صدى الزواقين وزان وجبالة

صدى الزواقين Echo de Zouakine
صدى الزواقين وزان وجبالة echo de zouakine ouezzane et jbala

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين وزان وجبالة

صدى الزواقين Echo de Zouakine
صدى الزواقين وزان وجبالة echo de zouakine ouezzane et jbala

صدى الزواقين وزان وجبالة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صدى الزواقين وزان وجبالة ذكريات تراث تقاليد تعارف ثقافة وترفيه


    ما يتفق على المدح بكثرته

    الشيخ الداودي
    الشيخ الداودي
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 1046
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 20/07/2008
    نقاط : 1858

    ما يتفق على المدح بكثرته Empty ما يتفق على المدح بكثرته

    مُساهمة من طرف الشيخ الداودي الخميس 23 يونيو 2011 - 23:12




    الضرب
    الثاني : ما يتفق على المدح بكثرته



    و
    الضرب الثاني ما يتفق المدح بكثرته ، و الفخر بوفوره ، كالنكاح و الجاه : أما
    النكاح فمتفق فيه شرعاً و عادة ، فإنه دليل الكمال ، و صحة الذكورية ، و لم يزل
    التفاخر بكثرته عادة معروفة ، و التمادح به سيرة ماضية .
    و أما في الشرع فسنة مأثورة ، و قد قال ابن عباس : أفضل هذه الأمة أكثرها نساء
    يشير إليه صلى الله عليه و سلم .
    و قد قال عليه السلام : تناكحوا تناسلوا ، فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة .
    و نهى عن التبتل مع ما فيه من قمع الشهوة ، و غض البصر اللذين نبه عليهما صلى الله
    عليه و سلم بقوله : من كان ذا طول فليتزوج ، فإنه أغض للبصر ، و أحصن للفرج حتى لم
    يره العلماء مما يقدح في الز هد .
    قال سهل بن عبد الله : قد حببن إلى سيد المرسلين ، فكيف يزهد فيهن ؟ و نحوه لابن
    عيينه .
    و قد كان زهاد الصحابة كثيري الزوجات و السراري ، كثيري النكاح .
    و حكي في ذلك على علي ، و الحسن ، و ابن عمر ، و غيرهم غير شيء .
    و قد كره غير و احد أن يلقى الله عزباً .
    فإن قلت : كيف يكون النكاح و كثرته من الفضائل ، و هذا يحيى بن زكريا عليه السلام
    قد أثنى ال له تعالى عليه أنه كان حصوراً ، فكيف يثني الله بالعجز عما تعده فضيلة
    ؟ .
    و هذا عيسى عليه السلام تبتل عنه النساء ، و لو كان كما قررته لنكح ؟
    فاعلم أن ثناء الله تعالى على يحيى بأنه حصور ليس كما قال بعضهم :
    إنه كان هيوباً ، أو لا ذكر له ، بل قد أنكر هذا حذاق المفسرين و نقاد العلماء ،
    و قالوا : هذه تقيصة و عيب ، و لا تليق بالأنبياء .
    و إنما معناه أنه معصوم من الذنوب ، أي لا تأتيها ، كأنه حصر عنها . و قيل :
    مانعاً نفسه من الشهوات .
    و قيل : ليست له شهرة في النساء .
    فقد بان ذلك من هذا أن عدم القدر على النكاح نقص ، و إنما الفضل في كونها موجودة ،
    ثم قمعها ، إما بمجاهدة ، كعيسى عليه السلام ، أو بكفاية من الله تعالى ، كيحيى
    عليه السلام ـ فضيلة زائدة لكونها شاغلة في كثير من الأوقات حاطة إلى الدنيا . ثم
    هي في حق من أقدر عليها و ملكها و قام بالواجب فيها ، و لم تشغله عن ربه ـ درجة
    عالياً ، و هي درجة نبينا صلى الله عليه و سلم الذي لم تشغله كثرتهن عن عبادة ربه
    ، بل زاده ذلك عبادة لتحصينهن ، و قيامه بحقوقهن ، و اكتسابه لهن ، و هدايته إياهن
    ، بل صرح أنها ليست من حظوظ [29] دنياه هو ، و إن كانت من حظوظ دنيا غيره ، فقال :
