صدى الزواقين وزان وجبالة

صدى الزواقين Echo de Zouakine
صدى الزواقين وزان وجبالة echo de zouakine ouezzane et jbala

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين وزان وجبالة

صدى الزواقين Echo de Zouakine
صدى الزواقين وزان وجبالة echo de zouakine ouezzane et jbala

صدى الزواقين وزان وجبالة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صدى الزواقين وزان وجبالة ذكريات تراث تقاليد تعارف ثقافة وترفيه


    الفرق بين الحلم و الإحتمال ، و العفو مع القدرة ، و الصبر على ما يكره

    الشيخ الداودي
    الشيخ الداودي
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 1046
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 20/07/2008
    نقاط : 1858

    الفرق بين الحلم و الإحتمال ، و العفو مع القدرة ، و الصبر على ما يكره Empty الفرق بين الحلم و الإحتمال ، و العفو مع القدرة ، و الصبر على ما يكره

    مُساهمة من طرف الشيخ الداودي الخميس 23 يونيو 2011 - 23:21




    الفرق بين الحلم و
    الإحتمال ، و العفو مع القدرة ، و الصبر على ما يكره



    و
    أما الحلم و الاحتمال ، و العفو مع القدرة ، و الصبر على ما يكره ، و بين هذه الألقاب
    فرق ، فإن الحلم حالة توقر و ثبات عند الأسباب المحركات . و الاحتمال : حبس النفس
    عند الآلام و المؤذيات . و مثلها الصبر ، و معانيها متقاربة .
    و أما العفو فهو ترك المؤاخذة .
    و هذا كله مما أدب الله تعالىبه نبيه صلى الله عليه و سلم ، فقال : خذ العفو وأمر بالعرف
    وأعرض عن الجاهلين [ سورة الأعراف / 7 ، الآية : 99 1 ] .
    روي أن النبي صلى الله عليه و سلم لم نزلت عليه هذه الآية سأل جبريل عليه السلام
    عن تأويلها ، فقال له : أسأل العالم .
    ثم ذهب فأتاه ، فقال : يامحمد . إن الله يأمرك أن تصل من قطعك ، و تعطي من حرمك ،
    و تعفو عمن ظلمك .
    قال له : واصبر على ما أصابك إن ذلك من عزم الأمور .
    و قال تعالى : فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل [ سورة الأحقاف / 6 4 ، الآية :
    35 ]
    قال : وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم .
    و قال : ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور [ سورة الشورى / 42 ، الآية : 3 4 ]
    .
    و لا خفاء بما يؤثر من حلمه و احتماله ، و أن كل حليم قد عرفت منه زله ، و حفظت
    عنه هفوه ، وهو صلى الله عليه و سلم لا يزيد مع كثرة الأذى إلا صبراً ، و على
    اسراف الجاهل إلا حلماً .
    حدثنا القاضي أبو عبد الله محمد بن علي التغلبي و غيره ، قالو ا : حدثنا محمد بن
    عتاب ، حدثنا أبو بكر بن و افد القاضي و غيره ، حدثنا أبو عيس ، حدثنا عبيد الله ،
    قال حدثنا يحيى بن يحيى ، حدثنا مالك ، عن ابن شهاب ، عن عروة ، عن عائشة رضي الله
    عنها ، قالت : ما خير رسول الله صلى الله عليه و سلم في أمرين قط إلا اختار أيسرهم
    ما لم يكن اثماً ، فإن كان إثماً كان أبعد الناس منه ، و ما انتقم رسول الله صلى
    الله عليه و سلم لنفسه إلا أن تنتهك حرمه الله تعالى، فينتقم الله بها .
    و روي أن النبي صلى الله عليه و سلم لم كسرت رباعيته و شج و جهه يوم أحد شق ذلك
    على أصحابه شديداً ، و قالو : لو دعوت عليهم ! فقال : إني لم أبعث لعاناً ، و لكني
    بعثت داعياً و رحمة . اللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون .
    و روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال في بعض كلامه : بأبي أنت و أمي يا رسول الله !
    لقد دعا نوح على قومه ، فقال : رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا . و لو دعوت
    علينا مثلها لهلكنا من عند آخرنا ، فلقد وطيء ظهرك ، و أدمي وجهك ، و كسرت رباعيتك
    ، فأبيت أن تقول إلا خيراً ، فقلت : اللهم اغفر لقومي ، فإنهم لا يعلمون .
    قال القاضي ابو الفضل وفقه الله : انظر في هذا القول من جماع الفضل ، و درجات
    الإحسان ، و حسن الخلق ، و كرم النفس ، و غاية الصبر [ 34 ] و الحلم ، إذ لم يقتصر
    صلى الله عليه و سلم على السكوت عنهم حتى عفا عنهم ، ثم أشفق عليهم و رحمهم ، و
    دعا و شفع لهم ، فقال : اغفر أو اهد ، ثم أظهر سبب الشفقة و الرحمة بقوله : لقومي
    ، ثم اعتذر عنهم بجهلهم ، فقال : فإنهم لا يعلمون .
    و لما قال له الرجل : اعدن ، فإن هذه قسمة ما أريد بها وجه الله ـ لم يزده في
    جوابه أن يبين له ما جهله .
    و وعظ نفسه ، و ذكرها بما قال له ، فقال : و يحك ! فمن يعدل إن لم أعدل ! خبت و
