(((البعض يتخذ من أعراض الناس نوعا من اللهو والتسلية وإضحاك الآخرين فلا يطيب لهم الحديث إلا بذكر عيوب الناس وتلفيق التهم إليهم ولا يبالون بما يقولون.. ولا يتوقف الأمر عند هذا الحد بل إن هناك بعض ضعاف النفوس ممن يستغل قيام بعض المجرمين بتصوير جرائمهم الأخلاقية على أشرطة فيديو فيقومون بترويجها ونشرها؟؟. غير عابئين بما يرتكبونه من جرم.. فلا خوف من الله يردعهم, ولا حياء يمنعهم.. ولو نظر الإنسان إلى نفسه ما خاض في أعراض الناس ولا ذكر عيوبهم لأن فيه من العيوب ما يكفيه.. سنحاول التعرف علي الأسباب والدوافع التي تجعل الناس ينشرون فضائح الآخرين؟.. وهل الإسلام يدعو إلي نشر هذه الفضائح أم أنه يدعو للستر؟.. وكيف نحتوي المذنبين؟
الستر مطلوب
الإسلام يدعو للستر وصيانة الأعراض وعدم تتبع عورات الناس والتشهير بهم.. فالله عز وجل ستير يحب الستر ويأمر عباده به.. ولقد جعل الله عز وجل الجزاء من جنس العمل.. فمن ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة, ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتي يفضحه بها في بيته.. والستر واجب حتي لا تشيع الفاحشة وحتي لا يعم ذكرها بين الناس.. والإسلام أمرنا بأن نحافظ علي أعراض الناس ولا نتتبع عوراتهم. ولقد جعل الله عز وجل العذاب الشديد في الآخرة في انتظار الذين يخوضون في أعراض الناس.
وأن النبي صلي الله عليه وسلم كان حريصا علي ستر العاصين,( وقصة ماعز - ' لو سترته بثوبك كان خيرا لك'.. وهذا يفرض علي كل مسلم إذا سمع عن أخيه ما يسوؤه أن يبادر بحسن الظن به ويرد غيبته حتي لا يشارك في الإثم لحديث أبي الدرداء عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:( من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)..
(((فالإنسان الذي غلبته نفسه فعصي الله في السر ولم يجهر بمعصيته لا يجوز أن نفضحه وننشر خطأه بين الناس)))
فستر هذا الشخص يعتبر عونا له على الشيطان. ويجب ألا نفضح أمر ذوي الهيئات وهم الذين اشتهر فضلهم بين الناس والذين كثر خيرهم. لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:( أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود).. فإذا وقعت لهم عثرة يجب أن تقال عثرتهم, وألا تكشف سوأتهم, لئلا تنعدم قدوتهم عند الناس. .. فالمؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعير.. ويجب أن تكون في السر لأن النصيحة علي الملأ فضيحة.. قال الإمام الشافعي:' من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه, ومن وعظه علانية فقد فضحه وخانه'..
.. والفضيحة أحيانا!
.. يقول الدكتور محمد السيد الجليند.. هناك أناس ماتت ضمائرهم ولم يرعوا لحرمة المجتمع إلا ولا ذمة وأخذوا يعيثون في الأرض فسادا ولم يخشوا الله في السر ولا في العلانية بل أخذوا يجاهرون بالفسق والمعاصي ويتفاخرون بل ويسعون لنشر الرذيلة والفساد في المجتمع.. فهؤلاء هتكوا الستر الذي بينهم وبين الله وأحلوا للناس أعراضهم وينبغي أن يعاملوا بما يليق بهم لأنهم اسقطوا من أعينهم حرمة الله وحرمة الدين وحرمة المجتمع.
وطالب د. الجليند المجتمع بالتصدي لمروجي الفاحشة حتي لا ينتشر الفسق في المجتمع لأن شيوع هذه الأمراض وانتشار هذه الأوبئة في جسد الأمة وعدم إنكارها ومحاربتها نذير بانهيار المجتمع.. فهذه سنة الله في كونه... وتلك سنة الله, ولن تجد لسنة الله تبديلا.فالمؤمن يعظم شعائر الله والفاسق يستخف بحدود الله وشرعه وشرائعه.
