صرع الجن للانس واقع وليس خيال وعلاجه بالرقى الشرعية
تمهيد
: إن البحث في تلك المسألة يعتمد أساسا على واقع التجربة والخبرة
والممارسة ، ولا يعتبر الخوض في تلك المسميات أمورا تندرج تحت الأمور
الغيبية ، ولا تعتبر كذلك أمورا مسلما بها ، ليست عرضة للتبديل أو التحريف 0
لذلك يلاحظ الاختلاف في تلك المسميات من مؤلف لآخر ، مع أنها ...تدور
حول معنى واحد وقاسم مشترك ، وتلك الألفاظ لا تعدو إلا أن تكون اجتهادا
مبنيا على واقع معاصر عايشه المعالجون طيلة سنوات من الخبرة والبحث
والدراسة ، وهذا الاجتهاد لا تبنى عليه أية أحكام شرعية أو مساس بأصول
العقيدة والمنهج ، فأسأل الله السداد والتوفيق للجميع 0 * أنواع الصرع
بشكل عام : 1)- الصرع العضوي ( الطبي - صرع الأخلاط ) : يقول الحافظ في
الفتح : ( انحباس الريح قد يكون سبباً للصرع وهي علة تمنع الأعضاء الرئيسية
من انفعالها منعاً غير تام 0 وسببه ريح غليظة تنحبس في منافذ الدماغ أو
بخار رديء يرتفع إليه من بعض الأعضاء وقد يتبعه تشنج في الأعضاء فلا يبقى
الشخص معه منتصباً بل يسقط ، ويقذف بالزبد لغلظ الرطوبة ) ( فتح الباري –
10 / 100 ) 0 يقول الدكتور حسني مؤذن الأستاذ بجامعة أم القرى Sad الصرع
العضوي ينتج عن وجود بؤرات صرعية في المخ ، في أغلب الأحوال نشأت بسبب
التهاب في الدماغ في السابق أو بسبب خبطة شديدة تعرض لها الدماغ 0 وتسبب
هذه البؤرات نشاطا كهربيا زائدا في المخ ، ويمكن الكشف عن هذا النوع من
الصرع بواسطة جهاز رسم المخ الكهربائي ، ويكون لهذا النوع مقدمات كالصداع
أو القلق أو زغللة في العين أو صفير في الأذن 0 وتأخذ النوبة الصرعية شكلا
مميزا ، فتبدأ بصرخة من المريض يعقبها وقوعه فجأة على الأرض ، مع تيبس
وتخشب كامل في كل جسمه ، ثم تبدأ عضلاته في الاختلاج بشدة ، ويعض أثناءها
على لسانه ، أو يتبول على نفسه ، ويزرق لونه ، ثم يبدأ بعد ذلك في التنفس
بشدة ، مع ظهور رغاو على الفم وتستمر هذه النوبة لعدة دقائق ، ثم يفيق
المصروع ، وقد يستمر في غيبوبته لفترة معينة ) ( جريدة المسلمون – العدد
641 ، عشرة محرم سنة 1418 هـ ) 0 2)- صرع الجن للإنس : إن الله سبحانه
وتعالى جعل قدرة للجن والشياطين يستخدمونها في التسلط على الإنس بالإغواء
والإضلال والوسوسة ، وكذلك فإن لهم القدرة على التسلط على جسد الإنسان
بإمراضه بأنواع من الأمراض كالصرع والصداع ونحوه ، فتجد المصاب بالصرع
يتخبط في حركاته وتصرفاته ، ولا يعقل من ذلك شيئا ، وسبب ذلك تسلط الكفرة
والفسقة والعصاة من الجن على عقله وجسمه بحيث يصل إلى هذا الحال ، وما كان
ذلك التسلط إلا بسبب العداوة المتأصلة بينهما 0 يقول الحافظ بن حجر في
الفتح : ( وقد يكون الصرع من الجن ولا يقع إلا من النفوس الخبيثة منهم ،
إما لاستحسان بعض الصور الإنسية ، وإما لإيقاع الأذية به 0 والأول هو الذي
يثبته جميع الأطباء ويذكرون علاجه 0 والثاني يجحده كثير منهم ، وبعضهم
يثبته ولا يعرف له علاج إلا بمقاومة الأرواح الخيرة العلوية ليندفع آثار
الأرواح الشريرة السفلية ، وتبطل أفعالها 0 وممن نص منهم على ذلك أبقراط ،
فقال لما ذكر علاج المصروع هذا : إنما ينفع في الذي سببه أخلاط ، وأما الذي
يكون من الأرواح فلا ) ( فتح الباري – 10 / 101 ) 0 وهذه المسألة - صرع
