رسالة في التشهيير غفل عنها الكثير من العلماء
" يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ " [النبأ: 40].
" إن الله لا يحب الخائنين".
قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَالْجَسَدِ ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)
هل إفشاء مستودع السر جريمة.
قدسية حفظ السر وإفشاء الأسرار فى الشريعة الإسلامية
"هلا سترته بثوبك"
الدستور الإسلامي حفظ أسرار الناس وستر عوراتهم واجب على كل مؤتمن.
أن أسرار الناس من شئونهم الخاصة التى ينبغي حمايتها وعدم انتهاكها ومن أؤتمن على سر فإنه يجب عليه أن يراعي هذه الأمانة فإنه إفشاء عد خائنا...كاذبا...غادراً...فاجرا لمن آمنه عليه. قال الله تعالى:
" والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون "
وقال تعالى" يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا آماناتكم وأنتم تعلمون " سورة الأنفعال آية 27
وفي حديث طويل"مَا أَخْرَجَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ " قَالَ : خَرَجْتُ لِلِقَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالنَّظَرِ فِي وَجْهِهِ وَالتَّسْلِيمِ عَلَيْهِ.... الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ" أى أن يحفظ هذا الأمر ولا يجهر به للناس فهو أمين عليه.
وقال صلي الله عليه وسلم " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا أؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر "
هل علمتمْ أمةً في جهلِها؟ * ظهرَتْ في المجدِ حسناءَ الرداءِ
باطنُ الأمةِ من ظاهرها * إِنما السائلُ من لونِ الإِناءِ
فخذوا العلمَ على أعلامِهِ * واطلُبوا الحكمةَ عندَ الحكماءِ
واقرأوا تاريخكُمْ واحتفِظُوا * بفصيحٍ جاءَكُمْ من فُصَحاءِ
واحكُموا الدنيا بسلطانٍ فما * خُلقتْ نُصْرَتُها للضعفاءِ
واطلبوا المجدَ على الأرضِ فإِن * هي ضاقتْ فاطلبوه في السماءِ
وإِنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيَتْ * فإِن همُ ذَهَبَتْ أخلاقهُم ذَهَبوا
وإِنما الأممُ الأخلاقُ مابقيَتْ * فإِن تَوَلَّتْ مَضَوا في إِثرها قُدما
فما على المرءِ في الأخلاقِ من حَرَجٍ * إِذا رعى صلةً في اللّهِ أو رَحِمها
أحمد شوقي
التشهير بالمسلم محرم شرعاً لما فيه من المفاسد الكبيرة والآثار الخطيرة كذباًُ أو صدقاً – والتشهير في الإنترنت يأخذ حكم التشهير باللفظ. فمنهم الحاسد، وآخر متلذذ بذلك، ومشهر عداوة. بألفاظ نابية للتشهير . ولكن لعنة الله على الأهواء والعادات العمياء، التي تهوى بصاحبها فى مكان سحيق حتى أوقعوه في جريمة التشهير ؟؟؟ والحاكم يومئذ الحق للرحمن العدل الديان.ابن عمر ما: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ : " لا تَنْسَوُا الْعَظِيمَتَيْنِ " قُلْنَا : وَمَا الْعَظِيمَتَانِ ؟ قَالَ : " الْجَنَّةُ وَالنَّارُ " , فَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا ذَكَرَ ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّتْ أَوَائِلُ دُمُوعِهِ جَانِبَيْ لِحْيَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ , لَوْ تَعْلَمُونَ مِنْ عِلْمِ الآخِرَةِ مَا أَعْلَمُ ، لَمَشَيْتُمْ إِلَى الصَّعِيدِ ، فَلَحَثَيْتُمْ عَلَى رُءُوسِكُمُ التُّرَابَ".
قَالَ عَبْدُاللهِ:
(لَوْ تَعْلَمُوْنَ ذُنُوْبِي، مَا وَطِئَ عَقِبِي اثْنَانِ،وَلَحَثَيْتُمُ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِي، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ اللهَ غَفَرَ لِيذَنْباً مِنْ ذُنُوْبِي، وَأَنِّي دُعِيْتُ عَبْدَ اللهِ بنَرَوْثَةَ*) المستدرك على الصحيحين.