    خسرت إن لم أعدل ! و نهى من أراد من أصحابه قتله .
    و لما تصدى له غورث بن الحارث ليفتك به ، و رسول الله صلى الله عليه و سلم منتبذ
    تحت شجرة وحده قائلاً ، و الناس قائلون ، في غزاة ، فلم ينتبه رسول الله صلى الله
    عليه و سلم إلا و ه و قائم و السيف صلتاً في يده ، فقال : من يمنعك مني ؟ فقال الله
    فسقط السيف من يده ، فأخذه النبي صلى الله عليه و سلم ، و قال : من يمنعك مني ؟
    قال : كن خير آخذ ، فتركه و عفا عنه . فجاء إلى قومه فقال : جئتكم من عند خير
    الناس .
    و من عظيم خبره في العفو عفوه عن اليهودية التي سمته في الشاة بعد اعترافها ـ على
    الصحيح من الرواية .
    و أنه لم يؤاخذ لبيد بن الأعصم إذ سحره ، و قد أعلم به و أوحي إليه بشرح أمره ، و
    لا عتب عليه فضلاً عن معاقبته .
    و كذلك لم يؤخذ عبد الله بن أبي و أشباهه من المنافقين بعظيم ما نقل عنهم في جهته
    قولاً و فعلاً ، بل قال لمن أشار بقتل بعضهم : لا يتحدث أن محمداً يقتل أصحابه .
    و عن أنس رضي الله عنه : كنت مع النبي صلى الله عليه و سلم ، و عليه برد غليظ
    الحاشية ، فجبذه الأعرابي بردائه جبذة شديدة حتى أثرت حاشية البرد في صفحة عاتقه ،
    ثم قال : يا محمد ، احمل لي على بعيري هذين من مال الله الذي عندك ، فإنك لا تحمل لي
    من مالك و مال أبيك .
    فسكت النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم قال : المال مال الله ، و أنا عبده .
    ثم قال : و يقاد منك يا أعرابي ما فعلت بي .
    قال : لا .
    قال : لم ؟ قال : لأنك لا تكافئ بالسيئة السيئة .
    فضحك النبي صلى الله عليه و سلم ، ثم أمر أن يحمل له على بعيره شعير ، و على الآخر
    تمر .
    قالت عائشة رضي الله عنهما : ما رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم منتصراً من
    مظلمة ظلمها قط ما لم تكن حرمة من محارم الله . و ما ضرب بيده شيئاً قط إلا أن
    يجاهد في سبيل الله . و ما ضرب خادماً قط و لا إمرأة .
    و جيء إليه برجل ، فقيل : هذا أراد أن يقتلك . فقال له النبي صلى الله عليه و سلم
    : لن تراع ، لن تراع ، و لو أردت ذلك لم تسلط علي .
    و جاءه زيد بن سعنة قبل إسلامه يتقضاه ديناً عليه ، فجبذ ثوبه عن منكبه ، و أخذ
    بمجامع ثيابه ، و أغلظ له ، ثم قال : إنكم ، يا نبي عبد المطلب ، مطل ، فانتهره
    عمر و شدد له في القول ، و النبي صلى الله عليه و سلم يبتسم .
    فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أنا و هو كنا إلى غير هذا أحوج منك يا عمر ،
    تأمرني بحسن القضاء ، و تأمره بحسن التقاضي .
    ثم قال : لقد بقي من أجله ثلاث ، و أمر عمر يقضيه ماله و يزيده عشرين صاعاً لما
    روعه ، فكان سبب إسلامه .
    ذلك انه كان يقول : ما بقي من علامات النبوة شيء إلا و قد عرفتها في محمد إلا
    اثنتين لم أخبرهما : يسبق حلمه جهله [ 35 ] ، و لا تزيده شدة الجهل إلا حلماً .
    فأختبره بهذا ، فوجده كما وصف .
    و الحديث عن حلمه عليه السلام و صبره و عفوه عند القدرة أكثر من أن تأتي عليه ، و
    حسبك ما ذكرناه مما في الصحيح و المصنفات الثابتة إلى ما بلغ متواتراً مبلغ اليقين
    : من صبره على مقاساة قريش ، و أذى الجاهلية ، و مصابرته الشدائد الصعبة معهم إلى
    أن أظفره الله عليهم ، وحكمه فيهم ، و هم لا يشكون في استئصال شأفتهم ، و إبادة
    خضرائهم ، فما زاد على أن عفا و صفح ، و قال : ما تقولون أني فاعل بكم ؟ قالوا :
    خيراً ، أخ كريم ، و ابن أخ كريم ، فقال : أقول كما قال أخي يوسف : لا تثريب عليكم
    اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين ، اذهبوا فأنتم الطلقاء . و قال أنس : هبط
    ثمانون رجلاً من التنعيم صلاة الصبح ليقتلوا رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
    فأخذوا ، فأعقتهم رسول الله صلى الله عليه و سلم ، فأنزل الله تعالى : وهو الذي كف
    أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم وكان الله بما تعملون
    بصيرا . و قال لأبي سفيان ـ و قد سيق إليه بعد أن جلب إليه الأحزاب ، و قتل عمه و
    أصحابه و مثل بهم ، فعفا عنه ، و لاطفه في القول : ويحك يا أبا سفيان ! ألم يأن لك
    أن تعلم أن لا إله إلا الله ؟ فقال : بأبي أنت و أمي ! ما أحلمك و أوصلك و أكرمك ؟
    .
    و كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أبعد الناس غضباً ، و أسرعهم رضاً ، صلى الله
    عليه و سلم .


      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024 - 19:01