صدى الزواقين وزان وجبالة

صدى الزواقين Echo de Zouakine
صدى الزواقين وزان وجبالة echo de zouakine ouezzane et jbala

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين وزان وجبالة

صدى الزواقين Echo de Zouakine
صدى الزواقين وزان وجبالة echo de zouakine ouezzane et jbala

صدى الزواقين وزان وجبالة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صدى الزواقين وزان وجبالة ذكريات تراث تقاليد تعارف ثقافة وترفيه


    الحكم القاطع على من حرم الانشاد على السامع

    الشيخ الداودي
    الشيخ الداودي
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 1046
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 20/07/2008
    نقاط : 1858

    iqrae الحكم القاطع على من حرم الانشاد على السامع

    مُساهمة من طرف الشيخ الداودي الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 22:59


    الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد:

    فهذه إعادة لموضوع حكم الغناء وآلاته رأينا إعادة نشرها مرة أخرى للفائدة.

    وينبغي أن نشير إلى أن غالب الموضوع أخذ من كتابي الشيخ القرضاوي "فقه الغناء والموسيقى" من منشورات مكتبة وهبة ,وكتاب الدكتور سالم الثقفي "أحكام الغناء والمعازف وأنواع الترفيه الهادف" وهو من منشورات دار البيان بالقاهرة وكنت عما قريب بسور الأزبكية بالقاهرة ووجدت أحد البائعين به يقول إنه قد اشترى دار البيان ويبيع الكتاب بسعر زهيد جدا وهو 15 جنيها.
    على أننا لم نكتف بالكتابين فقط وإنما أضفنا بعض الأبحاث الأخرى واجتنبنا بعض زلات الكتابين وقصورهما كما اطلعنا على بعض الأبحاث الأخرى ونعدكم بغضافة المزيد إن شاء الله تعالى.
    أقوال العلماء في أحاديث الغناء:
    قال ابن حزم في المحلى (9/59): ولا يصح في هذا الباب شئ أبدا وكل ما فيه فموضوع ومنقطع.
    وقال: والله لو أسند جميعه أو واحد منه فأكثر من طريق الثقات إلى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- لما ترددنا في الأخذ به.

    وقد وافق ابن حزم على ذلك أبو بكر بن العربي المالكي (أحكام القرآن)(3/1494) وقال: لم يصح في التحريم شئ بحال.

    وكذلك قاله الغزالي (3/250) وابن النحوي في العمدة وهكذا ابن طاهر: إنه لم يصح منها حرف واحد (النيل 8/107).

    قال الشوكاني مقرا بذلك: والمراد ما هو مرفوع منها وإلا فحديث ابن مسعود في تفسير قوله تعالى: "ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله" قد تقدم أنه صحيح...أ.هـ

    وقال العلامة الفاكهاني: "لم أعلم في كتاب الله، ولا في السنة، حديثًا صحيحًا صريحًا في تحريم الملاهي، وإنما هي ظواهر وعمومات يُتأنّس بها، لا أدلة قطعية" نقله عنه الشوكاني في النيل.


    الحديث الأول:
    الحديث الذي رواه البخاري قال: وقال هشام بن عمار : حدثنا صدقة بن خالد : حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر : حدثنا عطية بن قيس الكلابي : حدثني عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال : حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري - والله ما كذبني - سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : " ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف .
    ولينزلن أقوام إلى جنب علم يروح عليهم بسارحة لهم يأتيهم لحاجة فيقولون : ارجع إلينا غدا فيبيتهم الله ويضع العلم ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة".

    قال ابن حزم بأنه منقطع بين البخاري وبين صدقة بن خالد وقد رجح بعض العلماء أنه سقط قلم خاصة أن "هشام بن عمار" بينهما وقال بعضهم أنه كان يقصد أن الانقطاع بين البخاري وهشام بن عمار.

    وقد أجاب المانعون على هذه النقطة بأنه:
    قد وصل الحديث لهشام بن عمار في أماكن أخرى برواة ثقات كالآتي:

    أ-وصله الإسماعيلي في مستخرجه على صحيح البخاري عن الحسن بن سفيان حدثنا هشام بن عمار حَدَّثَنَا صَدَقَةُ بْنُ خَالِدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ حَدَّثَنَا عَطِيَّةُ بْنُ قَيْسٍ الْكِلَابِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ غَنْمٍ الْأَشْعَرِيُّ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو عَامِرٍ أَوْ أَبُو مَالِكٍ الْأَشْعَرِيُّ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ.(الفتح 10/53).

    ب-وصله الحافظ أبو نعيم أيضا في مستخرجه على البخاري بلفظه من رواية عبدان بن محمد المروزي ومن رواية أبي بكر الباغندي كلاهما عن هشام بن عمار به (حاشية المعجم الكبير للطبراني 3/282).

    ج-وصله الطبراني في المعجم الكبير (3/282) حدثنا موسى بن سهل الجوني البصري ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة بن خالد ثنا بن جابر ثنا عطية بن قيس الكلابي ثنا عبد الرحمن بن غنم حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري والله ما كذبني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرير والخمر والمعازف...الحديث.

    د-ورواه الطبراني في مسند الشاميين (588) عن محمد بن يزيد بن عبد الصمد عن هشام بن عمار به.

    هـ-ورواه ابن حبان في صحيحه (8/265) أخبرنا الحسين بن عبد الله القطان ، قال : حدثنا هشام بن عمار ، قال : حدثنا صدقة بن خالد ، قال : حدثنا ابن جابر ، قال : حدثنا عطية بن قيس ، قال : حدثنا عبد الرحمن بن غنم ، قال : حدثنا أبو عامر و أبو مالك الأشعريان سمعا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (( ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرير والخمر والمعازف)) .

    و-في السنن الكبرى للبيهقي (10/221): أخبرنا أبو عمرو محمد بن عبد الله الأديب أنبأ أبو بكر الإسماعيلي أخبرني الحسن يعني ابن سفيان ثنا هشام بن عمار ثنا صدقة يعني ابن خالد ثنا ابن جابر عن عطية بن قيس عن عبد الرحمن بن غنم حدثني أبو عامر أو أبو مالك الأشعري ، والله يميناً أخرى ، ما كذبني : أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" ليكونن في أمتي أقوام يستحلون الحرير والخمر والمعازف ...الحديث".

    وكل ما سبق من إسناد هذه الروايات بعد هشام بن عمار بإسناد البخاري السابق عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري "بالشك" إلا من طريق ابن حبان فهو من روايتهما معا بالجزم.

    وقد رد المجيزون بالآتي:
    يرد بأن وصله بالاستخراج من جهة الإسماعيلي وأبي نعيم ومن جهة الطبراني من وجهين ومن جهة ابن حبان والبيهقي من وجه عن هشام بن عمار.

    نقول:وصله من هذه الوجوه كلها لا يفيد شيئا ولا يرفع الإشكال الحاصل في الحديث بل لا يقدم ولا يؤخر مثقال ذرة للآتي:

    *لأن مداره في هذه الطرق على هشام بن عمار والقول فيه:
    بأنه لا يسلم من ملابسة البدعة وقوله بخلاف ما عليه أهل السنة وفعله ما يعد من خوارم المروءة وربما يقع في حديثه غرائب عن شيوخ الشام وكان يلقن فيتلقن وله ما ينكر.

    وبيان ذلك:
    أن هشاما بن عمار قد حدث عن ابن لهيعة بالإجازة وعن سويد بن عبد العزيز وانتقد أحاديث عنه ابن معين.
    وروى عن الوليد بن مسلم وروى الوليد عنه وحدث عن اسماعيل بن عياش وسمع من معروف الحناط...وهم ضعاف.
    وعموما فحديثه القديم أصح كما ذكر الخليلي في الإرشاد (1/446).

    وذكر الحافظ المزي في "تهذيب الكمال" (3/1444) والحافظ ابن حجر في "هدي الساري" ص 448 والذهبي في الميزان (4/302) قالوا:
    قال أبو داود قد حدث هشام بأرجح من أربع مئة حديث ليس لها أصل مسنده كلها.

    قال أبو حاتم : هشام ابن عمار لما كبر تغير فكل ما دفع إليه قرأه ، و كلما لقن تلقن ، و كان قديما أصح ، كان يقرأ من كتابه .
    وكذلك قال ابن سبار.