هل أمرت الشريعة بالتشهير؟؟؟
قالوا:"الإجابة حسب فهم العامة للإسلام تأتى بنعم. أما الفهم العلمى الدقيق للإسلام فيجيب بلا وألف لا ومليون لا.! وهل أمرنا الله تعالى أن نأخذ ديننا من العامة أم أمرنا أن نأخذه من أهل العلم؟ ألم يأمرنا الله تعالى بتدبر القرآن جماعات وفرادى؟ ألم يأمرنا الله تعالى بتعلم القرآن وتعليمه؟ قال رسول الله (): " مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُّ فِي الدِّينِ " ؟. والتأمل فى كلام الله تعالى تأملا عميقا ليس للعامة له من سبيل .
لم يرد حديثا واحدا أمر فيه رسول الله () الناس بأن يشهّروا بأحد من الناس ويفضحوه ، ولكل الناس مؤمنهم وكافرهم ومحسنهم وفاجرهم ورد هذا الحديث المشهور :عن أبي هريرة أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا ، إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فكيف بالمسلم؟؟؟. ".
والحق يقال أن كلمة "تشّهير" هي الفضيحة؟؟؟وصفة النفاق ونعت المنافقين:
قال رسول الله --:
"يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ لا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ ، وَلا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِ الْمُسْلِمِينَ يَتْبَعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ يَتْبَعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ". إسناده حسن رجاله ثقات.
لايمكن أن يقبل المفسرون وهم أهل علم وصلاح أن يفضح المسلم أمام جميع المؤمنين فضلا أن يفضح أمام كل العالم لذنب جناه على جهل وضعف وهو مؤمن. فهذا لم يعد تشّهيرا وإنّما هو قتل عمدا!.
والتشهير والسعى لفضيحة الجانى على أوسع نطاق ليس له أصل فى الإسلام لأنّه لا وجود له فى كتاب الله ولا فى سنة رسوله الكريم ولا فى إجماع علماء المسلمين، وهو ببساطة عمل من الشيطان ليصد به عن دين الله .
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ , عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ وَلْتَعْفُوا وَلْتَصْفَحُوا "أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "
ولمن يفهم ؟؟
قال رسول الله فى حق سكران شتم : " لا تَكُونُوا عَوْنًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ ".
رواه البخاري عن أبي هريرة مرفوعا في حديث الذي أتى به النبي وهو سكران وقال له رجل من القوم اللهم العنه؟؟.
وفى هذا المعنى في قوله تعالى: { وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }
ليس ذلك للفضيحة ، إنما ذلك ليدعو الله تعالى لهما بالتوبة والرحمة ". وقال الإمام السلمى : " قال أبو عثمان: فى هذه الآية أولئك (((طائفة))) يصلحون لمشاهدة ذلك المشهد بصحة إيمانهم، وتمام شفقتهم ورأفتهم، ورحمتهم ورؤية نعم الله حيث عافاهم مما ابتلى غيرهم، ولا يعيرون المبتلى لعلمهم بجريان المقدور، ولا يشهد ذلك المشهد سفهاء من الناس وعامتهم ؟! وقد أمر الله بالسلمين دون الغث ...وأمر بالمؤمنين دون المشركين... وأمر بالصالحين دون الطالحين... فإذن يجب أن يتم إختيار الشهود بعناية كما أمر بذلك الله تعالى عندما قيد حال الشهود بكلمة "المؤمنين" فليس كل شخص مسموح له بأن يشهد كما هو واضح بيّن من نص الآية وكلام الفقهاء والمفسرين وهذا إجماع نقل وعقل.فالقسوة فى القرآن منبوذة فى كثير من المواضع يعلمها العامة والخاصة إلا (القاسية قلوبهم ) فالمجتمع الذى يتهاون فى (التشهير) كافرا كان أم مسلما أم منافقا ستحاصره الجرائم من كل جانب حتى تقتله ، والله يريد حياة المجتمع المسلم لا موته ؟؟؟ ولذا قال يخاطبهم جميعا : "وفى القصاص حياة لكم يا أولى الألباب".
وخلاصة الأمر أن الشريعة لم تأمر بالتشهير قط؟؟؟وقد جاء تشددها فى تنفيذ القانون لا فى فضيحة الجناة. وأن الإشهاد فى الحدود فى جريمة الزنا التى شهد عليها أربعة شهداء عدول وليس فى غيرها إشهاد. وعليه يمكن أن تنفذ كل هذه الحدود الشرعية والتعزيرات الإجتهادية فى هدؤ تام وبطريقة تحترم فيها إنسانية الإنسان ويقبلها المجتمع المسلم المعاصر وتكف بها ألسنة أعداء الإسلام!