الجن للإنس - كانت مدار بحث من المتقدمين والمتأخرين في إمكانية حدوث ذلك
فعلا ، والمتتبع للحق يجزم بأن المسألة قد تم إيضاحها في الكتاب والسنة ،
وأن الأدلة القطعية قد جزمت بإمكانية ذلك ووقوعه فعلا ، ومن أنكر تلك
الحقيقة اعتمد في قوله على أن عدم الوجدان يستلزم عدم الوجود ، وما من عاقل
فهم معنى العلم إلا وعلم أن القاعدة العلمية المشهورة تقول : عدم الوجدان
لا يستلزم عدم الوجود ، أي : عدم رؤيتك للشيء الذي تبحث عنه لا يستلزم أن
يكون بحد ذاته مفقودا ، إذ أن الموجودات أعم من المشاهدات 0 قال فضيلة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين –حفظه الله- Sad والصرع نعوذ بالله منه نوعان)
: 1- صرع بسبب تشنج الأعصاب : وهذا مرض عضوي يمكن أن يعالج من قبل
الأطباء الماديين بإعطاء العقاقير التي تسكنه أو تزيله بالمرة 0 2- وقسم
آخر بسبب الشياطين والجن : يتسلط الجني على الإنسي فيصرعه ويدخل فيه ويضرب
به على الأرض ويغمى عليه من شدة الصرع ولا يحس 0 ويتلبس الشيطان أو الجني
بنفس الإنسان ويبدأ يتكلم على لسانه ، والذي يسمع الكلام يقول أن الذي
يتكلم الإنسي ولكنه الجني ! ولهذا تجد في بعض كلامه الاختلاف لا يكون
ككلامه وهو مستيقظ لأنه يتغير بسبب نطق الجني 0 هذا النوع من الصرع - نسأل
الله أن يعيذنا وإياكم منه ومن غيره من الآفات - هذا النوع علاجه بالقراءة
من أهل العلم والخير 0 أحيانا يخاطبهم الجني ويتكلم معهم ويبين السبب
الذي جعله يصرع هذا الإنسي 0 وأحيانا لا يتكلم وقد ثبت هذا !! أعني صرع
الجني للإنسي بالقرآن والسنة والواقع ) ( شرح رياض الصالحين – 1 / 177 ،
178 )
تمهيد
: إن البحث في تلك المسألة يعتمد أساسا على واقع التجربة والخبرة
والممارسة ، ولا يعتبر الخوض في تلك المسميات أمورا تندرج تحت الأمور
الغيبية ، ولا تعتبر كذلك أمورا مسلما بها ، ليست عرضة للتبديل أو التحريف 0
لذلك يلاحظ الاختلاف في تلك المسميات من مؤلف لآخر ، مع أنها ...تدور
حول معنى واحد وقاسم مشترك ، وتلك الألفاظ لا تعدو إلا أن تكون اجتهادا
مبنيا على واقع معاصر عايشه المعالجون طيلة سنوات من الخبرة والبحث
والدراسة ، وهذا الاجتهاد لا تبنى عليه أية أحكام شرعية أو مساس بأصول
العقيدة والمنهج ، فأسأل الله السداد والتوفيق للجميع 0 * أنواع الصرع
بشكل عام : 1)- الصرع العضوي ( الطبي - صرع الأخلاط ) : يقول الحافظ في
الفتح : ( انحباس الريح قد يكون سبباً للصرع وهي علة تمنع الأعضاء الرئيسية
من انفعالها منعاً غير تام 0 وسببه ريح غليظة تنحبس في منافذ الدماغ أو
بخار رديء يرتفع إليه من بعض الأعضاء وقد يتبعه تشنج في الأعضاء فلا يبقى
الشخص معه منتصباً بل يسقط ، ويقذف بالزبد لغلظ الرطوبة ) ( فتح الباري –
10 / 100 ) 0 يقول الدكتور حسني مؤذن الأستاذ بجامعة أم القرى Sad الصرع
العضوي ينتج عن وجود بؤرات صرعية في المخ ، في أغلب الأحوال نشأت بسبب
التهاب في الدماغ في السابق أو بسبب خبطة شديدة تعرض لها الدماغ 0 وتسبب
هذه البؤرات نشاطا كهربيا زائدا في المخ ، ويمكن الكشف عن هذا النوع من
الصرع بواسطة جهاز رسم المخ الكهربائي ، ويكون لهذا النوع مقدمات كالصداع
أو القلق أو زغللة في العين أو صفير في الأذن 0 وتأخذ النوبة الصرعية شكلا