    وأنكر عليه ابن وارة وغيره أخذه الأجرة على التحديث.
    قال ابن وارة: عزمت زمانا أن امسك عن حديث هشام بن عمار لأنه كان يبيع الحديث.
    وكان يأخذ على كل ورقة درهما ...ويشارط ويقول: إن كان الخط دقيقا فليس بيني وبين الدقيق عمل.

    قال الذهبي: قلت: ولم يكن محتاجا وله اجتهاده.. وقال: له ما ينكر.

    وقال الذهبي (السير 11/420-435):كان فضلك يدور على أحاديث أبي مسهر وغيره يلقنها هشاما فيحدثه بها وكنت أخشى أن يفتق في الإسلام فتقا.

    وقال الإمام أحمد عن هشام بن عمار: كان طياشا خفيفا ورماه بالتجهم وقال: قاتله الله وأمر بإعادة صلاة من صلى خلفه.

    وسبب قول الإمام أحمد ذلك في هشام ما رواه الحافظ الذهبي في السير (11/432) والميزان (4/304) قال:
    وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ المَرُّوْذِيُّ فِي كِتَابِ (القَصَصِ):
    وَرَدَ عَلَيْنَا كِتَابٌ مِنْ دِمَشْقَ: سَلْ لَنَا أَبَا عَبْدِ اللهِ، فَإِنَّ هِشَاماً قَالَ: لَفْظُ جِبْرِيْلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ، وَمُحَمَّدٌ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالقُرْآنِ مَخْلُوْقٌ.
    فسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ: أَعْرِفُهُ طَيَّاشاً، لَمْ يَجْتَرِ الكَرَابِيْسِيُّ أَنْ يَذْكُرَ جِبْرِيْلَ وَلاَ مُحَمَّداً.
    هَذَا قَدْ تَجَهَّمَ فِي كَلاَمٍ غَيْرِ هَذَا.

    وقال:إن صلوا خلفه فليعيدوا الصلاة.

    بالإضافة إلى أن الإمام أحمد بلغه عن هشام أنه قال في خطبته وكان إماما للجامع الأموي بدمشق بثلاث سنوات:
    "الحمد لله الذي تجلى لخلقه بخلقه".
    قال الذهبي: فهذه الكلمة لا ينبغي إطلاقها وإن كان لها معنى صحيح لكن يحتج بها الحلولي والاتحادي.

    ومما يعزز ذلك كله إن الإمام البخاري لم يسند هذا الحديث إلى أبي مالك أو أبي عامر إلا بلفظ "محتمل" ولم يعزه إليه إلا بصيغة التعليل بالانقطاع وهي "قال" التي هي ظاهرة للتدليس.
    وذلك رغم أنه قد رحل إلى الشام وتلقى عن حفاظها وأسند ما روي عنهم إليهم مما اطمأنت النفس إليه.

    ولو قيل: إنه سمع هذا من هشام أثناء رحلته تلك إلى الشام وهذا منتف في المعلقات.
    لرد على ذلك :إذا كيف يعزوه إليه بلفظ "محتمل" على غير عادته؟
    اللهم إلا لعلة عرفها قادحة في الحديث أو آفة مانعة في هشام لم يتحقق معهما أو أحدهما شرطه في هذا الحديث.

    ولا يمكن توفر مثل هذا في حديث هشام لأن الإمام البخاري إنما رواه بصيغة التعليق ولا يكون ذلك إلا في حديث سقط بينه وبين راويه من علق عنه.

    وإن قيل:ربما لم يسمع البخاري هذا الحديث من هشام وإنما بلغه أنه قاله.
    فالرد على ذلك أقوى: لأن هذا الحديث ليس متصلا وشرطه لوصله في الصحيح ولو بواسطة لم يتحقق فيه.

    ويحتمل أن يكون البخاري قد بلغه هذا الحديث عن هشام عندما تغير فيكون علمه به والحال على ذلك كعدمه وبذلك يبقى الانقطاع قائما فيه.

    وقد أحس الحافظ ابن حجر شارح البخاري بذلك الخلل وعبر عنه باندهاش وصرامة فقال (الفتح 10/53):
    "فهذا ما كان أشكل أمره علي والذي يظهر لي الآن أنه لقصور في سياقه وهو هنا تردد هشام في اسم الصحابي"أ.هـ

    وهنا أقول:بل ما خفي على الحافظ من الخلل الذي جعله مما كان أشكل عليه أمره أقوى مما ذكر لأن الشك في اسم الصحابي عند علماء الحديث لا يضر لأن الصحابة كلهم عدول.

    فلينتبه لهذا الحذاق فما وراء ذلك أعظم وليس غير الانقطاع الذي لم يتم وصله عند البخاري.


    وقد انقطعتم عن تفنيد ما قيل فيه مما يوجب إطراح حديثه إلا قولكم: البخاري لا يروي إلا عن الثقات وقد روى له في البيع وفي مناقب أبي بكر موصولا ومعلقه هنا بالجزم ولا يجزم إلا بما يصلح به القبول..إلخ.

    والرد عليهم:
    هذا كله لا يفيد لأن البخاري لم يخرج له إلا حديثين متصلين أولهما في البيوع (3/75):
    قال البخاري: حدثنا هشام بن عمار : حدثنا يحيى بن حمزة : حدثنا الزبيدي ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله : أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه ،
    عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (كان تاجر يدان الناس ، فإذا رأى معسراً قال لفتيانه : تجاوزا عنه ، لعل الله أن يتجاوز عنا ، فتجاوز الله عنه).

    والثاني: في مناقب أبي بكر حيث قال: حدثني هشام بن عمار : حدثنا صدقة بن خالد : حدثنا زيد بن واقد ، عن بسر بن عبيد الله ، عن عائذ الله أبي إدريس ، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
    .....فهل أنتم تاركوا لي صاحبي؟).
    بمتابعة عبد الله بن العلاء بن زبر عن بسر بن عبيد الله بهذا الإسناد (هدي الساري 449).

    أقول: فكأن البخاري استدل بهشام في موضوع واحد فقط هو في البيوع متصلا.

    *والذي يبدو أن الإمام البخاري بحكم قصر مدة المعاصرة ولقيا هشام في الشام –وقد لقيه قبل وفاته بخمس عشرة سنة- لم يطلع على ما كان عليه هشام في باب التجلي واللفظ بالقرآن لأن هشاما لم يتول إمامة أهل دمشق بجامع بني أمية إلا بعد موت ابن ذكوان سنة 242هـ.

    وكان هشام أكبر من ابن ذكوان بعشرين عاما ومع فارق السن بينهما –لصالح هشام- كان الذي تولى إمامة أهل الشام ابن ذكوان بعد أيوب بن تميم إلى أن مات ابن ذكوان فأعطيت لهشام قبل وفاته بثلاث سنين (انظر السير للذهبي 11/425).

    *هذا من جهة ومن جهة أخرى:
    فقد نبه شارح البخاري في مقدمة شرحه (هدي الساري 17) فقال (بتصرف):
    ما لا يوجد فيه إلا معلقا ولا يلتحق بشرطه مما قال فيه "قال" لكونه لم يحصل عنده مسموعا أو سمعه وشك في سماعه له من شيخه أو سمعه من شيخه مذاكرة فما رأى أنه يسوقه مساق الأصل...
    قال:وما لا يلتحق بشرطه فقد يكون صحيحا على شرط غيره وقد يكون حسنا صالحا للحجة وقد يكون ضعيفا لا من جهة قدح في رجاله بل من جهة انقطاع يسير في إسناده.
    وهذا الأخير متحقق في حديث هشام هذا!
    وهنا يقال: فما بالك مع القدح في الراوي الذي مدار الحديث عليه في رواية البخاري وفي جميع الروايات التي تم وصله فيها إلى من علق الحديث عنه وهو هشام؟!