إحياء ما اندثر في الإسلام عورات حرم الله كشفها
حكم إفشاء السر في الإسلام
للدكتور توفيق الواعي
أستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت
حفظ الأسرار شيء فطري ترشد إليه الطبيعة البشرية فكل إنسان يحب أن يحفظ من الأسرار الكثير ، سواء كانت خيرا لما ورد في الأثر " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان " أو شرا كما ورد في الخبر " والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس" .
وقد عدد الناس من قديم الزمان كثيرا من الفضائل وكان من أبرزها في الناس المحافظة على الأسرار والوعود والعقود . وخاصة إذا أمنهم الناس عليها ، ولما جاء الإسلام الذي قامت تعاليمه على الالتزام بالقيم وإحياء ما اندثر منها جعل هذا دينا وعقيدة وأسلوب حياة .
ويروي ابن أبي أصيبعة . بعضا من التعاليم التي كانت تعلم للأطباء ويطلب منهم التحلي بها . ومنها : كمال التخلق وتوافر العقل والحرص على كتمان أسرار المرضى ، والعفة ، والعزوف عن إسقاط الأجنة إلى غير ذلك من مكارم الأخلاق . لأنه قد أمنه الناس على أعراضهم وعوراتهم وأسرارهم . فيكون بذلك مع إثمه خائنا للأمانة ومفرطا في الواجب الذي نيط به ، ويأخذ حكمه من كان في مثل وضعه .
هذا وقد حبب الإسلام كثيرا في المحافظة على الشعور الإنساني والحس البشري لأن ذلك من أسباب الرقي والصعود في حلقات السمو الإنساني على هذه الأرض، ولأنه من أسباب التكريم الإلهي للإنسان الذي وكلت إليه الخلافة عن الله في الأرض . لهذا أحاط الله كرامة هذا الإنسان بحصون واقيات حتى لا يهتك له ستر أو يفضح له سر ، فشرع له أمورا معينة في ذلك ينبغي اتباعها ، منها المحافظة على سره وصون كرامته وعرضه .
أسرار عادية
الأسرار ليست في درجة واحدة فهناك من الأسرار ما تعد من العاديات التي لا يحدث إفشاؤها ضررا في الكرامة أو إهدارا لمصلحة أو تفويتا لمنفعة ولكنه مع ذلك يجمل ألا تفشى إلا بإذن صاحبها .
من ذلك ما ورد . عن عبد الله بن عمر أن عمر حين تأيمت بنته حفصة قال : لقيت عثمان بن عفان . فعرضت عليه حفصة فقلت : إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر ؟ قال : سأنظر في أمري ، فلبثت ليالي ، ثم لقيني ، فقال قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا . فلقيت أبا بكر الصديق ، فقلت إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر ؟ فصمت أبو بكر ، فلم يرجع إلى شيئا فكنت عليه أوجد مني على عثمان فلبثت ليالي . ثم خطبها النبي ، فأنكحتها إياه ، فلقيني أبو بكر فقال : لعلك وجدت عليَّ حين عرضت عليَّ حفصة لم أرجع إليك شيئا ؟ فقلت نعم قال : فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت عليَّ إلا أنني كنت علمت أن النبي ذكرها ، فلم أكن لأفشي سر رسول الله ، ولو تركها النبي لقبلتها . رواه البخاري .
وعن ثابت عن أنس . قال : أتى على رسول الله وأنا ألعب مع الغلمان ، فسلم علينا ، فبعثني في حاجة . فأبطأت على أمي فلما جئت قالت : ما حبسك ؟ فقلت بعثني رسول الله لحاجة ، قالت : ما حاجته ؟ قلت : إنها سر . قالت : لا تخبرنَّ بسر رسول الله أحدا . قال أنس : والله لو حدثت به أحدا لحدثتك به يا ثابت . رواه مسلم والبخاري.
قال ابن بطال: الذي عليه أهل العلم أن السر لا يباح به ، إذا كان على صاحبه منه مضرة .
