صدى الزواقين وزان وجبالة

صدى الزواقين Echo de Zouakine
صدى الزواقين وزان وجبالة echo de zouakine ouezzane et jbala

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

صدى الزواقين وزان وجبالة

صدى الزواقين Echo de Zouakine
صدى الزواقين وزان وجبالة echo de zouakine ouezzane et jbala

صدى الزواقين وزان وجبالة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

صدى الزواقين وزان وجبالة ذكريات تراث تقاليد تعارف ثقافة وترفيه


2 مشترك

    حكم المجسمة على المذاهب الاربعة

    avatar
    كنوز السرائر


    عدد الرسائل : 4
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 11/03/2012
    نقاط : 12

    حكم المجسمة على المذاهب الاربعة Empty حكم المجسمة على المذاهب الاربعة

    مُساهمة من طرف كنوز السرائر الخميس 22 مارس 2012 - 5:26



    مختصر حكمُ المجسِّمة أدعياء السلفية عند أهل
    السُّنة وهل هم مرتدّون عَن الإسلام أم لا




    بسم الله الرحمن الرحيم




    حُكمُ المُجسّمَةِ عندَ الحَنَفِيّةِ


    **وقال الإمام الملا علي القاري في شرح (الفقه الأكبر
    لأبي حنيفة) ص 271 :


    { من قال : بأنه
    سبحانه جسمٌ ولهُ مكانٌ ويمرُّ عليه زمان ونحو ذلك كافرٌ ،حيث لم تثبت لهُ حقيقة
    الإيمان }ا.ه




    **ويقول الإمام الخادمي الحنفي في (( بريقة محمودية ))(1/228)
    {(وفيها
    ( (رجلٌ وصف الله تعالى بالفوق أو بالتحت)(فهذا تشبيه) أي بالأجسام
    فتجسيمٌ (وكفرٌ) لعلّه إن كان مراده من الفوق هو العلو ، ،والرفعة ، والقهر ،
    والغلبة ، فلا يكفر ، بل ينبغي إجراء التفصيل السابق من إجراء حكاية ما في الأخبار
    كقوله تعالى ((يَدُ اللهِ فَوقَ أيدِيهِم)) ((وهوَ الذي في السَّماءِ إلهٌ وفي
    الأرضِ إلهٌ))}ا.ه




    **وفي (التقرير والتحبير) للإمام (ابن أمير الحاج حنفي)
    (3/319) : { ولا تقبلُ شهادة ُالمجسِّمة ، لأنّهم كفرةٌ }




    **في (( تبيين الحقائق )) لشيخ الإسلام الزيلعي الحنفي
    (1/135) { والمشبِّهُ إذا قال : له –تعالى- يدٌ ورجلٌ كما للعبادِ فهو كافرٌ ملعونٌ
    ..


    إلى قولهِ (( بخلاف مطلق الجسم مع نفي التشبيه ، فإنه
    يكفر لاختياره إطلاق ما هو موهم ُالنقصِ بعدَ علمه بذلك ، ولو نفى التشبيه فلم يبقَ
    منهُ إلا التَّساهلُ والاستخفافُ بذلك َ))} ا.ه . وانظر نحوه في ( فتح القدير )
    (1/350) و(كنز الدقائق) (370)




    وإن غلاة المشبهة الباطنية !! أدعياء السلفية في زماننا
    لا يقولون يد ورجل كما للعباد حتى لا ينكشف أمرهم بل يدورون حول المعنى بطريقة
    أخرى ويقولون يد ورجل ويؤلوون المعنى المتشابه بإبقائه فقط على ظاهره وحقيقته
    ويتورط كثير من أتباعهم بلوازم هذا التخيل الفاسد وإن كان يتعارض ومحكم القرآن
    ومعنى أحدية الله المتصف بجميع صفات الكمال والوحدانية والغني عن التعدد والحاجة للأعضاء
    والأجزاء والشركاء والأولاد .




    والخطر المحدق لو أرادوا تعريف الحقيقة كما يقصدها
    أئمتنا اللغويين والمتكلمين والمعاني التي تخالف المحكم وأسلوب العرب ولغة قريش وحبذا
    لو قصدوا الحقيقة بمعنى الحق أو الحقيقة التي يعلمها الله فنرجو لهم النجاة ؟


    ولكن هيهات هيهات لغلاتهم ذلك وهم أهل الزيغ والكبر ،
    وإن كنت أظن أن أكثر أبنائنا أتباعهم لا يعلمون معنى ما يقولون ويتأملون النجاة من
    هذه الفِعلة عندما يقال لهم بلا تشبيه ولا تكييف .