    الشيخ الداودي
    الشيخ الداودي
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 1046
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 20/07/2008
    نقاط : 1858

    iqrae رد: الحكم القاطع على من حرم الانشاد على السامع

    مُساهمة من طرف الشيخ الداودي الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 23:05


    وقد أجاب المانعون على كل هذا بقولهم:
    على فرض صحة كلامكم في هشام فقد وصل الحديث إلى أبي مالك الأشعري من طرق وأسانيد أخرى غير ما سبق ليس فيها هشام بن عمار وجميعها إلى أبي مالك سوى من وجه عند أبي داود عن أبي عامر أو أبي مالك الأشعري وكذلك روى من وجه عن عبادة بن الصامت ليس عن هؤلاء جميعا...وإليك ذلك كله:

    أ-روى ابن أبي شيبة (8/107) قال: حدثنا أبو بكر قال حدثنا زيد بن الحباب عن معاوية بن صالح قال حدثنا حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم قال : تذاكرنا الطلاء فدخل علينا عبد الرحمن بن غنم فتذاكرناه فقال : حدثني أبو مالك الأشجعي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : يشرب أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يضرب على رؤوسهم بالمعازف و القينات يخسف الله بهم الأرض و يجعل منهم القردة و الخنازير .

    ب- وفي السنن الكبرى للبيهقي من وجه آخر (8/259): أخبرنا أبو عبد الله الحافظ و أبو عبد الرحمن السلمي و أبو زكريا بن أبي إسحق و أبو بكر بن الحسن قالوا ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب أنبأ محمد بن عبد الله بن عبد الحكم أنبأ ابن وهب أخبرني معاوية بن صالح عن حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري عن أبي مالك الأشعري :
    عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال : ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها ، و تضرب على رءوسهم المعازف ، يخسف الله بهم الأرض ، و يجعل منهم قردةً و خنازير.

    ج- وروى الإمام أحمد في مسنده (5/342) حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا زيد بن الحباب ثنا معاوية بن صالح حدثني حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم قال :
    كنا جلوساً مع ربيعة الجرشي فتذاكرنا الطلاء في خلافة الضحاك بن قيس ، فإنا لكذلك إذ دخل علينا عبد الرحمن بن غنم صاحب النبي صلى الله عليه و سلم فقلنا اذكروا الطلاء ، فتذاكرنا الطلاء ، قال أبو عبد الرحمن : كذا قال زيد بن الحباب ـ يعني عبد الرحمن بن غنم ـ صاحب النبي صلى الله عليه و سلم فقال : حدثني أبو مالك الأشعري أنه سمع النبي صلى الله عليه و سلم يقول : ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها.

    د- وروى أبو داود تحت ترجمة "باب في الداذي والباذق" (مع العون 10/152):حدثنا أحمد بن حنبل ، قال : ثنا زيد بن الحباب ، قال ثنا معاوية بن صالح ، عن حاتم بن حريث عن مالك بن أبي مريم قال :
    دخل علينا عبد الرحمن بن غنم فتذاكرنا الطلاء فقال : حدثني أبو مالك الأشعري أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها .

    هـ- وفي سنن ابن ماجة (2/1333) حدثنا عبد الله بن سعيد ، حدثنا معن بن عيسى ، عن معاوية بن صالح ، عن حاتم بن حريث ، عن مالك بن أبي مريم ، عن عبد الرحمن بن غنم الأشعري ، عن أبي مالك الأشعري ، قال :
    قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها ، يعزف على رءوسهم بالمعازف و المغنيات ، يخسف الله بهم الأرض ، و يجعل منهم القردة و الخنازير .

    وقد رد المجيزون بالآتي:
    يرد بأن الروايات الخمس المذكورة بدون شك في اسم الصحابي مختلفة في ألفاظها عن الروايات التي رويت مع الشك في اسم الراوي وبدونه أحيانا وهذا اضطراب وسيأتي بيان هذه العلة في الحديث ككل.

    وفوق هذا كله لم تصح من وجه منها:
    فعند ابن أبي شيبة والبيهقي وأحمد وأبي داود وابن ماجة مدار الحديث فيها على ضعيف ومجهول:

    فأما الضعيف فهو معاوية بن صالح.
    وأما المجهول: فهو مالك بن أبي مريم.

    فأما معاوية بن صالح الحضرمي الحمصي:
    فكان يحيى بن سعيد لا يرضاه.
    وقال الرازي: لا يحتج به.
    وقال الأزدي: ضعيف. عن ابن الجوزي.
    وقال الذهبي: كان يحيى القطان يتعنت ولا يرضاه.
    وقال ابن أبي حاتم:قال أبي: لا يحتج به.
    وكذا لم يخرج له البخاري ولينه ابن معين.
    قال الذهبي في الميزان (4/135): ومن مفاريد معاوية بن صالح "ليشربن ناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها".
    لكن روى عنه مسلم وقال أحمد وأبو زرعة:خرج من حمص قديما وكان ثقة.

    ومن الغريب أن معاوية هذا ورد عنه ما يلي:
    جاء في الضعفاء الكبير (4/183): حدثنا حجاج بن عمران قال: حدثنا أحمد بن سعيد بن أبي مريم قال:سمعت خالي موسى بن سلمة قال: أتيت معاوية بن صالح لأكتب عنه فرأيت أداة الملاهي قال: فقلت: ما هذا؟ قال:شئ نهديه إلى ابن مسعود صاحب الأندلس قال:فتركته ولم اكتب عنه.

    وأما الراوي المجهول فهو مالك بن أبي مريم الحكمي:
    قال ابن حزم: لا يدرى من هو.
    وقال الذهبي: لا يعرف.
    أفادهما ابن حجر في تهذيب التهذيب (10/21).


    الشيخ الداودي
    الشيخ الداودي
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 1046
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 20/07/2008
    نقاط : 1858

    iqrae رد: الحكم القاطع على من حرم الانشاد على السامع

    مُساهمة من طرف الشيخ الداودي الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 23:06



    وقد رد المانعون بأن الحديث جاء في مكان آخر وليس فيها ذكر هؤلاء الرواة الضعاف ك(هشام بن عمار) و (معاوية بن صالح الحضرمي) والراوي المجهول -على الراجح- (مالك بن أبي مريم) كالآتي:

    أ- وفي سنن أبي داود (مع العون 11/83) تحت ترجمة "باب ما جاء في الخز" حدثنا عبد الوهاب بن نجدة ، ثنا بشر بن بكر ، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر ، قال : ثنا عطية بن قيس قال : سمعت عبد الرحمن بن غنم الأشعري قال : حدثني أبو عامر أو أبو مالك و الله يمين أخرى ما كذبني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الخز و الحرير و ذكر كلاماً قال : يمسخ منهم آخرون قردة و خنازير إلى يوم القيامة .
    قال أبو داود : و عشرون نفساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أقل أو أكثر لبسوا الخز : منهم أنس و البراء بن عازب .

    يقول الشيخ الألباني في كتابه (تحريم آلات الطرب):
    (لكن ليس فيه التصريح بموضع الشاهد منه وإنما أشار إليه بقوله : " وذكر كلاما " وقد جاء مصرحا به في رواية ثقتين آخرين من الحفاظ وهو (قلت: الأزهري الأصلي: لعله تصحيف وأظنه يقصد "وهما"):
    عبد الرحمن بن إبراهيم الملقب ب ( دحيم ) قال : ثنا بشر بلفظ البخاري المتقدم :" يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف . . " الحديث .
    أخرجه أبو بكر الإسماعيلي في " المستخرج على الصحيح " كما في " الفتح " ( 10 / 56 ) و" التغليق " ( 5/19 ) ومن طريق الإسماعيلي البيهقي في " السنن " ( 3 / 272 ) .
    والآخر ( عيسى بن أحمد العسقلاني ) قال : نا بشر بن بكر به إلا أنه قال : " الخز " بالمعجمتين والراجح بالمهملتين كما في رواية البخاري وغيره . انظر " الفتح " ( 10 / 55 ) .
    أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " ( 19 / 152 ) من طريق الحافظ أبي سعيد الهيثم بن كليب الشاشي : نا عيسى بن أحمد العسقلاني به مطولا .
    وهذه الطريق مما فات الحافظ فلم يذكره في " الفتح " بل ولا في " التغليق " فالحمد لله على توفيقه وأسأله المزيد من فضله )انتهى كلام الشيخ الألباني.

    قلت (الأزهري الأصلي):
    سيأتي الكلام عن هذا الحديث في علة الاضطراب في نهاية البحث ولكن يهمنا هنا أن نقول أن رجاله ثقات وهو أقوى طرق الحديث.