والذي يظهر لي أن السر الذي كان أنس مستأمنا عليه كان سرا عاديا لأنه لا يستأمن صغير يلعب مع الصبيان على سر كبير يراد كتمه على التأكيد ،ولكن أنس رغم ذلك لا يريد أن يفشي سر رسول الله وكذلك ما كان من سر رسول الله الذي علمه أبو بكر فإنه كان سرا عاديا وهو ذكره لحفصة ، ولو ذكره أبو بكر ربما سر عمر به وأدخل عليه البهجة ، ولكنه يريد أن يكتم السر ولو كان قليلا حتى يخبره به رسول الله .
أسرار غير عادية :
هناك نهي مغلظ عن أشياء معينة تدور كلها حول كشف سر المسلم وهتك ستره . من تلك الأشياء : تتبع عورة المسلم ، التجسس عليه ، رميه بالسوء ، الغيبة والنميمة ، عدم ستره فيما يفضحه وينزل به الكرب والمهانة .
فأما عن ستر المسلم وحفظ سره فيما يفضحه وينزل به الكرب . سواء عرف الإنسان هذا السر من أخيه عن طريق معين أو من صاحب السر نفسه فقد وردت في ذلك آثار تحتم كتمه وتؤكد عليه وترغب فيه . منها :
قول الرسول : " من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة " .
وفي رواية : " ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة " رواه مسلم .
وقوله : " لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة " رواه مسلم
وقوله : " من ستر عورة فكأنما استحيا موؤدة في قبرها " رواه أبو داود والنسائي .
وقد تكلم العلماء المسلون على الستر ، وعلى علاقة الساتر بالمستور من حيث أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر :
فقالوا إن الستر لا ينفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة بل يجب على الساتر أن ينصح المستور عليه وأن يبصره بعيبه ويطلب منه الامتناع عن المنكر إن كان في الأمر منكر .
طلب الشارع الستر وتأكيده على ذلك
طلب الشارع من المسلم الستر على أخيه غير المجاهر وأكد على ذلك . حتى أن بعض العلماء أباح الكذب للستر على المسلم . قال الغزالي رحمه الله : قال : " لَيْسَ بِكَذَّابٍ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ اثْنَيْنِ ، فَقَالَ خَيْرًا ، أَوْ نَمَى خَيْرًا" وهذا يدل على وجوب الإصلاح بين الناس . ومن ذلك أن يستر عورات المسلمين كلهم وهذا ما وضحه ابن حجر بقوله : الكذب قد يباح وقد يجب . والضابط عند الغزالي : ينبغي أن يقابل مفسدة الكذب بالمفسدة المترتبة على الصدق . فإن كانت أشد فله الكذب ، وإن كان العكس أو اشتبه حرم ، وإذا كان المقصود محمودا لا يمكن التوصل إليه إلا بالكذب ، كما لو اختفى معصوم الدم من ظالم يريد قتله فالكذب هنا واجب ، ولو سأل ظالم عن وديعة يريد أخذها فيجب الكذب أو الإنكار . ولو سأله سلطان عن فاحشة اقترفها سرا فله أن يكذب وله أن ينكر سر أخيه .
قال "ومن ستر على مسلم ستره الله تعالى في الدنيا والآخر " وقال : " لا يستر عبد عبدا إلا ستره الله يوم القيامة " . وقال أبو سعيد الخدري قال : " لا يرى المؤمن من أخيه عورة فيسترها إلا أدخله الله الجنة " .
"هلا سترته بثوبك" ؟؟؟
قال صلى الله عليه وسلم لهزال الذي جاء بماعز ليعترف بحد الزنى :
"هلا سترت عليه بثوبك"؟؟؟.
" يَوْمَ يَنظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ " [النبأ: 40].
" إن الله لا يحب الخائنين".
قال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(تَرَى الْمُؤْمِنِينَ فِي تَرَاحُمِهِمْ وَتَوَادِّهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كَالْجَسَدِ ، إِذَا اشْتَكَى عُضْوًا تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ جَسَدِهِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى)
هل إفشاء مستودع السر جريمة.
قدسية حفظ السر وإفشاء الأسرار فى الشريعة الإسلامية
"هلا سترته بثوبك"
الدستور الإسلامي حفظ أسرار الناس وستر عوراتهم واجب على كل مؤتمن.