مريض نفسي
..واعتبر الدكتور نبيل السمالوطي عميد كلية الدراسات الإنسانية السابق جامعة الأزهر أن قيام بعض الأشخاص الذين يحترفون التجارة بأعراض الناس بالجهر بجرائمهم الأخلاقية من خلال تصوير من يقع فريسة لهم في أوضاع مخلة علي شرائط وتوزيعها علي الناس لا يمكن تفسيره إلا في إطار أن أصحابه مصابون بأمراض نفسية أو أمراض عقلية أو لديهم عقد دفينة أو نزعات عدوانية مكبوتة. فلا يمكن لعاقل أن يرتكب مثل هذه الآثام التي هي من الكبائر والتي يعاقب الله صاحبها في الدنيا والآخرة.. أما بالنسبة لمن يحصلون علي شرائط تمثل فضائح وآثام ومنكرات لأناس آخرين مشهورين أو غير مشهورين ويتباهون بحيازتهم لهذه الأشرطة ويتبادلونها مع الآخرين أو ينشرونها علي الإنترنت فهذه أيضا جريمة كبري في الإسلام. وهؤلاء الناس مصابون أيضا بأمراض نفسية وعقد نقص يحاولون الفكاك منها من خلال ما يرتكبونه من آثام.
الخوض في الأعراض.. مرفوض
..ومن جانبه رفض الدكتور مصطفي مراد الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر قيام بعض وسائل الإعلام ومواقع الانترنت بالترويج للفاحشة وذلك من خلال اتخاذ أعراض الناس وسيلة للابتزاز ولتحقيق الشهرة. وذلك بنشر فضائحهم وإظهار عوراتهم والاستطالة في أعراضهم تارة وبتلفيق آثام وأخطاء لم يقترفوها والتشهير بهم تارة أخري.. واعتبر أن هذه الأشياء من الأمور المحرمة في الإسلام وهؤلاء الأشخاص من المجرمين الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا؟؟. إذ يقول الحق سبحانه وتعالي في سورة النور:( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون).. كما أن الإسلام جعل استطالة الإنسان في عرض أخيه المسلم باحتقاره أو قذفه أو سبه جريمة أشد من جريمة الربا وأشد تحريما منها لأن العرض أعز وأغلي علي النفس من المال. أما مسائل الأعراض فهذه الجرائم لا يجوز نشرها من باب الحفاظ علي العورات وعدم التشهير بالناس.
الأسباب
وعن الأسباب التي تؤدي إلي قيام البعض بنشر فضائح وأخطاء الآخرين والتشهير بهم يقول الدكتور محمد عبد رب النبي من علماء الجمعية الشرعية: الخوض في أعراض الناس له أسباب عقدية وأخلاقية واجتماعية واقتصادية.. فالسبب العقدي يرجع لضعف الإيمان في القلوب والبعد عن منهج الله عز وجل وقلة الشعور بمراقبة الله للعبد فالإنسان لا يخوض في أعراض الناس إلا بسبب نسيانه لذنوبه وعيوبه ولو نظر إلي نفسه ما خاض في أعراض الناس لأن فيه من العيوب ما يكفيه عن النظر إلي عيوب الآخرين..فالإنسان يبصر القذي في عين غيره وينسي الجبء في عينه, والسبب الأخلاقي: أن نشر أخطاء الناس ثمرة لسوء السريرة ووجود النفس المريضة.. فبعض الأشخاص أصحاب النفوس الخبيثة عندما تقع بينه وبين أحد الأشخاص خصومة فإنه يطعن في أعراضهم ويظهر عيوبهم وأسرارهم لينتقص من قدرهم.. فإن لم يجد لهم أخطاء لفق له بعض الفضائح والتهم حتي يشفي غيظه ويبرد صدره, ومنها الحسد... فالنفس بطبيعتها جبلت علي حب الرفعة علي الآخرين, والإنسان الحسود عندما يري أحدا علا عليه واشتهر بين الناس فإنه يكره ذلك فيسعي لإزالة هذه المكانة بالقدح فيه في المجالس والخوض في عرضه لإلصاق العيوب به حتي تزول مكانته ووجهته.