    الشيخ الداودي
    الشيخ الداودي
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 1046
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 20/07/2008
    نقاط : 1858

    iqrae رد: الحكم القاطع على من حرم الانشاد على السامع

    مُساهمة من طرف الشيخ الداودي الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 23:07


    قلت (الأزهري الأصلي):
    ما سبق كان الكلام عن سند الحديث ورواته من حيث ظاهرها والآن حان دور الكلام على الحديث من حيث علله الخفية ودرايته:

    العلة الأولى:
    عدم تسليم دلالته على التحريم مطلقا:
    وفي هذا عدة وجوه:

    الوجه الأول:
    لفظة "يستحلون" ليست نصا في التحريم "هذا على اعتبار صحة الحديث وصحة دلالته على مقتضاه لو كان ذلك موضع تسليم".
    فقد ذكر ابن العربي لذلك معنيين:
    أحدهما: أن المعنى يعتقدون أن ذلك حلال.
    ثانيهما:أن يكون مجازا عن الاسترسال في استعمال تلك الأمور كالاسترسال في الحلال. قال: وقد سمعنا ورأينا من يفعل ذلك (انظر فتح الباري (10/55) ونيل الأوطار (8/106)).

    وقد أجاب المحرمون على هذا بقولهم:
    بأن الوعيد على الاعتقاد يشعر بتحريم الملابسة بفحوى الخطاب وأما دعوى التجوز فالأصل الحقيقة ولا ملجأ إلى الخروج عنها (قلت: الأزهري الأصلي: ينبغي أن يقيد هذا بجملة: "إلا بدليل").

    ورد على ذلك المجوزون بأمرين:
    الأول: أن الاعتقاد الراجح هو الإباحة للغناء وآلاته وهو مأخوذ من دليل خارج هو أصح وأصرح وأقوى وأرجح.
    وهو: ما كان أقره المشرع الحكيم عليه أفضل الصلاة والسلام بعد سماعه للغناء مرات عديدة وإذنه فيه على ضوء ما تقدم فلا يصار إلى فحوى الخطاب مع وجود نص الخطاب.
    ولا سيما وأحاديث إباحة الغناء والضرب عليه أخرجها البخاري ومسلم وأصحاب السنن وأحمد وغيرهم وقد اشتهرت واستفاضت ولا معارض لها ولا معترض عليها.

    الثاني:إن الحقيقة إنما يصار إليها إذا تعينت وتعينها هنا ليس إلا من قبيل الدعوى ليس غير.

    الوجه الثاني:
    إن المعازف مختلف في مدلولها.
    فالمعازف: جمع معزفة –بفتح الزاي- وهي: آلات الملاهي.
    ونقل القرطبي عن الجوهري إن المعازف: الغناء والذي في صحاحه: إنها آلات اللهو.
    وقيل أصوات الملاهي.
    وفي حواشي الدمياطي: المعازف: الدفوف وغيرها مما يضرب به ويطلق على الغناء: عزف وعلى كل لعب: عزف.
    (انظر فتح الباري (10/55) وعمدة القاري (17/301))

    والذي في تاج العروس (6/197-198): المعازف: الملاهي التي يضرب بها العود والطنبور والدف وغيرها.
    وفي موضع آخر: كل لعب: عزف وتعازفوا أي تناشدوا الأراجيز أو هجا بعضهم بعضا وقيل: تفاخروا.
    والعازف: اللاعب بها –أي الملاهي- وأيضا: المغني.

    وإذا كان اللفظ محتملا لأن يكون للآلة ولغير الآلة لم ينتهض للاستدلال به على الآلة وحدها أو الغناء وحده أو الرجز أو الشعر فقط إلا بدليل مخصص (نيل الأوطار (8/106)) ولا يوجد دليل مخصص لأنه إما يكون مشتركا والراجح التوقف فيه أو حقيقة ومجازا ولا يعين المعنى الحقيقي.

    وقد أجاب المانعون بقولهم:
    يجاب بأنه يدل على تحريم استعمال ما صدق عليه الاسم.
    والظاهر: الحقيقة في الكل من المعاني المنصوص عليها من أهل اللغة وليس من قبيل المشترك لأن اللفظ لم يوضع لكل واحد على حدة بل وضع للجميع.
    على أن الراجح جواز استعمال المشترك في جميع معانيه مع عدم التضاد كما تقرر في الأصول قاله الشوكاني في النيل (8/106- 107).

    وقد رد المجوزون على هذا بالآتي:
    يرد عليهم بالنقض والمعارضة:
    فأما النقض:
    فإن الرسول –صلى الله عليه وسلم- أنكر على إنكار أبي بكر في قوله "مزمار الشيطان عند النبي –صلى الله عليه وسلم-؟ أو في بيت رسول الله –صلى الله عليه وسلم-؟" وانظر تسليم الخصوم بوقوع إقرارهم على أن ما أمضاه النبي –صلى الله عليه وسلم- كان مما هو كذلك.

    وكان قد قال ذلك عندما دخل على عائشة وعندهما جاريتان تغنيان وتضربان بالدف ورسول الله –صلى الله عليه وسلم- مضطجع وكان مغطيا وجهه وهو يسمع ذلك ولا ينكره بل أقره بإصغائه إليه.

    ولما قال الصديق ذلك كان جوابه له: دعهما يا أبا بكر فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا رواه الجماعة.

    وفي هذه النصوص الصحيحة والصريحة تجد أن استعمال كل ما يطلق عليه أحد أسماء تلك المعازف قد وقع بحضرة النبي –صلى الله عليه وسلم- وأنكر على من أنكرها بالرغم من كونه الصديق!

    وأما المعارضة:
    فسيأتي بسطها في العلة الثانية.

    وعلى القول بأن الظاهر الحقيقة في كل ما يندرج تحت المعازف وأن الراجح جواز استعمال المشترك في جميع معانيه...إلخ.
    فإن التشريع المحمدي قد أباح أكثر من اسم منها دفعة في آن واحد وهو الغناء والضرب عليه بآلاته ولم يسمع إنكار من أنكر ذلك بل زجره وأقر عليه.
    ثم علل ذلك عليه أفضل الصلاة والسلام وهو أعرف بالله وأتقى له من جميع أهل الأرض بقوله: هذا عيدنا.

    وزيادة على ذلك فقد عاتب من استمرأ عليه الترخيص والترخص في بعض المباحات الزائدة على حدود التكليف مما هو مباح وأعلم من تنزه عن فعل ما فعله بأنه ليس بأعلم وأخشى وأتقى لله منه –صلى الله عليه وسلم- ليرعوي عن إعطاء نفسه درجة أنزه وقدرا أعلى مما له –صلى الله عليه وسلم- عند ربه.

    وبيانه ما جاء في الحديث المتفق عليه عن مسروق قال: قالت عائشة رضي الله عنها قالت صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا فرخص فيه فتنزه عنه قوم فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فخطب فحمد الله ثم قال: "ما بال أقوام يتنزهون عن الشيء أصنعه فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية".

    قلت: فإذا كان الظاهر الحقيقة وإذا كان الراجح جواز استعمال المشترك في جميع معانيه فليكن ذلك فيما شهدت به النصوص الصحيحة والصريحة لا فيما أفاده حديث مختلف فيه فرد طغى على تفرده ما شكك فيه بحيث لا يرقى بحال من الأحوال إلى مقابلة ما يعارضه.

    ومما يشهد بهذا ويؤكده ما أشار إليه الشوكاني في النيل (8/107) في جواب المبيحين للسماع على أدلة المانعين بأنها لم تصح..إلخ فقال في جواب المانعين:
    بأنها تنتهض بمجموعها ولا سيما وقد حسن بعضها فأقل أحوالها: أن تكون من قسم الحسن لغيره.

    أقول:إذا كان قد ظهر تسليم المانعين للسماع بأن أدلتهم من باب الحسن لغيره رغم أن خصومهم يدحضونها بكاملها..!
    فهل يصلح الحسن لغيره لمعارضة الصحيح المستفيض؟!
    علما بأن ما صح واستفاض عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم-من عدة وجوه يعارض مقتضى دعواهم...فتبصر وتأمل!!


    الشيخ الداودي
    الشيخ الداودي
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 1046
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 20/07/2008
    نقاط : 1858

    iqrae رد: الحكم القاطع على من حرم الانشاد على السامع

    مُساهمة من طرف الشيخ الداودي الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 23:08


    لعلة الثانية:
    المخالفة والمعارضة:
    هذه العلة هي مما يقوض دعائم أعتى الحصون الوطيدة البناء فكيف وحديث هشام هذا قد اعتراه مما رأيت ما أبطله إلى الحد الذي أفسده وبدده.