أن أسرار الناس من شئونهم الخاصة التى ينبغي حمايتها وعدم انتهاكها ومن أؤتمن على سر فإنه يجب عليه أن يراعي هذه الأمانة فإنه إفشاء عد خائنا...كاذبا...غادراً...فاجرا لمن آمنه عليه. قال الله تعالى:
" والذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون "
وقال تعالى" يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا آماناتكم وأنتم تعلمون " سورة الأنفعال آية 27
وفي حديث طويل"مَا أَخْرَجَكَ يَا أَبَا بَكْرٍ ؟ " قَالَ : خَرَجْتُ لِلِقَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَالنَّظَرِ فِي وَجْهِهِ وَالتَّسْلِيمِ عَلَيْهِ.... الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ" أى أن يحفظ هذا الأمر ولا يجهر به للناس فهو أمين عليه.
وقال صلي الله عليه وسلم " أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها إذا أؤتمن خان وإذا حدث كذب وإذا عاهد غدر وإذا خاصم فجر "
هل علمتمْ أمةً في جهلِها؟ * ظهرَتْ في المجدِ حسناءَ الرداءِ
باطنُ الأمةِ من ظاهرها * إِنما السائلُ من لونِ الإِناءِ
فخذوا العلمَ على أعلامِهِ * واطلُبوا الحكمةَ عندَ الحكماءِ
واقرأوا تاريخكُمْ واحتفِظُوا * بفصيحٍ جاءَكُمْ من فُصَحاءِ
واحكُموا الدنيا بسلطانٍ فما * خُلقتْ نُصْرَتُها للضعفاءِ
واطلبوا المجدَ على الأرضِ فإِن * هي ضاقتْ فاطلبوه في السماءِ
وإِنما الأممُ الأخلاقُ ما بقيَتْ * فإِن همُ ذَهَبَتْ أخلاقهُم ذَهَبوا
وإِنما الأممُ الأخلاقُ مابقيَتْ * فإِن تَوَلَّتْ مَضَوا في إِثرها قُدما
فما على المرءِ في الأخلاقِ من حَرَجٍ * إِذا رعى صلةً في اللّهِ أو رَحِمها
أحمد شوقي
التشهير بالمسلم محرم شرعاً لما فيه من المفاسد الكبيرة والآثار الخطيرة كذباًُ أو صدقاً – والتشهير في الإنترنت يأخذ حكم التشهير باللفظ. فمنهم الحاسد، وآخر متلذذ بذلك، ومشهر عداوة. بألفاظ نابية للتشهير . ولكن لعنة الله على الأهواء والعادات العمياء، التي تهوى بصاحبها فى مكان سحيق حتى أوقعوه في جريمة التشهير ؟؟؟ والحاكم يومئذ الحق للرحمن العدل الديان.ابن عمر ما: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَخْطُبُ وَهُوَ يَقُولُ : " لا تَنْسَوُا الْعَظِيمَتَيْنِ " قُلْنَا : وَمَا الْعَظِيمَتَانِ ؟ قَالَ : " الْجَنَّةُ وَالنَّارُ " , فَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا ذَكَرَ ، ثُمَّ بَكَى حَتَّى بَلَّتْ أَوَائِلُ دُمُوعِهِ جَانِبَيْ لِحْيَتِهِ ، ثُمَّ قَالَ : " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ , لَوْ تَعْلَمُونَ مِنْ عِلْمِ الآخِرَةِ مَا أَعْلَمُ ، لَمَشَيْتُمْ إِلَى الصَّعِيدِ ، فَلَحَثَيْتُمْ عَلَى رُءُوسِكُمُ التُّرَابَ".
قَالَ عَبْدُاللهِ:
(لَوْ تَعْلَمُوْنَ ذُنُوْبِي، مَا وَطِئَ عَقِبِي اثْنَانِ،وَلَحَثَيْتُمُ التُّرَابَ عَلَى رَأْسِي، وَلَوَدِدْتُ أَنَّ اللهَ غَفَرَ لِيذَنْباً مِنْ ذُنُوْبِي، وَأَنِّي دُعِيْتُ عَبْدَ اللهِ بنَرَوْثَةَ*) المستدرك على الصحيحين.