    حبب إلي من دنياكم . فدل على أن حبه لما ذكر من النساء و الطيب اللذين هما من أمور
    دنيا غيره ، و استعماله لذلك ليس لدنياه ، بل لآخرته ، للفوائد الذي ذكرناها في
    التزويج ، و للقاءالملائكة في الطيب ، و لأنه أيضاً مما يحض على الجماع ، و يعين
    عليه ، و يحرك أسبابه .
    و كان حبه لهاتين الخصلتين لأجل غيره ، و قمع شهوته ، و كان حبه الحقيقي المختص
    بذاته في مشاهدته جبروت مولاه و مناجاته ، و لذلك ميز بين الحبين ، و فصل بين
    الحالين ، فقال : و جعلت قرة عيني في الصلاة ، فقد ساوى يحيى و عيسى في كفاية
    فتنتهن ، و زاد فضيلة بالقيام بهن .
    و كان صلى الله عليه و سلم ممن أقدر على القوة في هذا ، و أعطي الكثير منه ، و
    لهذا أبيح له من عدد الحرائر ما لم يبح لغيره .
    و قد روينا عن أنس أنه صلى الله عليه و سلم كان يدور على نسائه في الساعة من الليل
    و النهار ، و هن إحدى عشرة .
    و عن طاوس : أعطي عليه السلام قوة أربعين رجلاً في الجماع .
    و مثله عن صفوان بن سليم .
    و قالت سلمى مولاته : طاف النبي صلى الله عليه و سلم ليلة على نسائه التسع ، و
    تطهر من كل واحدة قبل أن يأتي الأخر ى ، و قال : هذا أطيب و أطهر .
    قال أنس : و كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين رجلاً . خرجه النسائي ، و روي نحوه عن
    أبي رافع .
    و قد قال سليمان ـ عليه السلام : [ لأطوفن الليلة على مائة امرأة أو تسع و تسعين ]
    و أنه فعل ذلك .
    قال ابن عباس : كان في ظهر سليمان ماء مائة رجل أو تسع و تسعين ، و كانت له ثلاثمائة
    امرأة و ثلاثمائة سرية .
    و حكى النقاش و غيره سبعمائة امرأة و ثلاثمائة سرية .
    و قد كان لداود عليه السلام على زهده و أكله من عمل يده تسع و تسعون امرأة ، و تمت
    بزوج أوريا مائة .
    و قد نبه على ذلك في الكتاب العزيز بقوله تعالى : إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة [
    سورة ص / 38 ، الآية : 23 ] .
    و في حديث أنس عنه ، عليه السلام : فضلت على الناس بأربع : بالسخاء ، و الشجاعة ،
    و كثرة الجماع ، و قوة البطش .
    و أما الجاه فمحمود عند العقلاء عادة و بقدر جاهه عظمه في القلوب .
    و قد قال الله تعالى في صفة عيسى عليه السلام : وجيها في الدنيا والآخرة ، لكن
    آفاته كثيرة ، فهو مضر لبعض الناس لعقبى الأخرة ، فلذلك ذمه من ذمه ، و مدح ضده .
    و ورد في الشرع مدح الخمول ، و ذم العلو في الأرض .
    و كان صلى الله عليه و سلم قد رزق من الحشمة ، و المكانة في القلوب ، و العظمة قبل
    النبوة عند الجاهلية و بعدها ، و هم يكذبونه و يؤذون أصحابه ، و يقصدون أذاه في
    نفسه خفية حتى إذا واجههم أعظموا أمره ، و قضوا حاجته .
    و أخباره في ذلك معروفة سيأتي بعضها .
    و قد كان يبهت و يفرق لرؤيته من لم تره ، كما روي عن قيلة أنها لما رأته أرعدت من
    الفرق ، فقال : يا مسكينة ، عليك السكينة .
    و في حديث أبي مسعود أن رجلاً قام بين يديه فأرعد ، فقال : هون عليك فإني لست بملك
    .. لحديث .
    فأما عظم قدره بالنبوة ، و شريف منزلته بالرسالة ، و إنافة رتبته بالإصطفاء و
    الكرامة في الدنيا فأمر هو مبلغ النهاية ، ثم هو في الآخرة سيد ولد آدم .
    و على معنى هذا الفصل نظمنا هذا القسم بأسره .



      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024 - 16:13