    فأما المخالفة: وينشأ عنها الشذوذ والنكارة...وتظهر فيما إذا روى الضابط الثقة العدل شيئا فرواه من هو أحفظ أو أضبط منه أو أكثر عددا بخلاف ما روى بحيث يتعذر الجمع على قواعد الجمع عند المحدثين فهذا شاذ.
    وقد تشتد المخالفة أو يضعف الحفظ فيحكم على ما يخالف بكونه منكرا.

    ونأخذ مثالا واحدا على الشذوذ وهو حديث الباب:
    ذكروا له أقوى شاهد زعموا أنه يشهد له وينجبر به وهو ما روى أبو داود (وكنا قد وعدنا بالحديث عنه) عن عبد الوهاب بن نجدة أخبرنا بشر بن بكر وذكر سنده عند البخاري إلى أبي عامر أو أبي مالك الأشعري أنه سمع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- يقول:
    "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الخز والحرير".

    فالحديث يفيد تحريم "الخز" مع أن لبسه متفق على حله.
    وقد سبق أن رأيت أن مخرجه –وهو أبو داود- أشار إلى ذلك بآخر روايته له هناك وقد أردفناه في محله حيث قال أبو داود بعد الحديث:
    قال أبو داود : و عشرون نفساً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه و سلم أقل أو أكثر لبسوا الخز : منهم أنس و البراء بن عازب .

    إلى جانب أن الخز والحرير لا صلة لهما بما ترجم له البخاري في تحريم الخمر ولا علاقة لهما بموضوع النزاع وهو الغناء والمعازف.

    فأي شذوذ وأي نكارة أقوى من هذا؟
    هذا إذا ما أضيف إليه أن الحديث تعتريه آفات أخرى (وسنذكرها بعد قليل)!

    ومن جهة أخرى:
    فحديث هشام روي عن شخص واحد هو عبد الرحمن بن غنم وهو مختلف في صحبته فإن رجح أنه صحابي فكيف يروي حديثا عن صحابي آخر مثله وهو لا يعرف من هو! ولا هو متأكد من كنيته.

    وإن قلنا إنه تابعي وروى الحديثين عن صحابيين فكيف يجهل مرة من رواه عنه ومرة يسمعه جازما به! والقصة واحدة؟!
    ذلك أن حديث هشام هذا رواه عبد الرحمن بن غنم من نحو أحد عشر وجها وكلها مختلفة ومتخالفة فلم يوافق لفظه عند البخاري لفظ واحدة من تلك الطرق عند غيره.
    فهل يعقل ألا يوافق لفظه لفظ واحد من تلك الطرق؟!

    هذا إلى جانب أنه مرة يرويه بالشك في اسم الصحابي ومرة بلا شك بل بالجزم باسمه ومرة بالجزم باسمي الراويين ومرة بالجزم باسم راو غيرهما كما عند ابن أبي شيبة حيث قال (أبو مالك الأشجعي).

    ثم يقال لمن يحتج به أو يعتد به:
    كيف يعرف الضبط من الخلط وبم يمكن التمييز بين الخطأ والصواب والكذب والصدق إن نحن قبلنا بهذا الحديث؟!
    الذي يمكن أن يقال عنه: إنه جاء يحمل عنصر المخالفة في أقوى صورها ومعانيها فلا تقوم بمثله حجة لمحتج..

    وبعد هذا وفوق ما ذكر:
    فإن الحديث معارض بما لم يقو على معارضته من الأحاديث الصحيحة والصريحة المجمع على صحتها وقبولها من النصوص التي فيها إذن من المصطفى باللهو وإباحته وسماعه وتصحيح بعض النصوص فيه بل وتجاوز الأمر ذلك إلى حد الإرشاد والحث على توفيره للأنصار وتعليل ذلك لأنهم يحبون اللهو وذلك ثابت في الصحيحين وسبق استيفاؤه...والله أعلم.

    يقول الشيخ القرضاوي:
    ومن أمانة الإمام البخاري وفقهه أنه ذكر الحديث معلقا ولم يرد في كتابه في أي موضع متصلا وجعل ترجمة الباب "باب ما جاء فيمن يستحل الخمر ويسميه بغير اسمه" فلم يذكره في باب النهي عن الغناء مثلا بل لم يذكر البخاري في صحيحه كله بابا في تحريم الغناء.

    ثم يقول:
    ولو سلمنا بدلالتها (يقصد لفظ "المعازف") علي الحرمة فهل يستفاد منها تحريم المجموع المذكور من الحر والحرير والخمر والمعازف أو كل فرد منها على حدة؟ والأول أرجح. فإن الحديث في الواقع ينعي علي أخلاق طائفة من الناس انغمسوا في الترف والليالي الحمراء وشرب الخمور. فهم بين خمر ونساء، ولهو وغناء، وخز وحرير. ولذا روي ابن ماجة هذا الحديث عن أبي مالك الأشعري بلفظ: "ليشربن أناس من أمتي الخمر يسمونها بغير اسمها يعزف علي رؤوسهم بالمعازف والمغنيات يخسف الله بهم الأرض ويجعل منهم القردة والخنازير"، وكذلك رواه ابن حبان في صحيحه (وقد ضعفه محققه لضعف أحد رواته وهو مالك بن أبي مريم...) (قلت"الأزهري الأصلي": لعل الدكتور يقصد جهالته وليس ضعفه والله أعلم) والبخاري في تاريخه.
    وكل من روى الحديث من غير طريق هشام بن عمار جعل الوعيد على شرب الخمر وما المعازف إلا مكملة وتابعة وبهذا لا يصلح للاستدلال على تحريم الغناء.


    الشيخ الداودي
    الشيخ الداودي
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 1046
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 20/07/2008
    نقاط : 1858

    iqrae رد: الحكم القاطع على من حرم الانشاد على السامع

    مُساهمة من طرف الشيخ الداودي الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 23:09

    قلت (الأزهري الأصلي):
    هناك مباحث ونقاط لم يوفها الدكتور الثقفي والدكتور القرضاوي حقها وهي:
    أولا: بالنسبة للصحابي المشكوك فيه (أبو عامر) أو (أبو مالك) الأشعري:
    بالنسبة لأبي مالك:
    العلماء أنفسهم في حيرة من أمر هذا الصحابي والتفريق بينه وبين (أبي مالك
    الأشعري) آخر واسمه :الحارث بن الحارث الأشعري وكلاهما صحابي حتى قال ابن
    حجر في التهذيب(12/218): (والفصل بينهما في غاية الإشكال) ونقل في نفس
    الموضع عن أبي أحمد الحاكم قوله: (أبو مالك الأشعري أمره مشتبه جدا).
    حتى أن ابن حجر ذكر أنهما قد يكونا شخصا واحدا وقد يكونا مختلفين ورجح الثاني.
    وبالنسبة لأبي عامر:
    فقد قال ابن حزم في رسالته في السماع ( ص 97 ) :
    " ولم يورده البخاري مسندا وإنما قال فيه : قال هشام بن عمار : ثم هو إلى أبي عامر أو أبي مالك ولا يدرى أبو عامر هذا ".

    وسبب كلامه هذا أن هناك اثنين من الصحابة لهم هذه الكنية ولكن الراجح هنا
    أن راوي هذا الحديث –على الشك بينه وبين أبي مالك- هو أبو عامر الأشعري
    الذي توفي في خلافة عبد الملك وروى عنه عبد الرحمن بن غنم.

    ثانيا: قد اختلف العلماء فيمن شك في اسم الصحابي من الرواة فقد رجح بعضهم
    أنه عبد الرحمن بن غنم المختلف في صحبته ورجح بعضهم أنه صدقة بن خالد شيخ
    هشام بن عمار وذهب البعض إلى أنه عطية بن قيس.
    وفي هذا اضطراب أي اضطراب!!

    ثالثا: بالنسبة لهشام بن عمار فقد ضعف الشيخ الألباني نفسه حديثا في
    السلسلة الضعيفة وجعل هشاما أحد علله فقال فيه (4/312): (وهشام بن عمار كان
    يلقن فيتلقن) فسبحان الله!!