هل أمرت الشريعة بالتشهير؟؟؟
قالوا:"الإجابة حسب فهم العامة للإسلام تأتى بنعم. أما الفهم العلمى الدقيق للإسلام فيجيب بلا وألف لا ومليون لا.! وهل أمرنا الله تعالى أن نأخذ ديننا من العامة أم أمرنا أن نأخذه من أهل العلم؟ ألم يأمرنا الله تعالى بتدبر القرآن جماعات وفرادى؟ ألم يأمرنا الله تعالى بتعلم القرآن وتعليمه؟ قال رسول الله (): " مَنْ يُرِدْ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهُّ فِي الدِّينِ " ؟. والتأمل فى كلام الله تعالى تأملا عميقا ليس للعامة له من سبيل .
لم يرد حديثا واحدا أمر فيه رسول الله () الناس بأن يشهّروا بأحد من الناس ويفضحوه ، ولكل الناس مؤمنهم وكافرهم ومحسنهم وفاجرهم ورد هذا الحديث المشهور :عن أبي هريرة أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " لَا يَسْتُرُ عَبْدٌ عَبْدًا فِي الدُّنْيَا ، إِلَّا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " فكيف بالمسلم؟؟؟. ".
والحق يقال أن كلمة "تشّهير" هي الفضيحة؟؟؟وصفة النفاق ونعت المنافقين:
قال رسول الله --:
"يَا مَعْشَرَ مَنْ آمَنَ بِلِسَانِهِ وَلَمْ يَدْخُلِ الإِيمَانُ قَلْبَهُ لا تَغْتَابُوا الْمُسْلِمِينَ ، وَلا تَتَّبِعُوا عَوْرَاتِهِمْ فَإِنَّهُ مَنْ يَتَّبِعْ عَوْرَاتِ الْمُسْلِمِينَ يَتْبَعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ يَتْبَعِ اللَّهُ عَوْرَتَهُ يَفْضَحْهُ وَهُوَ فِي بَيْتِهِ". إسناده حسن رجاله ثقات.
لايمكن أن يقبل المفسرون وهم أهل علم وصلاح أن يفضح المسلم أمام جميع المؤمنين فضلا أن يفضح أمام كل العالم لذنب جناه على جهل وضعف وهو مؤمن. فهذا لم يعد تشّهيرا وإنّما هو قتل عمدا!.
والتشهير والسعى لفضيحة الجانى على أوسع نطاق ليس له أصل فى الإسلام لأنّه لا وجود له فى كتاب الله ولا فى سنة رسوله الكريم ولا فى إجماع علماء المسلمين، وهو ببساطة عمل من الشيطان ليصد به عن دين الله .
إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ , عَفُوٌّ يُحِبُّ الْعَفْوَ وَلْتَعْفُوا وَلْتَصْفَحُوا "أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "
ولمن يفهم ؟؟
قال رسول الله فى حق سكران شتم : " لا تَكُونُوا عَوْنًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ ".
رواه البخاري عن أبي هريرة مرفوعا في حديث الذي أتى به النبي وهو سكران وقال له رجل من القوم اللهم العنه؟؟.
وفى هذا المعنى في قوله تعالى: { وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَآئِفَةٌ مِّنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ }
ليس ذلك للفضيحة ، إنما ذلك ليدعو الله تعالى لهما بالتوبة والرحمة ". وقال الإمام السلمى : " قال أبو عثمان: فى هذه الآية أولئك (((طائفة))) يصلحون لمشاهدة ذلك المشهد بصحة إيمانهم، وتمام شفقتهم ورأفتهم، ورحمتهم ورؤية نعم الله حيث عافاهم مما ابتلى غيرهم، ولا يعيرون المبتلى لعلمهم بجريان المقدور، ولا يشهد ذلك المشهد سفهاء من الناس وعامتهم ؟! وقد أمر الله بالسلمين دون الغث ...وأمر بالمؤمنين دون المشركين... وأمر بالصالحين دون الطالحين... فإذن يجب أن يتم إختيار الشهود بعناية كما أمر بذلك الله تعالى عندما قيد حال الشهود بكلمة "المؤمنين" فليس كل شخص مسموح له بأن يشهد كما هو واضح بيّن من نص الآية وكلام الفقهاء والمفسرين وهذا إجماع نقل وعقل.فالقسوة فى القرآن منبوذة فى كثير من المواضع يعلمها العامة والخاصة إلا (القاسية قلوبهم ) فالمجتمع الذى يتهاون فى (التشهير) كافرا كان أم مسلما أم منافقا ستحاصره الجرائم من كل جانب حتى تقتله ، والله يريد حياة المجتمع المسلم لا موته ؟؟؟ ولذا قال يخاطبهم جميعا : "وفى القصاص حياة لكم يا أولى الألباب".