والسبب الاجتماعي: أن الإنسان الذي يفضح الآخرين غالبا ما يكون صاحب مكانة دنيا في المجتمع ويريد لفت الأنظار إليه فيظن أنه بإشاعة الفضيحة سيرفع مكانته وأن القوم سيقدرونه وسيكثر من معارفه وأصدقائه, ومنها المداهنة والمجاملة لأصدقاء السوء.. ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس،وهذا الإنسان توعده رسول الله صلي الله عليه وسلم بالويل..
..وللتوبة شروط
.. وإذا أراد الإنسان أن يتوب إلي الله ويكفر عما ارتكبه في حق الناس من تشهير وخوض في أعراضهم يقول الشيخ عماد مالك إمام وخطيب بالأوقاف: من فضل الله علينا أن جعل باب التوبة مفتوحا علي مصراعيه فهو يعرف ضعفنا وتسلط الغرائز علينا ووسوسة الشيطان لنا, فالله عز وجل يغفر الذنوب كلها صغيرها وكبيرها فاسمه الغفار فمن شأنه أن يغفر واسمه العفو فمن شأنه أن يعفو فلا يعظم عليه ذنب, فمهما عظم الذنب فإن مغفرته أعظم منه..لذلك يجب علي الإنسان ألا يقنط من رحمة الله مهما بلغت ذنوبه قال تعالي:( قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم).( الزمر:53)... فالله عز وجل يحب التوابين ويفرح بعبده المؤمن حينما يقبل عليه ويقف بين يديه ويعترف لمولاه بذنوبه وخطاياه قال تعالي:( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).( البقرة:222).. وحتي تكون هذه التوبة صادقة فيجب أن يقلع الإنسان عن هذه المعصية وأن يندم علي فعله ويعزم ألا يعود إليه أبدا ويطلب العفو والصفح ممن مظلمته ويرد إليه مظلمته أو يتحللها منه, فقد روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:( من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه).. فإن كان طلب العفو والصفح سيؤدي إلي وقوع مفسدة أعظم كحدوث بغضاء وشحناء وعداوة بينهم فعليه أن يكثر من الدعاء والاستغفار له وأن يذكره بين الناس بما يحب أن يذكر به لكن لابد للحقوق أن ترد).
محمد علي عز - الإهرام-18-6-2010-.
بتصرف
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
من منا لا يذنب؟ ومن منا لم يقع في حبائل الشيطان ؟..
(رب أني مسني الشيطان بنصب وعذاب)؟؟.
ولكن البعض يكون عونا للشيطان علي المخطيء.. وذلك بفضح أمره وهتك ستره وتمزيق عرضه والتشهير به والحديث مع الناس عن معصيته..
هل اصبح التشهير بالناس مهنه وخوض ولعب؟ كيف يكون شعورك إذا ذلَّت نفسك ذلَّة وشهّروا بك؟.كم اتمنى ان اجد جوابا شافيا.
الستر مطلوب
الإسلام يدعو للستر وصيانة الأعراض وعدم تتبع عورات الناس والتشهير بهم.. فالله عز وجل ستير يحب الستر ويأمر عباده به.. ولقد جعل الله عز وجل الجزاء من جنس العمل.. فمن ستر عورة أخيه المسلم ستر الله عورته يوم القيامة, ومن كشف عورة أخيه المسلم كشف الله عورته حتي يفضحه بها في بيته.. والستر واجب حتي لا تشيع الفاحشة وحتي لا يعم ذكرها بين الناس.. والإسلام أمرنا بأن نحافظ علي أعراض الناس ولا نتتبع عوراتهم. ولقد جعل الله عز وجل العذاب الشديد في الآخرة في انتظار الذين يخوضون في أعراض الناس.
وأن النبي صلي الله عليه وسلم كان حريصا علي ستر العاصين,( وقصة ماعز - ' لو سترته بثوبك كان خيرا لك'.. وهذا يفرض علي كل مسلم إذا سمع عن أخيه ما يسوؤه أن يبادر بحسن الظن به ويرد غيبته حتي لا يشارك في الإثم لحديث أبي الدرداء عن النبي صلي الله عليه وسلم قال:( من رد عن عرض أخيه رد الله عن وجهه النار يوم القيامة)..
