17- باب في وجوب الانقياد لحكم الله تعالى
وما يقوله من دُعي إلى ذلك ، وأُمِرَ بمعروف أو نُهِيَ عن
منكر
168- عن أَبِي هريرة رضي اللَّه عنه ، قال : لَمَّا نَزَلَتْ عَلَى رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم
: { للَّهِ ما في السَّمواتِ وَمَا فِي الأرض وإن تبدوا مافِي
أَنْفُسِكُمْ أَوْ تُخْفوهُ يُحاسبْكُمْ بِهِ اللَّه} الآية
[البقرة 283 ] اشْتَدَّ ذلكَ عَلَى أَصْحابِ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ
وسَلَّم ، فأَتوْا رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم، ثُمَّ برَكُوا عَلَى
الرُّكَب فَقالُوا : أَيْ رسولَ اللَّه كُلِّفَنَا مِنَ الأَعمالِ مَا نُطِيقُ :
الصَّلاَةَ وَالْجِهادَ وَالصِّيام وَالصَّدقةَ ، وَقَدَ أُنْزلتْ عليْكَ هَذِهِ
الآيَةُ وَلا نُطِيقُهَا . قالَ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم
: «أَتُريدُونَ أَنْ تَقُولوا كَمَا قَالَ أَهْلُ الْكِتابَين مِنْ
قَبْلكُمْ : سَمِعْنَا وَعصينَا ؟ بَلْ قُولوا : سمِعْنا وَأَطَعْنَا غُفْرانَك
رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمصِيرُ » فَلَمَّا اقْتَرَأَهَا الْقَومُ ، وَذَلقَتْ بِهَا أَلْسِنتهُمْ ،
أَنَزلَ اللَّه تَعَالَى في إِثْرهَا : { آمنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِليْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤمِنونَ
كُلٌّ آمنَ بِاللَّه وَملائِكَتِهِ وكُتبِه وَرُسُلهِ لا نُفرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ
مِنْ رُسُلهِ وَقالوا سمعْنَا وَأَطعْنا غُفْرَانكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصيرُ
} فَلَمَّا فعَلُوا ذلك نَسَخَهَا اللَّه تَعَالَى ، فَأَنْزَلَ اللَّه
عَزَّ وَجَلَّ : { لا يُكلِّفُ اللَّه نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبتْ
وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبتْ ، رَبَّنَا لا تُؤاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَو
أَخْطَأْنَا }
قَالَ : نَعَمْ { رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا
حمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا } قَالَ: نعَمْ
{ رَبَّنَا ولا تُحَمِّلْنَا مَالا طَاقَةَ لَنَا بِهِ
} قَالَ : نَعَمْ { واعْفُ عَنَّا واغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْت مَوْلانَا
فانْصُرنَا عَلَى الْقَومِ الْكَافِرينَ } قَالَ : نعَمْ . رواه
مسلم .
18- باب النَّهي عن البِدَع ومُحدثات الأمور
169- عن عائشةَ ، رضي اللَّه عنها ، قالت قال رسولُ اللَّه صَلّى
اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « منْ أَحْدثَ في أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فهُو رَدٌّ
» متفقٌ عليه .
وفي رواية لمسلمٍ : « مَنْ عَمِلَ عمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُو ردٌّ
» .
170- وعن جابرٍ ، رضي اللَّه عنه ، قال : كان رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، إِذَا خَطَب
احْمرَّتْ عيْنَاهُ ، وعَلا صوْتُهُ ، وَاشْتَدَّ غَضَبهُ ، حتَّى كَأَنَّهُ
مُنْذِرُ جَيْشٍ يَقُولُ : «صَبَّحَكُمْ ومَسَّاكُمْ » وَيقُولُ : « بُعِثْتُ أَنَا والسَّاعةُ كَهَاتيْن » وَيَقْرنُ بين أُصْبُعَيْهِ ، السبَابَةِ ، وَالْوُسْطَى ،
وَيَقُولُ: « أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ خَيرَ الْحَديثَ كِتَابُ اللَّه ، وخَيْرَ
الْهَدْى هدْيُ مُحمِّد صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، وَشَرَّ الأُمُورِ
مُحْدثَاتُهَا وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ » ثُمَّ يقُولُ : « أَنَا أَوْلَى بُكُلِّ مُؤْمِن مِنْ نَفْسِهِ . مَنْ تَرَك مَالا
فَلأهْلِهِ ، وَمَنْ تَرَكَ دَيْناً أَوْ ضَيَاعاً، فَإِليَّ وعَلَيَّ
» رواه مسلم .
وعنِ الْعِرْبَاض بن سَارِيَةَ ، رضي اللَّه عنه ، حَدِيثُهُ السَّابِقُ
في بابِ الْمُحَافَظةِ عَلَى السُّنَّةِ.