وخلاصة الأمر أن الشريعة لم تأمر بالتشهير قط؟؟؟وقد جاء تشددها فى تنفيذ القانون لا فى فضيحة الجناة. وأن الإشهاد فى الحدود فى جريمة الزنا التى شهد عليها أربعة شهداء عدول وليس فى غيرها إشهاد. وعليه يمكن أن تنفذ كل هذه الحدود الشرعية والتعزيرات الإجتهادية فى هدؤ تام وبطريقة تحترم فيها إنسانية الإنسان ويقبلها المجتمع المسلم المعاصر وتكف بها ألسنة أعداء الإسلام!
إحياء ما اندثر في الإسلام عورات حرم الله كشفها
حكم إفشاء السر في الإسلام
للدكتور توفيق الواعي
أستاذ بكلية الشريعة والدراسات الإسلامية بجامعة الكويت
حفظ الأسرار شيء فطري ترشد إليه الطبيعة البشرية فكل إنسان يحب أن يحفظ من الأسرار الكثير ، سواء كانت خيرا لما ورد في الأثر " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان " أو شرا كما ورد في الخبر " والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس" .
وقد عدد الناس من قديم الزمان كثيرا من الفضائل وكان من أبرزها في الناس المحافظة على الأسرار والوعود والعقود . وخاصة إذا أمنهم الناس عليها ، ولما جاء الإسلام الذي قامت تعاليمه على الالتزام بالقيم وإحياء ما اندثر منها جعل هذا دينا وعقيدة وأسلوب حياة .
ويروي ابن أبي أصيبعة . بعضا من التعاليم التي كانت تعلم للأطباء ويطلب منهم التحلي بها . ومنها : كمال التخلق وتوافر العقل والحرص على كتمان أسرار المرضى ، والعفة ، والعزوف عن إسقاط الأجنة إلى غير ذلك من مكارم الأخلاق . لأنه قد أمنه الناس على أعراضهم وعوراتهم وأسرارهم . فيكون بذلك مع إثمه خائنا للأمانة ومفرطا في الواجب الذي نيط به ، ويأخذ حكمه من كان في مثل وضعه .
هذا وقد حبب الإسلام كثيرا في المحافظة على الشعور الإنساني والحس البشري لأن ذلك من أسباب الرقي والصعود في حلقات السمو الإنساني على هذه الأرض، ولأنه من أسباب التكريم الإلهي للإنسان الذي وكلت إليه الخلافة عن الله في الأرض . لهذا أحاط الله كرامة هذا الإنسان بحصون واقيات حتى لا يهتك له ستر أو يفضح له سر ، فشرع له أمورا معينة في ذلك ينبغي اتباعها ، منها المحافظة على سره وصون كرامته وعرضه .
أسرار عادية
الأسرار ليست في درجة واحدة فهناك من الأسرار ما تعد من العاديات التي لا يحدث إفشاؤها ضررا في الكرامة أو إهدارا لمصلحة أو تفويتا لمنفعة ولكنه مع ذلك يجمل ألا تفشى إلا بإذن صاحبها .
من ذلك ما ورد . عن عبد الله بن عمر أن عمر حين تأيمت بنته حفصة قال : لقيت عثمان بن عفان . فعرضت عليه حفصة فقلت : إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر ؟ قال : سأنظر في أمري ، فلبثت ليالي ، ثم لقيني ، فقال قد بدا لي أن لا أتزوج يومي هذا . فلقيت أبا بكر الصديق ، فقلت إن شئت أنكحتك حفصة بنت عمر ؟ فصمت أبو بكر ، فلم يرجع إلى شيئا فكنت عليه أوجد مني على عثمان فلبثت ليالي . ثم خطبها النبي ، فأنكحتها إياه ، فلقيني أبو بكر فقال : لعلك وجدت عليَّ حين عرضت عليَّ حفصة لم أرجع إليك شيئا ؟ فقلت نعم قال : فإنه لم يمنعني أن أرجع إليك فيما عرضت عليَّ إلا أنني كنت علمت أن النبي ذكرها ، فلم أكن لأفشي سر رسول الله ، ولو تركها النبي لقبلتها . رواه البخاري .