(((فالإنسان الذي غلبته نفسه فعصي الله في السر ولم يجهر بمعصيته لا يجوز أن نفضحه وننشر خطأه بين الناس)))
فستر هذا الشخص يعتبر عونا له على الشيطان. ويجب ألا نفضح أمر ذوي الهيئات وهم الذين اشتهر فضلهم بين الناس والذين كثر خيرهم. لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:( أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم إلا الحدود).. فإذا وقعت لهم عثرة يجب أن تقال عثرتهم, وألا تكشف سوأتهم, لئلا تنعدم قدوتهم عند الناس. .. فالمؤمن يستر وينصح والفاجر يهتك ويعير.. ويجب أن تكون في السر لأن النصيحة علي الملأ فضيحة.. قال الإمام الشافعي:' من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه, ومن وعظه علانية فقد فضحه وخانه'..
.. والفضيحة أحيانا!
.. يقول الدكتور محمد السيد الجليند.. هناك أناس ماتت ضمائرهم ولم يرعوا لحرمة المجتمع إلا ولا ذمة وأخذوا يعيثون في الأرض فسادا ولم يخشوا الله في السر ولا في العلانية بل أخذوا يجاهرون بالفسق والمعاصي ويتفاخرون بل ويسعون لنشر الرذيلة والفساد في المجتمع.. فهؤلاء هتكوا الستر الذي بينهم وبين الله وأحلوا للناس أعراضهم وينبغي أن يعاملوا بما يليق بهم لأنهم اسقطوا من أعينهم حرمة الله وحرمة الدين وحرمة المجتمع.
وطالب د. الجليند المجتمع بالتصدي لمروجي الفاحشة حتي لا ينتشر الفسق في المجتمع لأن شيوع هذه الأمراض وانتشار هذه الأوبئة في جسد الأمة وعدم إنكارها ومحاربتها نذير بانهيار المجتمع.. فهذه سنة الله في كونه... وتلك سنة الله, ولن تجد لسنة الله تبديلا.فالمؤمن يعظم شعائر الله والفاسق يستخف بحدود الله وشرعه وشرائعه.
مريض نفسي
..واعتبر الدكتور نبيل السمالوطي عميد كلية الدراسات الإنسانية السابق جامعة الأزهر أن قيام بعض الأشخاص الذين يحترفون التجارة بأعراض الناس بالجهر بجرائمهم الأخلاقية من خلال تصوير من يقع فريسة لهم في أوضاع مخلة علي شرائط وتوزيعها علي الناس لا يمكن تفسيره إلا في إطار أن أصحابه مصابون بأمراض نفسية أو أمراض عقلية أو لديهم عقد دفينة أو نزعات عدوانية مكبوتة. فلا يمكن لعاقل أن يرتكب مثل هذه الآثام التي هي من الكبائر والتي يعاقب الله صاحبها في الدنيا والآخرة.. أما بالنسبة لمن يحصلون علي شرائط تمثل فضائح وآثام ومنكرات لأناس آخرين مشهورين أو غير مشهورين ويتباهون بحيازتهم لهذه الأشرطة ويتبادلونها مع الآخرين أو ينشرونها علي الإنترنت فهذه أيضا جريمة كبري في الإسلام. وهؤلاء الناس مصابون أيضا بأمراض نفسية وعقد نقص يحاولون الفكاك منها من خلال ما يرتكبونه من آثام.
الخوض في الأعراض.. مرفوض
..ومن جانبه رفض الدكتور مصطفي مراد الأستاذ بكلية الدعوة جامعة الأزهر قيام بعض وسائل الإعلام ومواقع الانترنت بالترويج للفاحشة وذلك من خلال اتخاذ أعراض الناس وسيلة للابتزاز ولتحقيق الشهرة. وذلك بنشر فضائحهم وإظهار عوراتهم والاستطالة في أعراضهم تارة وبتلفيق آثام وأخطاء لم يقترفوها والتشهير بهم تارة أخري.. واعتبر أن هذه الأشياء من الأمور المحرمة في الإسلام وهؤلاء الأشخاص من المجرمين الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا؟؟. إذ يقول الحق سبحانه وتعالي في سورة النور:( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون).. كما أن الإسلام جعل استطالة الإنسان في عرض أخيه المسلم باحتقاره أو قذفه أو سبه جريمة أشد من جريمة الربا وأشد تحريما منها لأن العرض أعز وأغلي علي النفس من المال. أما مسائل الأعراض فهذه الجرائم لا يجوز نشرها من باب الحفاظ علي العورات وعدم التشهير بالناس.