    والله تعالى أعلى وأعلم.


    عدل سابقا من قبل الداودي في الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 23:56 عدل 1 مرات
    الشيخ الداودي
    الشيخ الداودي
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 1046
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 20/07/2008
    نقاط : 1858

    iqrae رد: الحكم القاطع على من حرم الانشاد على السامع

    مُساهمة من طرف الشيخ الداودي الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 23:13

    هناك شئ من الأخ الأزهرى يحتاج لتوضيح وهو أن الحديث المعلق كما يعلم الجميع مردود أماإن كان فى البخارى أو مسلم فله حكم خاص وهو :
    أ-ما ذكر بصيغةالجزم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]( كقال)) و((ذكر))و((حكى)) فهو حكم بصحته عن المضاف اليه
    ب- ماذكر بصيغة التمريض: ك((قيل)) و ((روى)) فليس به حكم بصحته عن المضاف.ولكن فيه الصحيح والحسن والضعيف

    والإمام البخارى حين تحدث قال ((قال هشام بن عمار)) وعليه فهو ينطبق عليه
    حكم الصيغة التى أتى بها وكما نرى فهى صيغة الجزم وعليه فما أراه -ولست
    اهلا لأن يكون لى رأى- أن الحديث بتلك الصيغة متصل بشرط البخارى وننتظر
    الأخ الحبيب الأزهرى الأصلى لنرى تعليقه
    الكلام الذي نقلته صحيح في مجمله ولكن يبدو أنك لم تفهمه حق الفهم فنقول :

    ذهب كثير من العلماء إلى أن الحديث المعلق بصيغة الجزم الموجود في صحيح
    البخاري خاصة صحيح إلى من علق عنه (أو أضيف إليه بتعبيرك) ومعنى هذا في
    حديثنا هذا أن هشام بن عمار بالفعل حدث بهذا الحديث فصيغة التعليق تفيد
    الصحة إلى من علق عنه الحديث وهو في حديثنا هشام بن عمار ولكن النصف الآخر
    للقاعدة هو قولهم (ويبقى النظر فيما ظهر من رجال السند) وهم في حديثنا من
    أول هشام بن عمار إلى آخر السند.

    ومن امثلة ذلك في صحيح البخاري أن الإمام البخاري علق حديثاً بصيغة الجزم
    عن طاووس عن معاذ بن جبل المشهور في قبول القيمة في الزكاة فهذا الحديث
    صحيح حتى طاووس وبقى النظر في باقي الإسناد فوجدنا أن طاووس لم يرو عن معاذ
    بل لم يلقه فلا بد لنا من البحث عن سند آخر يصح به الحديث.

    أرجو ألا أكون قد أطلت.
    بل كلامي موجود في الكتب التي أشرت إليها وهاك هو :
    قال الحافظ ابن كثير في شرح علوم الحديث لابن الصلاح :
    (التَّعْلِيقَاتُ الَّتِي فِي الصَّحِيحَيْنِ
    وَتَكَلَّمَ الشَّيْخُ أَبُو عَمْرٍو عَلَى التَّعْلِيقَاتِ الْوَاقِعَةِ
    فِي صَحِيحٍ الْبُخَارِيِّ، وَفِي مُسْلِمٍ أَيْضًا، لَكِنَّهَا قَلِيلَةٌ،
    قِيلَ إِنَّهَا أَرْبَعَةَ عَشَرَ مَوْضُوعًا .
    وَحَاصِلُ الْأَمْرِ: أَنَّ مَا عَلَّقَهُ الْبُخَارِيُّ بِصِيغَةِ
    الْجَزْمِ فَصَحِيحٌ إِلَى مَنْ عَلَّقَهُ عَنْهُ، ثُمَّ النَّظَرُ فِيمَا
    بَعْدَ ذَلِكَ .....)

    ويقول الإمام السيوطي في تدريب الراوي (1/118) معلقاً على قول الإمام النووي :
    ( فما كان منه بصيغة الجزم كقال وفعل وأمر وروى وذكر فلان فهو حكم بصحته عن المضاف إليه ) يقول :

    (لأنه لا يستجيز أن يجزم بذلك عنه إلا وقد صح عنده عنه لكن لا يحكم بصحة
    الحديث مطلقا بل يتوقف على النظر فيمن أبرز من رجاله وذلك أقسام ....)

    وهو معنى كلام الشيخ الطحان الذي تفضلت بنقله.

    وقال الحافظ ابن حجر في نكته على ابن الصلاح :

    (ما لا يوجد فيه إلا معلقا فهو على صورتين :
    - إما بصيغة الجزم وإما بصيغة التمريض :
    فأما الأول فهو صحيح إلى من علقه عنه وبقى النظر فيما أبرز من رجاله.......)

    ولفظه في هدي الساري ص 346:

    (.....يستفاد منها الصحة إلى من علق عنه لكن يبقى النظر فيمن أبرز من رجال ذلك الحديث ..)

    ويقول في تعليقه على أحد الأحاديث المعلقة في فتح الباري :

    (فعرف من هذا أن مجرد جزمه بالتعليق لا يدل على صحة الإسناد إلا إلى من علق
    عنه وأما ما فوقه فلا يدل وقد حققت ذلك فيما كتبته على ابن الصلاح وذكرت
    له أمثلة وشواهد ليس هذا موضع بسطها )

    وللتوضيح يقول الشيخ إبراهيم اللاحم في شرحه لاختصار علوم الحديث لابن الصلاح :

    (ما يعلقه بصيغة الجزم، ما معنى صيغة الجزم ؟ أن يقول: " قال فلان: كذا",
    أو ما معناه ، إذا قال البخاري: "قال فلان: كذا، أو قال فلان عن فلان عن
    فلان: كذا".
    يقول ابن الصلاح: فهذا محكوم بصحته إلى من علقه عنه، إلى من أبرزه من رجال
    الإسناد، ثم بعد ذلك يبقى النظر فيمن أبرز من رجال الإسناد.
    فإذا قال البخاري -مثلا-: "قال بهز بن حكيم عن أبيه عن جده" ؛ محكوم على
    هذا الإسناد بالصحة من من إلى من ؟ من البخاري إلى بهز، وبعد ذلك يبقى
    النظر في من ؟ في بهز, ومن بعده ؛ فهذا النوع الأول: ما هو مجزوم بصحته,
    يعني ما علقه بصيغة الجزم.
    إذن, إذا قال البخاري -رحمه الله-: "وقالت عائشة: قال النبي صلى الله عليه
    وسلم"، هذا الحديث ما حكمه الآن ؟ هذا الحديث علقه بصيغة الجزم، فإذن على
    كلام ابن الصلاح هذا حديث صحيح ؛ لأننا لا نحتاج إلى النظر بعدما أبرز من
    رجاله.
    وهكذا لو قال: "قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كذا" ؛ فهذا معلق بصيغة الجزم, وليس هناك من رجال الإسناد ما ينظر فيه) انتهى.

    وقد اخترت عبارته دون غيره لسهولتها.



    عدل سابقا من قبل الداودي في الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 23:55 عدل 1 مرات
    الشيخ الداودي
    الشيخ الداودي
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 1046
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 20/07/2008
    نقاط : 1858

    iqrae رد: الحكم القاطع على من حرم الانشاد على السامع

    مُساهمة من طرف الشيخ الداودي الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 23:14

