كيفية أو طرق الاتصال بالجن والشياطين
يقول السحرة : أن هناك ( مقامات ) للاتصال بالجن والشياطين وتسخيرهم ، وهذه المقامات لا تتعدى أمور ثلاثة :
أولها :
الاستخدام :
وهو أعلى المراتب ، ويشترط فيه الصيام ، واجتناب أكل لحم الحيوان ،
والخلوة ، وتلاوة الأسماء المخصوصة كالجلجلونية ، مع ما يصاحبها من أبخرة ،
ويأخذ المعزم العهد عليهم بملازمة الطاعة والخدمة
قال الدكتور عمر الأشقر :
( والراغبون في بلوغ مرتبة السحر يسلكون طرقا متقاربة لمقابلة الشيطان أو
أحد أتباعه ، فيخرج الواحد منهم في ليلة مقمرة في مكان مهجور بعيدا عن
العمران في منتصف الليل ، وهناك يقوم بأعمال يحبها الشيطان ويرضاها كأن
يخلع ملابسه ، ويحيط نفسه بدائرة يرسم عليها الأشكال والرموز والطلاسم التي
يحبها الشيطان ويرضاها ، ثم يأخذ في الإنشاد ممجدا الشيطان ، داعيا إليه
وبعضهم يصحب معه بعض الحيوانات ، ويقوم بذبحها وهو يمجد الشيطان ، مهديا
هذه الحيوانات له )
( عالم السحر والشعوذة – ص 173 )
يقول الدكتور محمد محمود عبدالله مدرس علوم القرآن بالأزهر :
( والسحر جميعه انعكاس شغل الجن : أي أنه جهد مشترك
بين شيطان الإنس " الساحر " وشيطان الجن " الخادم " إذ يقوم الساحر بتسخير (
قلت : الصواب أن يقال استحضار الجن وليس تسخير الجان ، فالتسخير لم يكن
إلا لنبي الله سليمان عليه السلام ) الجني بعد تحضيره بعزيمة يتلوها أو
اصطلاح لفظي يتم الاتفاق عليه بينهما كلما أراد الساحر إحضار الجني تلا
الصيغة المتفق عليها ) ( صفوة البيان في علاج السحر والحسد ومس الشيطان – ص 24 )
ثانيها :
الاستنزال :
ويلي الأول في الرتبة ، ويعمل لاكتشاف الحوادث ، من
سرقة أو ضائع أو نحوه ، ويدعون كذبا استنزال أرواح الملائكة ، ومن اعتقد
ذلك كفر ، لأنه لا مجال للتأثير على الملائكة فهم لا يعصون الله ما أمرهم
ويفعلون ما يؤمرون
ثالثها :
الاستحضار :
ويقولون : أن الاستحضار يكون بواسطة تلبس الجان جسد
المحضر أو أحد أقاربه ، فيحصل له حالة تشبه النوم ، وهو ما يعرف بالمندل ،
ومن الوسائل المتبعة في هذه الطريقة أخذ الأثر من طاقية أو عمامة ونحوه
بعض الأحاديث التي استخدم فيها الجن
1- حدث أن عمر - رضي الله عنه – : (
أرسل جيشا فقدم شخص إلى المدينة فأخبر أنهم انتصروا على عدوهم ، وشاع
الخبر ، فسأل عمر عن ذلك فذكر له . فقال : هذا أبو الهيثم بريد المسلمين من
الجن وسيأتي بريد الإنس بعد ذلك فجاء بعد ذلك بعدة أيام ) ( مجموع الفتاوى – 19 / 63 )
2- روي عن أبي موسى الأشعري : ( أنه أبطأ عليه خبر عمر - رضي الله - عنه وكانت هناك امرأة لها قرين من الجن ، فسأله عنه فأخبره أنه ترك عمر يسم إبل الصدقة ) ( مجموع الفتاوى – 19 / 63 )
وعمر رضي الله عنه لما نادى يا
سارية الجبل قال إن لله جنودا يبلغون صوتي وجنود الله هم من الملائكة ومن
صالحي الجن فجنود الله بلغوا صوت عمر إلى سارية وهو أنهم نادوه بمثل صوت
عمر والا نفس صوت عمر لا يصل نفسه في هذه المسافة البعيدة وهذا كالرجل يدعو
آخر وهو بعيد عنه فيقول يا فلان فيعان على ذلك فيقول الواسطة بينهما يا
فلان وقد يقول لمن هو بعيد عنه يا فلان احبس الماء تعال إلينا وهو لا يسمع
صوته فيناديه الواسطة بمثل ذلك يا فلان احبس الماء أرسل الماء أما بمثل صوت
الأول أن كان لا يقبل إلا صوته والا فلا يضر بأي صوت كان إذا عرف إن صاحبه
قد ناداه ، وهذه حكاية كان عمر مرة قد أرسل جيشا فجاء شخص وأخبر أهل
المدينة بانتصار الجيش وشاع الخبر فقال عمر من أين لكم هذا قالوا شخص صفته
كيت وكيت فأخبرنا فقال عمر ذاك أبو الهيثم بريد الجن وسيجيء بريد الإنس بعد
ذلك بأيام .
ولو لم يذكر أي من النقاط السابقة ،
فالقاعدة الفقهية ( باب سد الذرائع ) تغنينا عن ذلك كله ، والذرائع التي ذكرت سابقا هي التي تسدها الشريعة ، ( ودرء المفسدة مقدم على جلب المصلحة )
والناس اليوم يدركون ويعلمون كم من المفاسد العظيمة ترتبت على هذا الأمر !
وبنحو أصبح الولوج فيه أقرب إلى طرق السحر والشعـوذة والكهانة والعرافة
فنسأل الله العفو والعافية
عدل سابقا من قبل فارس السنة في الإثنين 18 أبريل 2011 - 13:33 عدل 1 مرات