    حُكمُ المُجسّمَةِ عندَ المالكية




    **في كتاب (أحكام القرآن) لابن العربي المالكي (2/475) {....كالقول
    في التشبيه والتجسيم والجهة ، أو الخوض في إنكار العلم والقدرة ، والإرادة والكلام
    والحياة فهذه الأصول يكفر جاحدها بلا إشكال }ا.ه {لكن للأمر تفصيل اختلف الناس في
    التكفير في تلك التفاصيل فانتبه لكن أنقل الكلام مختصراً }




    **وقال الإمام ابن عليش المالكي ما نصه : { ( باب
    الرّدّة : كفر المسلم بقولٍ صريح أو بلفظٍ يقتضيه ) أي يستلزم اللفظ الكفر
    استلزاماً بيّناً ، كجحد مشروعية شيءٍ مجمعٍ عليه معلومٍ من الدين بالضرورةِ ،
    فإنه يستلزمُ تكذيبَ القرآن أو الرّسول -صلى الله عليه وسلم- ، وكاعتقاد جسميّة
    الله وتحيّزه (_تعالى وتنزّه علواً كبيراً_) فإنه يستلزمُ حدوثهُ واحتياجه لِمُحدِثٍ
    ونفي صفات الألوهية عنه جل جلاله وعظم شأنه }ا.ه كلام ابن عليش




    **وفي (الفواكه الدواني)(1/94) : { وقع نزاعٌ في تكفير
    المجسّم . قال ابن عرفة : الأقرب كفره . واختيار العز عدم كفره لعسرِ فهمِ العوام
    برهان نفي الجسمية }ا.ه




    ** وفي (( شرح الخرشي على خليل 8/62)) { مثال اللفظ
    المقتضي للكفر أن يجحد ما علم من الدين بالضرورة ، كوجوب الصلاة ولو جزءاً منها ،
    وكذا إذا قال : الله جسم متحيز }ا.ه


    تعالى الله علواً كبيراً




    حُكمُ المُجسّمَةِ عندَ الشافعية




    **قال شيخ الإسلام ابن حجر الهيثمي الشافعي في ((المنهاج
    القويم ص224)) : { واعلم أن القَرَافي وغيره حكوا عن الشافعي ومالك وأحمد وأبي
    حنيفة (رضي الله عنهم) القول بكفر القائلين بالجهة والتجسيم وهم حقيقون بذلك }ا.ه


    **وقال العز بن عبد السلام في قواعده (1/202) : { قد رجع
    الأشعري _رضي الله عنه_ عند موته عن تكفير أهل القبلة لأن الجهل بالصفات ليس جهلاً
    بالموصوفات }




    ** وفي (المجموع) لشيخ الإسلام النووي الشافعي (4/150) {
    (فرع) قد ذكرنا أن من يكفر ببدعته لا تصِحُّ الصّلاة وراءهُ ، ومن لا يكفر تصح ،
    فممن يكفر من يجسِّم تجسيماً صريحاً ، ومن ينكر العلم بالجزئيات }ا.ه




    **وفي ((حاشية الرملي على أسنى المطالب لشيخ الإسلام
    زكريا الأنصاري (1/220))


    { قوله : (وما في (المجموع) من تكفير من يصرّح بالتجسيم
    ) أشار إلى تضعيفه ، وكتب أيضاً كأنه احترز بالتصريح عمّن يثبت الجهة ، فإنه لا
    يكفر كما قاله الغزالي في كتاب (التفرقة بين الإسلام والزندقة) }




    حُكمُ المُجسّمَةِ عندَ الحنابلة




    **نقل ابن حمدان في ((نهاية المبتدئين)) ص 30 عن الإمام
    أحمد { تكفير من قال عن الله جسمٌ لا كالأجسام } ونقله صاحب الخصال من الحنابلة
    انظر ((تشنيف المسامع)) ص 346 .