    مجرد أن هشام بن عمار اختلط في آخره ، لا يعني أن روايته للحديث باطلة ،خصوصا أن البخاري قد روى حديثه قبل اختلاطه
    وعلى كلٍ ،الحديث صحيح عند البخاري ، فالبخاري لم يضع في صحيحه إلا ما صح عنده.
    والائمة قد وثقوه، ولكن الأخ الأزهري لم يأتي إلا بما يذم الإمام ليؤيد ما ذهب إليه، أو بالأصح ، ما ذهب إليه غيره.
    اقوال أئمة الجرح والتعديل في هشام بن عمار
    قال أحمد العِجْلي : ثقة . وقال مرة : صدوق .
    وقال النسائي : لا بأس به .
    وقال الدارقطني : صدوق كبير المحل
    وقال أبو حاتم : صدوق ، لما كَبِرتغيَّر ، وكل ما دُفع إليه قرأه ، وكل ما لقن تلقن ، وكان قديما أصح . كان يقرأ من كتابه .
    قلت: ولفظة (صدوق) هي مالم ينقلها الأخ الأزهري في مقاله السابق..لا أدري لماذا
    ومعلوم تصنيف العلماء لأبي حاتم في العلماء المتشددين في الجرح ، فلا يصف
    راوي بالصدق إلا لمن خلِصوا من القمم فقط ، وهذا معلوم عند المحدثين!
    قال يحيى بن معين : كيِّس كيِّس
    قال الذهبي وحسبك قول أحمد بن أبي الحواري مع جلالته : إذا حدثت ببلد فيه مثل هشام بن عمار يجب للحيتي أن تحلق .
    وأما قول الإمام أحمد : طياش خفيف ، فلا يعني أنه مردود الحديث ، إنما قال
    ذلك لقوله اللفظ بالقرآن مخلوق ، وهذا نفسه قول البخاري ، فهل البخاري
    مبتدع؟!
    إنما كان الإمام أحمد يسُد أبواب البدع ، لأن هذا القول يجر بالقول بخلق
    القرآن ، وقد بيّن هذا الإمام الذهبي ولم يعتبر مقولة الامام أحمد تضعيف
    لهشام أبدا .
    وإلا لو كان مردود الحديث عند الإمام أحمد ، لقال أحد صيغ التضعيف المعروفة ، وحكم أحمد في الحديث يختلف عنه في البدع.
    -----------
    أما الكلام حول الشك في أي صحابي قد روى هذا الحديث ، فإنه لا يقدم ولا
    يؤخر ، لأن الصحابة كلهم عدول سواء أبو عامر أو أبو مالك رضي الله عنهما...


    عدل سابقا من قبل الداودي في الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 23:53 عدل 1 مرات
    الشيخ الداودي
    الشيخ الداودي
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 1046
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 20/07/2008
    نقاط : 1858

    iqrae رد: الحكم القاطع على من حرم الانشاد على السامع

    مُساهمة من طرف الشيخ الداودي الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 23:15

    خلاصة ما قاله الشيخ الحوينى :
    1-كل إللي اتكلموا في حديث المعازف ده أخدوا كلام ابن حزم ، وابن حزم على
    جلالته لكنه كان ظاهرياً في كل شيء حتى في الحديث ، وله مشاكل في الحديث
    كثيرة ، ابن حزم لا يُؤخذ منه الحديث وزلاته في الحديث كثيرة مع سَعة فهمه وسَعة مَحفوظه
    2- المعلق البخارى يرويه عن شيخٍ من شيوخه لكنه لم يصرح بسماعه من شيخه
    يرويه عن هشام بن عمار وهشام بن عمار من شيوخ البخاري الذين لَقِيَهم
    وحدَّث عنهم ، لكن البخاري قال وقال هشام بن عمار ، كلمة وقال عند البخاري
    دي بيعتبروها من جملة المعلقات ، طالما البخاري لم يُصرح بتحديث كأن يقول
    حدثني بفروعها ، حدثني حدثنا ، أنبئني أنبئنا ، أخبرني أخبرنا ، أو يقول
    قال لي سماع
    البخاري لما يقول قال لي تساوي حدثني ، فالبخاري قال : وقال هشام بن عمار ،

    3- ومعلقات البخاري موصوله كلها إنما الذي حدى بالبخاري أن يعلق الحديث
    الإختصار ، الحديث المعلق هو أن تحذف راوي أو اتنين أو تلاتة أو أربعه
    أوالسند كله من بدء السند على التوالي ده اسمه الحديث المعلق ، يعني إنتا
    لما تقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ده اسمه حديث إيه ؟! اسمه معلق
    ليه ؟! حذفت الإسناد من أوله وما أبقيت إلا طرفه الأعلى ، زي كدة الإسناد
    المعلق زي كدة ، ده إسناد هذه المسافة هنعتبرها إسناداً الإسناد له طرفين
    طرف دنيوي وطرف علوي الطرف الدنيوي هنا والطرف العلوي هنا ، فإحنا لو
    الإسناد ده هنقسمه مثلاً أربع طبقات كل مسافة طبقة ، البخاري مثلاً يقولك
    إيه ؟!

    يقولك حدثنا أبو عاصم النبيل أهو ابو عاصم لحد هنا عن حريز بن عثمان عن عبد
    الله بن بسر ، يبقى السند ده كام طبقة ثلاثة مش كدة ، كدة متصل ولا لأ ؟
    كدة متصل أهو ، لما نحذف أبا عاصم النبيل إللي هو لحد هنا ونقدر الحذف ده
    بكدة بقا منقطع من أوله ولا لأ ؟! وبقا معلق ولا لأ ؟! بقا معلق أهو ،
    فمعلق موصول من فوق ولكنه مقطوع من تحت من الجهة الدنيا ، ده اسمه إيه ؟!
    اسمه الحديث المعلق إنك تحذف راوي من أول السند أو تحذف اتنين بس يكونوا
    على التوالي مش تحذف واحد وتثبت واحد وتحذف إللي بعديه لا ، تحذف واحد
    والتاني والتالت والرابع كله على التوالي ده اسمه الإسناد الإيه ؟ المعلق .


    4- طب البخاري كان بيعلق ليه ؟ إختصاراً قالك الحديث معروف باسناده عند أهل
    العلم وأنا مش عايز أطول الكتاب فيقوم الأحاديث التي يُمهد بها لفقه الباب
    كان يحذف إسنادها أوالآثار كان يحذف إسنادها من باب التخفيف لا أكثر ،
    فمعلقات البخاري كلها موصولة فلما ابن حزم يقولك ده منقطع بنقول لابن حزم
    لأ مش منقطع هذا معلق ووُجد موصولاً ، خلاص يبقى انتهت المسألة.

    5-بالنسبة للبخاري رحمه الله يأتي راوي مثلاً مُتَكلم فيه ، البخاري من
    أعلم الناس بحديثه إنتا لم تذكر أحاديث الراوي ده فإنتا متوقف في حديثه لكن
    أنا كرجل عالم بالراوي وعارف كويس صحيح أحاديثه من سقيمه خدت من أحاديثه
    وانتقيت


    عدل سابقا من قبل الداودي في الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 23:51 عدل 1 مرات
    الشيخ الداودي
    الشيخ الداودي
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 1046
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 20/07/2008
    نقاط : 1858

    iqrae رد: الحكم القاطع على من حرم الانشاد على السامع

    مُساهمة من طرف الشيخ الداودي الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 23:16

    تنبيه الأخيار بتوثيق هشام بن عمار

    لقد كثر الجدل في هذه الأيام حول توثيق
    هشام بن عمار شيخ البخاري و أحد القراء المعروفين خاصة أن البعض قد ضعفوه
    وما ذاك بصحيح ، ويتخذ المغرضين من ذلك تضعيف حديث المعازف الذي يعتبر عمدة
    أدلة تحريم المعازف ، و ها هو غيض من فيض
    من كلام أهل العلم عليه حتى يتبين لدى الجميع أنه ثقة ، و أن تضعيفه ليس بصواب .

    هشام بن عمار بن نصير بن ميسرة بن أبان
    و هو الإمام الحافظ العلامة المقرئ ، عالم أهل الشام، أبو الوليد السلمي ، ويقال : الظفري ، خطيب دمشق
    توثيقه : قال معاوية بن صالح و إبراهيم بن الجنيد عن يحيى بن معين : ثقة .
    وقال أبو حاتم عن يحيى بن معين : كيّس كيّس . وقال العجلي : ثقة . وقال في
    موضع آخر صدوق . .... وقال عبدان بن أحمد الجواليقي : ... ما كان في الدنيا
    مثله[1] وذكر الذهبي هشام بن عمار في الميزان فوصفه بالإمام ، خطيب دمشق
    ومقريها ، ومحدثها وعالمها، صدوق مكثر، له ما ينكر[2] و هشام بن عمار قد
    وثقه البخاري في صحيحه و أبو نعيم الأصبهاني في كتابه الضعفاء و السيوطي في
    اللاليء المصنوعة .


    [1] - تهذيب الكمال في أسماء الرجال للمزي 30/247-248
    [2] - انظر ميزان الاعتدال للذهبي 4/302.


