«الحبة السوداء» مفيدة لمرضى جراحة الكبد
أظهرت دراسة أجراها باحثون فى تركيا، إمكانية استخدام الحبة السوداء للمساعدة على التقليل من آثار الإصابات الناجمة عن نقص التروية الدموية، التى قد يتعرض لها المرضى الخاضعين لجراحة فى الكبد.
وتقول الدراسة التى نشرتها "الدورية العالمية لأمراض الجهاز الهضمي"، الصادرة للشهر الحالى ، أظهرت التجارب المخبرية تأثير الحبة السوداء Nigella sativa فى التقليل من الضرر الذى يصيب الأنسجة، عند انقطاع التروية الدموية أثناء خضوع المريض لجراحة فى الكبد، وعودتها بعد ذلك، خصوصاً بالنسبة للمرضى الخاضعين لعمليات زراعة الكبد.
ومن المعلوم لدى المختصن، بأن تعرض الجسم لانقطاع فى التروية الدموية، ومن ثم عودتها بعد فترة، كما هو الحال فى بعض الحالات الجراحية، قد يتسبب بحدوث التهابات وإنتاج مركبات مؤكسدة، نتيجة غياب الأوكسجين والجزيئات المغذية nutrients، لينتهى الأمر بحدوث تلف فى الأنسجة.
وبحسب ما أوضح فريق البحث الذى ضم مختصين من "جامعة حران" فإن الجذور الحرة للأوكسجين، التى تتكون عند عودة التروية الدموية إلى الكبد بعد فترة انقطاع محددة، تلعب دوراً أساسياً فى إتلاف الأنسجة.
مبينين بأن الدراسات السابقة حاولت البحث فى فوائد استخدام بعض المواد المضادة للاحتقان للإفادة منها فى تقليل الضرر الناجم عن إعادة التدفق الدموى إلى الكبد بعد انقطاعه، إلا أن أياً منها لم يوضح تأثير الحبة السوداء فى هذا الجانب.
وتعد الحبة السوداء من النباتات التى تمتلك تأثيرات علاجية متعددة؛ فهى مضادة للأكسدة، ومقاومة للاحتقان. كما وأن لها تأثيراً فى مجال محاربة الخلايا السرطانية، ومكافحة الالتهابات التى تتسبب بها البكتيريا.
وتضمنت الدراسة التى أجراها فريق البحث القيام بتجارب مخبرية على مجموعة من الفئران، تم تعريضهم لظروف تنطوى على إحداث نقص فى التروية الدموية للكبد لفترة استمرت 45 دقيقية، ليتم استئناف ضخ الدم بعد ذلك إلى هذا الجزء من الجسم لمدة 60 دقيقة.
وقام الباحثون بحقن الفئران بمحلول يحوى خلاصة الحبة السوداء، عبر غشاء الصفاق الذى يغطى لأعضاء الداخلية من الجسم، فيما حصل بقية الفئران على محلول ملحى متوازن عوضاً عن ذلك، ومن ثم أخضع جميع الفئران لفحوص مخبرية لتقييم مستويات أنزيمات الكبد، وأجرى فحص مجهرى لعينات أخذت من نسيج الكبد لكل حالة.
وتوصل الباحثون إلى أن استخدام الحبة السوداء قلل من تأثير انقطاع التروية الدموية لفترة ومن ثم عودتها، وهو ما يواجهه المرضى الخاضعين لجراحة فى الكبد، مؤكدين عدم وجود تأثيرات جانبية لها، ما يشير إلى إمكانية استخدامها فى هذا النوع من العمليات الجراحية، بهدف حماية النسيج الكبدي، بحسب ما يأملون.