[center]لن يصلح آخر هذه
الأمة إلا بما صلح به أولها
مرَّ على أمتنا العربية قوى طمعت
في احتلالها فغزتها ولا تزال تغزوها تريد السيطرة عليها، فتارة تحت مسمى الاحتلال،
وتارة الانتداب، وتارة على شكل قوى دولية متعددة الجنسيات، وأخرى لمكافحة
الإرهاب.... ومن سايكس بيكو إلى الشرق الأوسط الجديد والكبير... ولا نعلم ماذا
يزيدون؟ أشكال ومسميات توالت وما زالت تتوالى ولكنها لمضمون واحد وهو: إلغاء
وجودنا، ونهب خيراتنا، وطمس هويتنا، وجعلنا تابعين أمناء ندفع وندفع ونحن ساكتين،
فإن نطقنا فالقنابل العنقودية والزكية وربما النووية والذرية والانشطارية
بانتظارنا... ومن أجل هذه الأهداف الكبيرة لم تعد قضية الحرب واحتلال الأرض هو
الهدف، وإنما الهدف هو امتلاك الأمة ومحاولة تنويمها مغناطيسياً، وسلب إرادتها
لتكون في ركبها في المواقف والمبادئ من جهة، ولتقدِّم كل ما تملكه أرضها من خيرات
على أطباق من ذهب من جهة أخرى، على أن يكون معدّو هذه الأطباق من أبناء هذه الأمة
نفسها، وهذا لن يتحقق لها إلا بأمر واحد إنما هو السيطرة على عقول أبنائها فإن تم
لهم ذلك كانت كل أشكال السيطرة ممكنة.
وباختصار أيهما أسهل أن يدخل اللص
بيتاً فيقتل أهله ويسرق مالهم ثم يعيش في بيتهم، أو يبقى في بيته وهم يحضرون له كل
شهر أموالهم وكل ما يجنونه، ويخدمونه، ويطيعون أوامره، وربما استعان بهم في سرقة
غيرهم؟؟!!
أسلوب جديد للسيطرة:
لقد أصبح لسان حال هذه القوى
المعادية يقول: بما أن المجتمعات العربية باقية ولا مجال لمساومتها على دينها أو
مبادئها أو معتقداتها فلتبق كما هي، وما علينا فعله أمران: الأول:
تفريغ كل هذه المبادئ والمعتقدات
من محتواها وجعلها معاني لمصطلحات منفرة قديمة بالية، والثاني: إضافة مدلولات
ومعان تخدم أهدافنا لمصطلحات أخرى براقة تتأصل في نفوسهم فتسري بينهم كما تسري
النار في الهشيم... وهكذا أصبح الجهاد والدفاع عن الحقوق إرهاباً، والالتزام بالشعائر
الدينية تراثاً وفلكلوراً، وأصبح التقيد بما أمر الله تعالى والسير على نهجه
وشريعته رجعية وتخلفاً، وتقليد الغرب بعُريه وفساد علاقات أُسره حضارةً ومدنيةً،
وتطبيع العلاقات مع عدونا انفتاحاً وتقبُّلاً للآخر، وتغيير مبادئنا وتقمُّص فكر
عدونا تنويراًً وتجديداً، والاحتلال والاعتداء على الحريات ديمقراطية....وغيرها من المصطلحات والتسميات التي هي في حقيقتها وسائل غزو، ولكنها
لا تمتُّ للنار والبارود بصلة... إنها وسائل غزو حديثة شاعت في مجتمعاتنا،
وتناقلتها وسائل إعلامنا أما جنودها فأحد فريقين: سُذَّجٌ من أبناء أمتنا لم
يعرفوا حقيقتها فخدعوا بها وتبنوها وقاموا يؤسسون لأصحابها أركاناً ودعامات في
مجتمعاتنا، أو ثلة ممن أعمت عيونهم أوراق النقود الخضراء فعبؤوا منها جيوبهم
وأرصدتهم ولا تزال حناجرهم تصيح: هل من مزيد..
وقفة مع مصطلح الرجعية:
مصطلح سيئ منفِّر أسمعه بكثرة
ويتردد بين فئات بعض المثقفين يطلقونه على كل ملتزم بشرع الله، وكل فكرة تضبط سلوك
الإنسان وفق حدود الله غير مبالين بما يحدثه هذا المصطلح من إساءة للأساس المتين
الذي عليه قامت أمتنا، والذي به تعهد الله تعالى بحفظها وبقائها عندما تعهَّد بحفظ
كتابه العزيز قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ
لَحَافِظُونَ (9)" إنه ديننا وشرعنا الحنيف إنه الإسلام.... فهم بهذا المصطلح
يضربون معولاً في جسد الأمة لأنهم يدعون من حيث يشعرون أو لا يشعرون للابتعاد عن
الإسلام وعن تعاليمه التي ما فرضها الله على الإنسان إلا لأنه خالقه ويعلم ماذا
يصلح له قال تعالى: "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ
الْخَبِيرُ (14)"
المعنى الأصلي لمصطلح الرجعية:
أما ما تعنيه هذه الكلمة فإليكم
ما ورد في الموسوعة السياسية حول هذا المصطلح :
"الرجعية هي نقيض التقدمية،
ويطلق الشيوعيون واليساريون هذه الكلمة على الأحزاب والتيارات التي تنادي ببقاء
المؤسسات القديمة على قدمها."