    أدلة من طعن في هشام بن عمار :

    روي عنه أنه قال الفاظ القرآن مخلوقة لله تعالى ، فبلغ أحمد عنه شيء من ذلك
    فقال : أعرفه طياشا ، قاتله الله ، ووقف احمد على كتاب لهشام قال في خطبته
    : الحمد لله الذي تجلى لخلقه بخلقه ، فقام احمد وقعد ، وأبرق وأرعد ، وأمر
    من صلوا خلف هشام بإعادة صلاتهم[3]

    وقال أبو حاتم : صدوق ، لما كَبِر تغيَّر ، وكلما دُفع إليه قرأه ، وكل ما لقن تلقن ، وكان قديما أصح . كان يقرأ من كتابه
    .
    قال أبو داود : سليمان بن بنت شرحبيل أبو أيوب خير منه ، هشام حدث بأرجح من أربع مائة حديث، ليس لها أصل مسندة كلها

    كان فضلك يدور على أحاديث أبي مسهر وغيره ، يلقنها هشاما ، ويقول هشام : حدثني قد روي ، فلا أبالي من حمل الخطأ

    قال أبو داود قد حدث هشام بأرجح من أربع مئة حديث ليس لها أصل مسنده كلها. وأنكر عليه ابن وارة وغيره أخذه الأجرة على التحديث .

    [3] - انظر ميزان الاعتدال للذهبي 4/303


    مناقشة الطعن في هشام مناقشة تفصيلية :

    اتهام هشام بالابتداع :

    نسبت الابتداع لهشام غير موثقة و إنما هي روايات غير مسندة ،وهذه الأمور
    تحتاج لأدلة فرمي المسلم بالابتداع أمر عظيم فكيف برمي إمام من الأئمة ،
    ولو ثبت عن أحمد أنه قال فيه ذلك فهو كلام أقران وكلام الأقران يطوى ولا
    يروى ، وقد ذكر الذهبي هشام بن عمار في كتابه ذكر أسماء من تكلم فيه وهو
    موثق ،ثم لو سلمنا جدلا أن هشام مبتدع فالعبرة في رواية الحديث إنما هو
    الصدقوالحفظ, وأما المذهبفهو بينه وبين ربه, فهو حسيبه, ولذلك نجد البخاري
    ومسلم و غيرهما قدأخرجوا لكثير منالثقات المخالفين كالخوارج والشيعة وغيرهم
    ، وقال كثير من العلماء يقبل أخبار غير الدعاة من أهل الأهواء فأما الدعاة
    فلا يحتج بأخبارهم وممن ذهب إلى ذلك أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل[4]
    .



    [4] - الكفاية في علم الرواية للخطيب البغدادي ، هو قول النووي في التقريب
    وابن الصلاح في علوم الحديث وابن كثير في اختصار علوم الحديث


    أما قول أبي حاتم فهو توثيق لا تجريح فقد قال بعدما قال تغير فحديثه القديم
    أصح أي أنه أكثر صحةو لم يقل أن حديثه القديم فقط هو الصحيح .

    أما كلام أبو داود فليس نصا في التضعيف إذ هو حدث بالضعيف ،و ليس حديثه ضعيف .

    أما تلقينه للأحاديث فليس هشام بن عمار ممن يعرض عليه الحديث الذي ليس من
    مروياته ، ويقال له : إنه من روايتك ، فيقبله ولا يميزه بدليل قد قال لمن
    نهاه عن الرواية بغير حفظ : أنا أعرف هذه الأحاديث . ثم قال : إن كنت تشتهي
    أن تعلم ، فأدخل إسنادا في شيء ،فتفقدت الأسانيد التي فيها قليل اضطراب ،
    فجعلت أسأله عنها ، فكان يمر فيها يعرفها[5]


    [5] - انظر سير أعلام النبلاء للذهبي 11/427


    أما كونه يأخذ الأجرة على التحديث فقد اختلف أهل العلم في أخذ الأجرة على
    التحديث ومنع إسحاق وأحمد الأجرة على التحديث ورأوا ذلك خرما في المروءة ، و
    قد أجاز أبو نعيمالفضل بن دكين أخذ الأجرة على التحديث ، وأفتى الشيخ أبو
    إسحاق الشيرازي أفتى بجوازذلك لمن منعه الاشتغال بالتحديث عن التكسب ،و رخص
    فى ذلك أبو نعيم الفضل بن دُكَيْن و على بن عبد العزيز المكى و آخرون
    قياسا على أجرة تعليم القرآن وكان أبو الحسين بن النَّقُورِ يأخذ الأجرة
    على التحديث .


    مناقشة الطعن مناقشة مجملة :

    في مقدمة فتح الباري لما صنف البخاري كتاب الصحيح عرضه على علي بن المديني ،
    وأحمد بن حنبل ، ويحيى بن معين وأضرابهم من ائمة عصره ، فاستحسنوه ،
    وشهدوا له بالصحة , و ابن معين مات سنة 233 هـ وهشام بنعمار مات سنة 245هـ
    يعني البخاري كتب صحيحه و عرضه على ابن معين قبل وفاة هشام بسنوات ، يعني
    كان ضابطا ،والكتاب استحسنه هؤلاء الأئمة فلو كان هشام غير ثقة أو يخلط أو
    لايميز ما يلقن لتعقبوه فيه .

    إن الذين انفرد بهم البخاري ممن تكلم فيهم أكثرهم من شيوخه الذين لقيهم
    وجالسهم وعرف أحوالهم و أطلع على أحاديثهم وعرف جيدها من غيرهوالمحدث أعرف
    بشيوخه ممن تقدموا عنه فلو كان عمار غير ثقة ما ذكره في صحيحه .


    عدل سابقا من قبل الداودي في الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 23:50 عدل 1 مرات
    الشيخ الداودي
    الشيخ الداودي
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 1046
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 20/07/2008
    نقاط : 1858

    iqrae رد: الحكم القاطع على من حرم الانشاد على السامع

    مُساهمة من طرف الشيخ الداودي الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 23:19



    1- لم يتكلم ابن حزم وحده عن الحديث بل ضعفه المهلب بن أبي صفرة أيضاً شارح الصحيح وقد نقل التضعيف عنه غير واحد كابن بطال والعيني وغيرهما.

    2- الإمام البخاري كان يعلق الأحاديث بخاصة عن شيوخه لأغراض أخرى غير الاختصار فمنها كما يقول الحافظ ابن حجر :
    أ- إما لكونه لم يحصل له مسموعا وإنما أخذه على طرق المذاكرة أو الإجازة .
    ب- أو كان قد خرج ما يقوم مقامه فاستغنى بذلك عن إيراد هذا المعلق مستوفى السياق ج- أو لمعنى غير ذلك.

    وهناك تفصيل أكبر من هذا ينظر.

    3- هل انتبه أحد أننا ذهبنا إلى مذهب من صحح الحديث في المشاركة رقم 3؟؟
    وهل انتبه أحد أن ذهابنا إلى تضعيف طريق هشام بن عمار هو تضعيف لطريقه وحده لا للحديث نفسه ؟؟

    4- ملحوظة : لولا أن المقام ليس مقام الرد على شيء خارج الموضوع لرددنا على قول الأخ إسحاق :
    (فالبخاري لم يضع في صحيحه إلا ما صح عنده)!! وهي جملة عجيبة لو قصد بها كل ما بين الدفتين في صحيح البخاري لأنه بهذا خالف إجماع المحدثين من وجود أحاديث ضعيفة في المعلقات .
    أما إن قصد بها الأحاديث الموصولة فكلامه صحيح.

    ويبين هذا اسم صحيح البخاري فاسمه : (الجامع الصحيح المسند المختصر من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه)

    واعتبار المعلقات من أصل صحيح البخاري خطيئة كما قال الشيخ الحويني ونسبه لجمهور العلماء.

    أخوكم.


    الشيخ الداودي
    الشيخ الداودي
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 1046
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 20/07/2008
    نقاط : 1858

    iqrae رد: الحكم القاطع على من حرم الانشاد على السامع

    مُساهمة من طرف الشيخ الداودي الثلاثاء 21 يونيو 2011 - 23:28

    الحوار السابق منقول من منتدى الملتقى

    والتدليل على المعازف وهل هي حلال ام حرام

    اما الغناء الهادف طبعا والانشاد الديني فحلال

    والخلاف هو على المعازف والآلات المصاحبة له

    تحياتي

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024 - 8:10