وعن ثابت عن أنس . قال : أتى على رسول الله وأنا ألعب مع الغلمان ، فسلم علينا ، فبعثني في حاجة . فأبطأت على أمي فلما جئت قالت : ما حبسك ؟ فقلت بعثني رسول الله لحاجة ، قالت : ما حاجته ؟ قلت : إنها سر . قالت : لا تخبرنَّ بسر رسول الله أحدا . قال أنس : والله لو حدثت به أحدا لحدثتك به يا ثابت . رواه مسلم والبخاري.
قال ابن بطال: الذي عليه أهل العلم أن السر لا يباح به ، إذا كان على صاحبه منه مضرة .
والذي يظهر لي أن السر الذي كان أنس مستأمنا عليه كان سرا عاديا لأنه لا يستأمن صغير يلعب مع الصبيان على سر كبير يراد كتمه على التأكيد ،ولكن أنس رغم ذلك لا يريد أن يفشي سر رسول الله وكذلك ما كان من سر رسول الله الذي علمه أبو بكر فإنه كان سرا عاديا وهو ذكره لحفصة ، ولو ذكره أبو بكر ربما سر عمر به وأدخل عليه البهجة ، ولكنه يريد أن يكتم السر ولو كان قليلا حتى يخبره به رسول الله .
أسرار غير عادية :
هناك نهي مغلظ عن أشياء معينة تدور كلها حول كشف سر المسلم وهتك ستره . من تلك الأشياء : تتبع عورة المسلم ، التجسس عليه ، رميه بالسوء ، الغيبة والنميمة ، عدم ستره فيما يفضحه وينزل به الكرب والمهانة .
فأما عن ستر المسلم وحفظ سره فيما يفضحه وينزل به الكرب . سواء عرف الإنسان هذا السر من أخيه عن طريق معين أو من صاحب السر نفسه فقد وردت في ذلك آثار تحتم كتمه وتؤكد عليه وترغب فيه . منها :
قول الرسول : " من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما ستره الله يوم القيامة " .
وفي رواية : " ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة " رواه مسلم .
وقوله : " لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة " رواه مسلم
وقوله : " من ستر عورة فكأنما استحيا موؤدة في قبرها " رواه أبو داود والنسائي .
وقد تكلم العلماء المسلون على الستر ، وعلى علاقة الساتر بالمستور من حيث أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر :
فقالوا إن الستر لا ينفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصيحة بل يجب على الساتر أن ينصح المستور عليه وأن يبصره بعيبه ويطلب منه الامتناع عن المنكر إن كان في الأمر منكر .
طلب الشارع الستر وتأكيده على ذلك
طلب الشارع من المسلم الستر على أخيه غير المجاهر وأكد على ذلك . حتى أن بعض العلماء أباح الكذب للستر على المسلم . قال الغزالي رحمه الله : قال : " لَيْسَ بِكَذَّابٍ مَنْ أَصْلَحَ بَيْنَ اثْنَيْنِ ، فَقَالَ خَيْرًا ، أَوْ نَمَى خَيْرًا" وهذا يدل على وجوب الإصلاح بين الناس . ومن ذلك أن يستر عورات المسلمين كلهم وهذا ما وضحه ابن حجر بقوله : الكذب قد يباح وقد يجب . والضابط عند الغزالي : ينبغي أن يقابل مفسدة الكذب بالمفسدة المترتبة على الصدق . فإن كانت أشد فله الكذب ، وإن كان العكس أو اشتبه حرم ، وإذا كان المقصود محمودا لا يمكن التوصل إليه إلا بالكذب ، كما لو اختفى معصوم الدم من ظالم يريد قتله فالكذب هنا واجب ، ولو سأل ظالم عن وديعة يريد أخذها فيجب الكذب أو الإنكار . ولو سأله سلطان عن فاحشة اقترفها سرا فله أن يكذب وله أن ينكر سر أخيه .
قال "ومن ستر على مسلم ستره الله تعالى في الدنيا والآخر " وقال : " لا يستر عبد عبدا إلا ستره الله يوم القيامة " . وقال أبو سعيد الخدري قال : " لا يرى المؤمن من أخيه عورة فيسترها إلا أدخله الله الجنة " .
"هلا سترته بثوبك" ؟؟؟
قال صلى الله عليه وسلم لهزال الذي جاء بماعز ليعترف بحد الزنى :
"هلا سترت عليه بثوبك"؟؟؟.