هكذا كان مدلول الرجعية، ولكن هذا
المصطلح غزا عقول أبنائنا ليصبح كما هو شائع الآن.
الرجعية كما وردت في القرآن
الكريم:
الأصل أن تكون الرجعية مخالفة شرع
الله وترك منهجه القويم، وهذا ما أيده قرآننا فقد قال تعالى:
(.....وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ
مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ...)
143" البقرة
وجاء في تفسير القرطبي في معنى قوله تعال:
"ممن ينقلب على عقبيه" ما يلي: وأما قوله:"ممن يَنقلب على
عَقبيه" فإنه يعني: من الذي يرتدُّ عن دينه، فينافق، أو يكفر، أو يخالف
محمدًا صلى الله عليه وسلم.
إذن الرجعية هي مخالفة الله
ورسوله وليس العكس، وليس هناك أبلغ من التعبير عن الرجوع والرجعية بالانقلاب على
العقبين.
كيف نعالج الأمر ونوقف انتشاره؟
وإنني إذ أضع يدي على الجرح
وأبيّن أسبابه لا بد لي أن أقدّم حلاًَ وعلاجاً له، وهو واجب علينا نحن – المدركين
لدورنا في نهضة أمتنا ورقي مجتمعاتنا - قبل غيرنا، وذلك كما يلي:
1- أن نكون حذرين فلا نتداول هذه
المصطلحات دون قصد منا أو عن عدم انتباه.
2- أن نردَّ على من يطلق هذه
المصطلحات عن جهل وعدم وعي ببيان مدلولاتها ومعانيها وذلك بالحكمة والموعظة
الحسنة.
3- أن نشيع في المجتمع من حولنا
فساد هذه المصطلحات، ونبين معانيها الحقيقية والهدف من إشاعتها وخاصة لأبنائنا سعياً
للقضاء عليها واجتثاث أصولها.
دعوة للأمة:
وإنني في ختام كلامي أقول لمن
يتشدق بهذه المصطلحات تقليداً للغرب وانبهاراً بهم إن كنتم تقصدون بالرجعية
الالتزام بشرع الله وحدوده فإنني أقدم بطاقة دعوة للأمة كلها: إنها دعوةللرجعية
ورحم الله الإمام مالك يوم قال: "لن يصلح
آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها
الأمة إلا بما صلح به أولها
مرَّ على أمتنا العربية قوى طمعت
في احتلالها فغزتها ولا تزال تغزوها تريد السيطرة عليها، فتارة تحت مسمى الاحتلال،
وتارة الانتداب، وتارة على شكل قوى دولية متعددة الجنسيات، وأخرى لمكافحة
الإرهاب.... ومن سايكس بيكو إلى الشرق الأوسط الجديد والكبير... ولا نعلم ماذا
يزيدون؟ أشكال ومسميات توالت وما زالت تتوالى ولكنها لمضمون واحد وهو: إلغاء
وجودنا، ونهب خيراتنا، وطمس هويتنا، وجعلنا تابعين أمناء ندفع وندفع ونحن ساكتين،
فإن نطقنا فالقنابل العنقودية والزكية وربما النووية والذرية والانشطارية
بانتظارنا... ومن أجل هذه الأهداف الكبيرة لم تعد قضية الحرب واحتلال الأرض هو
الهدف، وإنما الهدف هو امتلاك الأمة ومحاولة تنويمها مغناطيسياً، وسلب إرادتها
لتكون في ركبها في المواقف والمبادئ من جهة، ولتقدِّم كل ما تملكه أرضها من خيرات
على أطباق من ذهب من جهة أخرى، على أن يكون معدّو هذه الأطباق من أبناء هذه الأمة
نفسها، وهذا لن يتحقق لها إلا بأمر واحد إنما هو السيطرة على عقول أبنائها فإن تم
لهم ذلك كانت كل أشكال السيطرة ممكنة.
وباختصار أيهما أسهل أن يدخل اللص
بيتاً فيقتل أهله ويسرق مالهم ثم يعيش في بيتهم، أو يبقى في بيته وهم يحضرون له كل
شهر أموالهم وكل ما يجنونه، ويخدمونه، ويطيعون أوامره، وربما استعان بهم في سرقة
غيرهم؟؟!!