مميزا ، فتبدأ بصرخة من المريض يعقبها وقوعه فجأة على الأرض ، مع تيبس
وتخشب كامل في كل جسمه ، ثم تبدأ عضلاته في الاختلاج بشدة ، ويعض أثناءها
على لسانه ، أو يتبول على نفسه ، ويزرق لونه ، ثم يبدأ بعد ذلك في التنفس
بشدة ، مع ظهور رغاو على الفم وتستمر هذه النوبة لعدة دقائق ، ثم يفيق
المصروع ، وقد يستمر في غيبوبته لفترة معينة ) ( جريدة المسلمون – العدد
641 ، عشرة محرم سنة 1418 هـ ) 0 2)- صرع الجن للإنس : إن الله سبحانه
وتعالى جعل قدرة للجن والشياطين يستخدمونها في التسلط على الإنس بالإغواء
والإضلال والوسوسة ، وكذلك فإن لهم القدرة على التسلط على جسد الإنسان
بإمراضه بأنواع من الأمراض كالصرع والصداع ونحوه ، فتجد المصاب بالصرع
يتخبط في حركاته وتصرفاته ، ولا يعقل من ذلك شيئا ، وسبب ذلك تسلط الكفرة
والفسقة والعصاة من الجن على عقله وجسمه بحيث يصل إلى هذا الحال ، وما كان
ذلك التسلط إلا بسبب العداوة المتأصلة بينهما 0 يقول الحافظ بن حجر في
الفتح : ( وقد يكون الصرع من الجن ولا يقع إلا من النفوس الخبيثة منهم ،
إما لاستحسان بعض الصور الإنسية ، وإما لإيقاع الأذية به 0 والأول هو الذي
يثبته جميع الأطباء ويذكرون علاجه 0 والثاني يجحده كثير منهم ، وبعضهم
يثبته ولا يعرف له علاج إلا بمقاومة الأرواح الخيرة العلوية ليندفع آثار
الأرواح الشريرة السفلية ، وتبطل أفعالها 0 وممن نص منهم على ذلك أبقراط ،
فقال لما ذكر علاج المصروع هذا : إنما ينفع في الذي سببه أخلاط ، وأما الذي
يكون من الأرواح فلا ) ( فتح الباري – 10 / 101 ) 0 وهذه المسألة - صرع
الجن للإنس - كانت مدار بحث من المتقدمين والمتأخرين في إمكانية حدوث ذلك
فعلا ، والمتتبع للحق يجزم بأن المسألة قد تم إيضاحها في الكتاب والسنة ،
وأن الأدلة القطعية قد جزمت بإمكانية ذلك ووقوعه فعلا ، ومن أنكر تلك
الحقيقة اعتمد في قوله على أن عدم الوجدان يستلزم عدم الوجود ، وما من عاقل
فهم معنى العلم إلا وعلم أن القاعدة العلمية المشهورة تقول : عدم الوجدان
لا يستلزم عدم الوجود ، أي : عدم رؤيتك للشيء الذي تبحث عنه لا يستلزم أن
يكون بحد ذاته مفقودا ، إذ أن الموجودات أعم من المشاهدات 0 قال فضيلة
الشيخ محمد بن صالح العثيمين –حفظه الله- Sad والصرع نعوذ بالله منه نوعان)
: 1- صرع بسبب تشنج الأعصاب : وهذا مرض عضوي يمكن أن يعالج من قبل
الأطباء الماديين بإعطاء العقاقير التي تسكنه أو تزيله بالمرة 0 2- وقسم
آخر بسبب الشياطين والجن : يتسلط الجني على الإنسي فيصرعه ويدخل فيه ويضرب
به على الأرض ويغمى عليه من شدة الصرع ولا يحس 0 ويتلبس الشيطان أو الجني
بنفس الإنسان ويبدأ يتكلم على لسانه ، والذي يسمع الكلام يقول أن الذي
يتكلم الإنسي ولكنه الجني ! ولهذا تجد في بعض كلامه الاختلاف لا يكون
ككلامه وهو مستيقظ لأنه يتغير بسبب نطق الجني 0 هذا النوع من الصرع - نسأل
الله أن يعيذنا وإياكم منه ومن غيره من الآفات - هذا النوع علاجه بالقراءة
من أهل العلم والخير 0 أحيانا يخاطبهم الجني ويتكلم معهم ويبين السبب
الذي جعله يصرع هذا الإنسي 0 وأحيانا لا يتكلم وقد ثبت هذا !! أعني صرع
الجني للإنسي بالقرآن والسنة والواقع ) ( شرح رياض الصالحين – 1 / 177 ،
178 )