الأسباب
وعن الأسباب التي تؤدي إلي قيام البعض بنشر فضائح وأخطاء الآخرين والتشهير بهم يقول الدكتور محمد عبد رب النبي من علماء الجمعية الشرعية: الخوض في أعراض الناس له أسباب عقدية وأخلاقية واجتماعية واقتصادية.. فالسبب العقدي يرجع لضعف الإيمان في القلوب والبعد عن منهج الله عز وجل وقلة الشعور بمراقبة الله للعبد فالإنسان لا يخوض في أعراض الناس إلا بسبب نسيانه لذنوبه وعيوبه ولو نظر إلي نفسه ما خاض في أعراض الناس لأن فيه من العيوب ما يكفيه عن النظر إلي عيوب الآخرين..فالإنسان يبصر القذي في عين غيره وينسي الجبء في عينه, والسبب الأخلاقي: أن نشر أخطاء الناس ثمرة لسوء السريرة ووجود النفس المريضة.. فبعض الأشخاص أصحاب النفوس الخبيثة عندما تقع بينه وبين أحد الأشخاص خصومة فإنه يطعن في أعراضهم ويظهر عيوبهم وأسرارهم لينتقص من قدرهم.. فإن لم يجد لهم أخطاء لفق له بعض الفضائح والتهم حتي يشفي غيظه ويبرد صدره, ومنها الحسد... فالنفس بطبيعتها جبلت علي حب الرفعة علي الآخرين, والإنسان الحسود عندما يري أحدا علا عليه واشتهر بين الناس فإنه يكره ذلك فيسعي لإزالة هذه المكانة بالقدح فيه في المجالس والخوض في عرضه لإلصاق العيوب به حتي تزول مكانته ووجهته.
والسبب الاجتماعي: أن الإنسان الذي يفضح الآخرين غالبا ما يكون صاحب مكانة دنيا في المجتمع ويريد لفت الأنظار إليه فيظن أنه بإشاعة الفضيحة سيرفع مكانته وأن القوم سيقدرونه وسيكثر من معارفه وأصدقائه, ومنها المداهنة والمجاملة لأصدقاء السوء.. ومن التمس رضا الناس بسخط الله سخط الله عليه وأسخط عليه الناس،وهذا الإنسان توعده رسول الله صلي الله عليه وسلم بالويل..
..وللتوبة شروط
.. وإذا أراد الإنسان أن يتوب إلي الله ويكفر عما ارتكبه في حق الناس من تشهير وخوض في أعراضهم يقول الشيخ عماد مالك إمام وخطيب بالأوقاف: من فضل الله علينا أن جعل باب التوبة مفتوحا علي مصراعيه فهو يعرف ضعفنا وتسلط الغرائز علينا ووسوسة الشيطان لنا, فالله عز وجل يغفر الذنوب كلها صغيرها وكبيرها فاسمه الغفار فمن شأنه أن يغفر واسمه العفو فمن شأنه أن يعفو فلا يعظم عليه ذنب, فمهما عظم الذنب فإن مغفرته أعظم منه..لذلك يجب علي الإنسان ألا يقنط من رحمة الله مهما بلغت ذنوبه قال تعالي:( قل يا عبادي الذين أسرفوا علي أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم).( الزمر:53)... فالله عز وجل يحب التوابين ويفرح بعبده المؤمن حينما يقبل عليه ويقف بين يديه ويعترف لمولاه بذنوبه وخطاياه قال تعالي:( إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين).( البقرة:222).. وحتي تكون هذه التوبة صادقة فيجب أن يقلع الإنسان عن هذه المعصية وأن يندم علي فعله ويعزم ألا يعود إليه أبدا ويطلب العفو والصفح ممن مظلمته ويرد إليه مظلمته أو يتحللها منه, فقد روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:( من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها فإنه ليس ثم دينار ولا درهم من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه).. فإن كان طلب العفو والصفح سيؤدي إلي وقوع مفسدة أعظم كحدوث بغضاء وشحناء وعداوة بينهم فعليه أن يكثر من الدعاء والاستغفار له وأن يذكره بين الناس بما يحب أن يذكر به لكن لابد للحقوق أن ترد).