أسلوب جديد للسيطرة:
لقد أصبح لسان حال هذه القوى
المعادية يقول: بما أن المجتمعات العربية باقية ولا مجال لمساومتها على دينها أو
مبادئها أو معتقداتها فلتبق كما هي، وما علينا فعله أمران: الأول:
تفريغ كل هذه المبادئ والمعتقدات
من محتواها وجعلها معاني لمصطلحات منفرة قديمة بالية، والثاني: إضافة مدلولات
ومعان تخدم أهدافنا لمصطلحات أخرى براقة تتأصل في نفوسهم فتسري بينهم كما تسري
النار في الهشيم... وهكذا أصبح الجهاد والدفاع عن الحقوق إرهاباً، والالتزام بالشعائر
الدينية تراثاً وفلكلوراً، وأصبح التقيد بما أمر الله تعالى والسير على نهجه
وشريعته رجعية وتخلفاً، وتقليد الغرب بعُريه وفساد علاقات أُسره حضارةً ومدنيةً،
وتطبيع العلاقات مع عدونا انفتاحاً وتقبُّلاً للآخر، وتغيير مبادئنا وتقمُّص فكر
عدونا تنويراًً وتجديداً، والاحتلال والاعتداء على الحريات ديمقراطية....وغيرها من المصطلحات والتسميات التي هي في حقيقتها وسائل غزو، ولكنها
لا تمتُّ للنار والبارود بصلة... إنها وسائل غزو حديثة شاعت في مجتمعاتنا،
وتناقلتها وسائل إعلامنا أما جنودها فأحد فريقين: سُذَّجٌ من أبناء أمتنا لم
يعرفوا حقيقتها فخدعوا بها وتبنوها وقاموا يؤسسون لأصحابها أركاناً ودعامات في
مجتمعاتنا، أو ثلة ممن أعمت عيونهم أوراق النقود الخضراء فعبؤوا منها جيوبهم
وأرصدتهم ولا تزال حناجرهم تصيح: هل من مزيد..
وقفة مع مصطلح الرجعية:
مصطلح سيئ منفِّر أسمعه بكثرة
ويتردد بين فئات بعض المثقفين يطلقونه على كل ملتزم بشرع الله، وكل فكرة تضبط سلوك
الإنسان وفق حدود الله غير مبالين بما يحدثه هذا المصطلح من إساءة للأساس المتين
الذي عليه قامت أمتنا، والذي به تعهد الله تعالى بحفظها وبقائها عندما تعهَّد بحفظ
كتابه العزيز قال تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ
لَحَافِظُونَ (9)" إنه ديننا وشرعنا الحنيف إنه الإسلام.... فهم بهذا المصطلح
يضربون معولاً في جسد الأمة لأنهم يدعون من حيث يشعرون أو لا يشعرون للابتعاد عن
الإسلام وعن تعاليمه التي ما فرضها الله على الإنسان إلا لأنه خالقه ويعلم ماذا
يصلح له قال تعالى: "أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ
الْخَبِيرُ (14)"
المعنى الأصلي لمصطلح الرجعية:
أما ما تعنيه هذه الكلمة فإليكم
ما ورد في الموسوعة السياسية حول هذا المصطلح :
"الرجعية هي نقيض التقدمية،
ويطلق الشيوعيون واليساريون هذه الكلمة على الأحزاب والتيارات التي تنادي ببقاء
المؤسسات القديمة على قدمها."
هكذا كان مدلول الرجعية، ولكن هذا
المصطلح غزا عقول أبنائنا ليصبح كما هو شائع الآن.
الرجعية كما وردت في القرآن
الكريم:
الأصل أن تكون الرجعية مخالفة شرع
الله وترك منهجه القويم، وهذا ما أيده قرآننا فقد قال تعالى:
(.....وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ
مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ...)
143" البقرة
وجاء في تفسير القرطبي في معنى قوله تعال:
"ممن ينقلب على عقبيه" ما يلي: وأما قوله:"ممن يَنقلب على
عَقبيه" فإنه يعني: من الذي يرتدُّ عن دينه، فينافق، أو يكفر، أو يخالف
محمدًا صلى الله عليه وسلم.
إذن الرجعية هي مخالفة الله
ورسوله وليس العكس، وليس هناك أبلغ من التعبير عن الرجوع والرجعية بالانقلاب على
العقبين.
كيف نعالج الأمر ونوقف انتشاره؟
وإنني إذ أضع يدي على الجرح
وأبيّن أسبابه لا بد لي أن أقدّم حلاًَ وعلاجاً له، وهو واجب علينا نحن – المدركين
لدورنا في نهضة أمتنا ورقي مجتمعاتنا - قبل غيرنا، وذلك كما يلي:
1- أن نكون حذرين فلا نتداول هذه
المصطلحات دون قصد منا أو عن عدم انتباه.
2- أن نردَّ على من يطلق هذه
المصطلحات عن جهل وعدم وعي ببيان مدلولاتها ومعانيها وذلك بالحكمة والموعظة
الحسنة.
3- أن نشيع في المجتمع من حولنا
فساد هذه المصطلحات، ونبين معانيها الحقيقية والهدف من إشاعتها وخاصة لأبنائنا سعياً
للقضاء عليها واجتثاث أصولها.
دعوة للأمة:
وإنني في ختام كلامي أقول لمن
يتشدق بهذه المصطلحات تقليداً للغرب وانبهاراً بهم إن كنتم تقصدون بالرجعية
الالتزام بشرع الله وحدوده فإنني أقدم بطاقة دعوة للأمة كلها: إنها دعوةللرجعية
ورحم الله الإمام مالك يوم قال: "لن يصلح
آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها
[/center]