    ** وفي ((طبقات
    الحنابلة)) لابن أبي يعلى ص499 : { قال الوالد السعيد : فمن اعتقد أن الله سبحانه
    جسمٌ من الأجسام ، وأعطاه حقيقة الجسم من التأليف والانتقال : فهو كافر ، لأنه غير
    عارف بالله عزّ وجل ، لأن الله سبحانه يستحيل وصفه بهذه الصفات ، وإذا لم يعرف
    الله وجب أن يكون كافراً } ا.ه




    وغير ذلك من الأقوال الكثيرة جداً لكن نرجو رحمة الله بالعوام الذين مدار مقصدهم
    التعظيم لله فنسأل الله أن يشملهم قول من قال بعدم التكفير وخصوصاً للعوام البسطاء
    الذين فطرتهم هي التعظيم .




    لكن في الرسالة تنبيه شديد لعدم المجازفة باتّباع
    المجسمة والمشبهه وما دسُّوه ولبّسوه في لغة العرب وشريعة الإسلام وما اعتمده بعضهم من تلمود اليهود وغلوّ
    النصارى الذين ما قدروا الله حق قدره فقالوا له وله وله


    وكأنهم من كبرهم ورجس قولهم له وله يحكمون ويلزمون وهم من هم تعالى الله عما
    يقولون علوّاً كبيراً .




    ويكفي أهلنا السنة من العوام أن يكفوا عن كل الخوض
    ويتمسّكوا بمحكم ما ورد في القرآن في سورة
    الحديد قوله تعالى ((هوَ الأوّلُ والآخرُ والظّاهرُ والباطِن)) وقول النبي الكريم
    المحترم صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور الصحيح ((
    " اللَّهُمَّ
    أَنْتَ الأَوَّلُ ، فَلَيْسَ قَبْلَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الآخِرُ ، فَلَيْسَ
    بَعْدَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ الظَّاهِرُ ، فَلَيْسَ فَوْقَكَ شَيْءٌ ، وَأَنْتَ
    الْبَاطِنُ ، فَلَيْسَ دُونَكَ شَيْءٌ
    " )) ولكن المجسّمة الهالكة يفرون من قول الله ورسوله صلى الله عليه وسلم
    كأنهم حمرٌ مستنفرة فرّت من قَسورة يستحيل عندهم الرد على قول الله وحبيبه ولا حول
    ولا قوة إلا بالله .




    اللهم ارحم أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم واجبر
    كسرهم واحفظ إيمانهم واكفهم كيد الذين أشربوا في قلوبهم التشبيه والتجسيم الذي تهتز
    له عروش السموات وتكاد تتفطر وتنشق وتخرُّ هدّاً فوق رؤوسهم ولكن الله يمهل ولا
    يهمل المتطاولين الذين جهلوا قدرهم وحقيقتهم بين يديّ عزّته وقوّة مدد قيّوميته
    وسطوع برهان أحديّته .




    انظر كتاب التجسيم والمجسمة


    تأليف عبد الفتاح بن صالح قديش اليافعيّ


    echo de zouakine
    echo de zouakine
    راقي ومعالج
    راقي ومعالج


    عدد الرسائل : 785
    العمل/الترفيه : zouakine
    المزاج : الحمد لله
    ذكر

    تاريخ التسجيل : 17/07/2008
    نقاط : 1501

    حكم المجسمة على المذاهب الاربعة Empty رد: حكم المجسمة على المذاهب الاربعة

    مُساهمة من طرف echo de zouakine السبت 24 مارس 2012 - 23:10

    الحمد لله الذي أحاط بكل شيء علما ووسع كل شيء حفظا ، يا من هو المحيط
    الجامع والنور الساطع ، لك الملك ولك الحمد حمدا كثيرا متواترا ونسبحك
    تسبيحا يليق بجلال سبحات وجهك الكريم واسمك العظيم ، وصلوات منك ربي ورحمة
    لحبيبك ومصطفاك وآله وصحبه ومن ارتضيت من عبادك المتقين .
    القرآن كتاب الله العزيز المنزل على رسوله الأمين محمد صلى الله عليه وسلم
    ولا جدال في ذلك وهو أصدق الكتب والحق الصادع والحجة البالغة ، والعالم
    بالقرآن عالم بعلومه يسعى الى تبيين حقائقه الدامغة مؤولا ما تحقق من أشراط
    الى قيام الساعة
    والراسخون في العلم هم الصفوة من علماء المسلمين ، وهم الذين يصطفيهم الله
    سبحانه لكل عصر ولكل جيل ، إلى قيام الساعة . وهؤلاء هم الذين تركوا
    وسيتركون بصماتهم واضحة جلية في علوم القرآن الكريم بوجه خاص ، وفي بقية
    العلوم الدينية بوجه عام ، كل منهم في حقل اختصاصه الذي يسّره الله سبحانه
    إليه ، ولربما كلف بعضهم بأكثر من حقـل علمـي واحـد . ومن هذه الحقول
    العلمية والإجتهادية : التفسير والتأويل .
    وتحققه التدريجي في الآفاق لهو علم محيص ، وعلى هذه فقس ما سواها ، قياساً
    علمياً مع البينات ، والقرآن الكريم ذم الذين أخذوا القرآن عضين أي فهموه
    مجزءا بينما هو علم وبحر شامل شديد الأغوار وشموليته واسعة أسسها العدل و
    الرحمة والله سبحانه يقول في محكم الكتاب (ما فرطنا في الكتاب من شيء ) الآية
    . ولعل هناك عدد من النظريات العلمية في مجالات عدة أعطى القرآن بدقة
    متناهية اشارة لها وكلما تعمق العلم وجد صدقيتها في كتاب الله عز وجل
    كأنباء وتاريخ الأمم السالفة وكمثال محقق شخصية ذي القرنين المؤمن حيت حاول
    المبطلون اثبات شخصية أخرى من عمق التاريخ لا علاقة له بذي القرنين
    المذكور في القرآن ، وعلوم أخرى في كل أصناف العلوم ومنها ما هو معجز ومنها
    ما لم يكشف عنه بعد ..
    والرسوخ : أي رسوخهم علما ظاهراً وباطناً ، كذلك ميزهم عن عامة المؤمنين ،
    بإشتغالهم بركنين ، غير الإيمان بالقرآن والتسليم بأشراطه ، مراقبة أمر
    الله بتحريك الأشراط ، ثم التتبع العلمي كما أسلفنا لتحركاتها ومساراتها
    وآثارها في الآفاق وفي الأنفس ، إضافة إلى تحميلهم مسؤولية إبلاغها للناس ، بقدر ما يمكِّنهم وييسر لهم سبحانه وتعالى في التبيين للناس
    ووقائع القرون الماضية، وسنن الهلاك، وعاقبة الذين لا يعتبرون بالتاريخ،
    ولا يصدقون أن في التاريخ وأحداث القرون عبرةً وعظة، ولا يتمكنون من فهم أو
    تصديق أن أحداث التاريخ هي مرجع القرآن، ومرجعنا لنفهم أن أحكام القرآن
    صادقة كل الصدق .
    وكتاب الله العزيز مسطر بعلم وكل أصناف العلوم المشعة المتضمنة فيه تتفرع
    عنها علوم أخرى الى ما لا نهاية حتى تستخلص في النهاية الحقائق الدامغة
    سواء في الآفاق أو الأنفس ومهما كان اضطلاعك في كافة العلوم فلا تسبق ما
    قضاه الله من أمر ولا تعجل وتتعسف في التأويل والزم الجماعة لأن السنن
    ماضية هادرة بصدقها الموغل والمكين ، ولعل العصر الذي نحياه يتبين الى حد
    بعيد صدقية ما تواتر من حقائق في كل أصناف العلوم لم تبد من قبل في أي عصر
    مضى وتتجلى منها الدقة والصدقية والحجية المطلقة ، ولقد علمنا القرآن دوما
    كيف يخسأ الماكرون الذين يسعون الى الهدم وطمس الحقائق ، وكيف تترسخ
    الحقائق بصفائها ليزداد الناس بكل أصنافهم وألوانهم ايمانا وتصديقا بكتاب
    الله عز وجل .