محمد علي عز - الإهرام-18-6-2010-.
بتصرف
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
من منا لا يذنب؟ ومن منا لم يقع في حبائل الشيطان ؟..
(رب أني مسني الشيطان بنصب وعذاب)؟؟.
ولكن البعض يكون عونا للشيطان علي المخطيء.. وذلك بفضح أمره وهتك ستره وتمزيق عرضه والتشهير به والحديث مع الناس عن معصيته..
هل اصبح التشهير بالناس مهنه وخوض ولعب؟ كيف يكون شعورك إذا ذلَّت نفسك ذلَّة وشهّروا بك؟.كم اتمنى ان اجد جوابا شافيا.
لمن يفهم ؟؟
قال
رسول الله فى حق سكران شتم:
لا تَكُونُوا عَوْنًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى أَخِيكُمْ" ".
رواه البخاري عن أبي هريرة مرفوعا في حديث الذي أتى به النبي وهو سكران وقال له رجل من القوم: اللهم العنه؟؟.
الغيبة من كبائر الذنوب ، ولا شك أن جميع المسلمين يدركون هذا ، ويعلمون ما للمغتاب من عذاب عند الله*ويحسبونها هيِّنا وهو عند الله عظيم.
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ لَهُ : مَا الْغِيبَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ , " قَالَ : أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : " إِنْ كَانَ فِي أَخِيكَ مَا تَقُولُ ، فَقَدِ اغْتَبْتُهُ , وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ مَا تَقُولُ ، فَقَدْ بَهَتَّهُ " .
وأصح حَدِيث فِي كَفَّارَةِ الْغِيبَةِ مَاذكره الْبُخَارِيّ فِي تاريخه ،عنْ أَبُو هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَنْ كَانَ عِنْدَهُ مَظْلَمَةٌ لأَخِيهِ فَلْيَسْتَحِلَّهُ مِنْهَا " . ثُمّ قَالَ الْبُخَارِيّ : وهذا أصح .
يعني:
لا کفاره فی الغیبه
فلا يكفرها إلا عفوُ أصحابها عنها ومغفرتهم لها ، ، فيطلب منه العفو والصفح ، ويعتذر إليه بالكلام اللين والحسن ، ويبذل في ذلك ما يستطيع ، حتى إن اضطر إلى شراء الهدايا القيمة الغالية ، أو تقديم المساعدة المالية ، فقد نص العلماء على جواز ذلك كله في سبيل التحلل من حقوق العباد* وليخرس كل العلماء في كفارة الغيبة بعد هذا الحديث*ودليل ذلك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم حين يقول :
(مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ ) رواه البخاري(2449)* وهذا الوعيد في هذه الأحاديث يدل على أن الغيبة من الكبائر*
يعني: أن الغيبة لا يكفرها إلا عفو صاحب المظلمة عنها؟؟. وطلب العفو ممن اغتبته. والغيبة والنميمة محرمتان بإجماع المسلمين.ووعيد شديد على الغيبة في أقبح حالة وأشوه صورة
حديث الاسراء والمعراج قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " لَمَّا عُرِجَ بِي ، مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ ، يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ ، فَقُلْتُ : مَا هَؤُلاءِ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَؤُلاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ) *إسناده حسن.
وختام مسك:
(((فالإنسان الذي غلبته نفسه فعصي الله في السر ولم يجهر بمعصيته لا يجوز أن نفضحه وننشر خطأه بين الناس)))
(مَنْ كَانَتْ لَهُ مَظْلَمَةٌ لِأَخِيهِ مِنْ عِرْضِهِ أَوْ شَيْءٍ فَلْيَتَحَلَّلْهُ مِنْهُ الْيَوْمَ قَبْلَ أَنْ لَا يَكُونَ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ ، إِنْ كَانَ لَهُ عَمَلٌ صَالِحٌ أُخِذَ مِنْهُ بِقَدْرِ مَظْلَمَتِهِ ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَاتٌ أُخِذَ مِنْ سَيِّئَاتِ صَاحِبِهِ فَحُمِلَ عَلَيْهِ ) رواه البخاري(2449)*
وبعد هذا الطرح الشامل الصحيح:
"إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ " إسناده حسن رجاله ثقات .
"إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ"