق الادمي النار
الحقيقية بمجرد المس قال القاضي أبو بكر :
ولسنا ننكر مع ذلك يعني أن الاصل
الذي خلقة من من النار أن يكثفهم الله تعالى ويغلظ اجسامهم ويخلق لهم
اعراضاتزيد على مافي النار فيخرجون عن كونهم نارا ويخلق لهم صورا واشكالا
مختلفة والله سبحانة وتعالى اعلم بالصواب واليه المرجع والمآب) انتهى
ب -
أنا لو سلمنا عدم امكان العلوق فلا يلزم عدم امكان الوطء في نفس الامر ,
ولايلزم من عدم امكان العلوق ايضا عدم امكان النكاح شرعا . فإن الصغيرة
والايسة والعقيمه لايتصور منهن علوق والرجل العقيم لايتصور منه اعلاق ومع
هذا فالنكاح لهن مشروع
ج -
قوله ( ولو كان ذلك ممكنا لكان اظهر اثرة في حل النكاح ) هذا غير لازم فإن
الشيء قد يكون ممكنا ويختلف لمانع , فإن المجوسيات والوثنيات العلوق فيهن
ممكن ولايحل نكاحهن وكذلك المحارم ومن يحرم من الرضاع والمانع من جواز
النكاح بين الانس والجن عند من منعه إما اختلاف الجنس عند بعضهم ,أو عدم
حصول المقصود من النكاح أو عدم حصول الاذن من الشرع في نكاحهم
الراجح في المسالة الاولى
الراجح هو القول بامكانية وقوع ذلك بين الجن والانس لامن جهة الجواز والحكم --
قال صاحب فتح الحق المبين : (
والذي نراه أن هذه المسألة نادرة الوقوع إن لم تكن ممتنعة ، وحتى لو وقعت
فقد تكون بغير اختيار ، وإلا لو فتح الباب لترتب عليه مفاسد عظيمة لا يعلم
مداها إلا الله ، فسد الباب من باب سد الذرائع ، وحسم باب الشر والفتنة 00
والله المستعان 0 وقد علق سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز – رحمه الله - على
ذلك قائلا : " هذا هو الصواب ولا يجوز لأسباب كثيرة) ( فتح الحق المبين في
علاج الصرع والسحر والعين - ص 29 )
-- وفي إمكانية الجماع بين الإنس والجن من خلال هذا النوع يقول فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله - : (
هذا ممكن في الرجال والنساء ، وذلك أن الجني قد يتشكل بصورة إنسان كامل
الأعضاء ولا مانع يمنعه من وطء الإنسية إلا بالتحصن بالذكر والدعاء
والأوراد المأثورة ، وقد يغلب على بعض النساء ولو استعاذت منه حيث يلابسها
ويخالطها ، ولا مانع أيضاً أن الجنية تظهر بصورة امرأة كاملة الأعضاء
وتلابس الرجل حتى تثور شهوته ويحس بأنه يجامعها وينزل منه المني ويحس
بالإنزال ، وطريق التحصن من شرها التحفظ والدعاء والذكر واستعمال الأوراد
المأثورة والمحافظة على الأعمال الصالحة ، والبعد عن المحرمات ، والله أعلم
) ( القول المبين في مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين )
وقال – حفظه الله – : ( وقد ذكر
التناكح بين الإنس والجن بحيث أن الجن يظهرون بصورة بشر ويكلمون الإنسي
الذي يعشقونه ثم يعقدون له عقدا شرعيا على امرأة منهم ، ويدلونه على كيفية
الحصول عليها بندائها أو ضرب موضع معين بيده أو بعصا ونحوها ، فتخرج له
متمثلة في صورة امرأة من الإنس فيباشرها كما يباشر زوجته من البشر ، ويجد
لذلك لذة محسوسة ، ويحصل منه الإنزال المعروف ، ولا أدري هل يحصل التوالد
أم لا ، وهذا ما حكاه لنا من نثق به ، ولكن ذلك نادر ، وهكذا قد يخطفون
الأنثى من البشر وتغيب عندهم ويفتقدها أهلها وتتزوج منهم ويباشرها كما
يباشر الرجل امرأته وهكذا ، وقد حكى بعض النساء أنها تبتلى بشخص من الجن
يكلمها ويخلو بها ويجامعها قهرا كزوجها ولا يراه غيرها بحيث يختفي متى كان
هناك أحد من أهل البيت ، ولا شك أنه متى حصل الوطء المعروف من الرجل لامرأة
من الجن أو وطئ رجل منهم المرأة من الإنس حصلت الجنابة ووجب الغسل لوجود
سببين وهو الإيلاج الحقيقي والإنزال والله أعلم ) ( القول المبين في
مرتكزات معالجي الصرع والسحر والعين )
أما الثاني ///// في بيان مشروعيتة
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم
النهي عنه وروي عن جماعة من التابعين كراهته قال حرب الكرماني في مسائلة عن
احمد وإسحاق : حدثنا محمد بن يحيى القطيعي حدثنا بشر بن عمر حدثنا ابن
لهيعة عن يونس بن يزيد عن الزهري قال : نهى رسول الله عن نكاح الجن " وهو
مرسل وفيه ابن لهيعه.
قال الشبلي (حدثنا معاوية عن
الحجاج عن الحكم أنه كره نكاح الجن . وحدثنا ابراهيم بن عروة حدثني سليمان
بن قتيبة حدثني عقبة الروماني قال سألت قتادة عن تزويج الجن فكرهه ) ثم ساق
رحمه الله تعالى اقوال العلماء والسلف في عدم جواز المناكحة لاختلاف الجن)
عجائب وغرائب الجن للشبلي - ص92)
عدل سابقا من قبل الشيخ الداودي في السبت 11 يونيو 2011 - 23:32 عدل 1 مرات