    ومعارف الحضارات المتعاقبة على مر العصور لم تجل بجلاء واضح حقيقة الانسان
    وما يحيط به ونجد الاسلام كيف بين مكانة الانسان وصاغ الأرضية التي تمكنه
    من خلافة الأرض وأوضح كل الأسس التي تبين مكانته السامية والرفيعة وجعل
    توازنا وتوافقا بين كل نزعاته ليعيش حياته في طمأنينة وسكينة .
    ولعل أخطر المفاهيم الوضعية هي التي نحت بتوجهاتها المعرفية الى مادية
    الانسان وأقصت العقل -النور- من المعادلة الحكيمة في هذا الكون مما سبب
    للأنسان المعاصر انفصاما واستلابا مدمرا في بيأتة ومجتمعه وأدى الى
    الاضطراب في نفسية الانسان وتداعي شخصيته كانسان مكرم في الأرض ومنها من
    غالت في الباطنية دون تقصي الحقائق المودعة باحكام في النفس البشرية
    كالبوذية والزرادشتية وغيرها من فلسفات .
    والاسلام يحمل الى العالمين رسالته الخالدة بسمو رسالته وهدي الرسول الكريم
    محمد صلى الله عليه وسلم الذي بعثه الله بدين الحق ليظهره على الدين كله ،
    والمعارف الانساية مهما كانت نزعاتها لا يمكن بأي صورة أن تجلي حقائق
    الوحي ولا أن تخوض في المطلق .
    والحقائق العلمية البرهانية تؤكد وجود احساس ديني عميق في الانسان لا يمكن
    انكاره ويكون الجزء الأكبر من تكوينه النفسي وله أثر واضح على وعيه
    وادراكاته الحسية .
    والمعارف الاسلامية وضحت المعالم المحيطة بالنفس البشرية وأجلت بعض الحقائق المثيرة فيما يخص سمو النفس البشرية وخلقتها الربانية .
    والله تعالى العزيز الحكيم يقول في محكم كتابه العزيز ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق ) الآية
    ، وما يحيط بالأنفس لهو عظيم حقا اذا علمنا أن علم القلب علم كبير ، وهو
    من أسرار الله تعالى المودعة في الانسان وهو صلة الوصل بين العبد وربه
    والقلب من عالم الملكوت ، فكل ملكة في الانسان لها مقام محدود بينما القلب
    له ميزة روحانية محاطة بأسرار ربانية عظيمة ، وهذا العلم اخوة الايمان بعيد
    كل البعد عن تقييم أصحاب الجدل البرهاني ويختلف اختلافا جذريا عميقا عن كل
    التصانيف التجريبية في هذا الباب لأن سند هذا العلم رباني وهو فضل منه
    ورحمة يختص به من يشاء من عباده .
    وهو سبحانه القائل في محكم كتابه : (واتقوا الله ويعلمكم الله) الآية ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سلطان العارفين كان يقول صلى الله عليه وسلم ( وقل رب زدني علما ) الآية .
    ومن ميزة هذا العلم أن صاحبه يتفقه من معين حقيقي بعد أن هذب ملكاته و
    كيانه ونشد التقرب الى مولاه ، وهذا لأعده من أسمى المعارف لأن غايته معرفة
    الحق ، وأن يكون الانسان عارفا ليس مخالفا للحق بل هذا بركة منه تعالى
    وفضائل ورحمات .
    والعبد المؤمن هو من صفى سرائره وسعى الى اصلاح نفسه من آفاتها الذميمة وتوجه الى الله سبحانه وتعالى متقربا اليه بصالح الأعمال .
    والعبد المؤمن التقي هو الذي أفنى حياته في معرفة ربه وسعى الى هذه المعارف
    بكل غال ونفيس مدركا أن الله يعلمه وهذا من كمالات النفس البشرية ان هي
    ارتقت في معارج الحقائق وسعت الى ربها قويمة وسديدة فطوبى لمن علمه الله من
    عنده علما فارتقى بمعارفه وألهم كرامات مغذيا روحه بكمالات الحق .
    وهذا العلم أحبابي في الله ينشد الكمال ويدرك وحدة الكثرة ويسمو بالانسان
    التقي الموقن والمصدق بربه من مقام الى مقام أعلى وغايته معرفة الحق بالحق ،
    وهذا لايكون الا بتهذيب الملكات والجوارح وتغذيتها بالكمالات لتتوافق
    وتتناغم وتتزكى لتتكامل في وحدة باهرة فترى ملكا وعجبا بما علمها الله
    تعالى وهذا فيه خير وصلاح للانسان .
    وبلوغ هذه الكمالات ليعد شيء راق وبالغ الأهمية للنفس البشرية التي أكرمها
    الله من فضائله ورحمته وتفتح آفاقا معرفية كبرى في طمأنينة وسكينة النفس
    البشرية لبارئها فتهذبت لأحق خلافة في الأرض تتسم بالعدل والرحمة .

      مواضيع مماثلة

      -

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 20 مايو 2024 - 11:42